حظيت الثقافة والفن المصري بثاني تكريم لهما في مهرجان القرين السابع عشر الذي يقام في الشقيقة الكويت هذه الأيام.. ففي المغرب الشقيق اختار مهرجان فضاء تطوان المسرحي الشهر الماضي مصر لتكون ضيف الشرف الرئيسي للمهرجان وتم تكريم المسرح المصري وارتأت اللجنة المنظمة العليا لمهرجان القرين استحداث نشاط جديد يعد بديلا لشخصية المهرجان التي استمرت عدة دورات وهو اختيار إحدي الدول الشقيقة أو الصديقة »ضيف شرف المهرجان«. ووقع الاختيار في دورة هذا العام علي مصر لتقدم نشاطا ثقافيا شاملا ، يطل الجمهور في الكويت من خلاله علي المشهد الثقافي والفني الراهن في مصر من خلال مجموعة الأنشطة المتنوعة التي تعكس تنوع وثراء الحركة علي الساحة الثقافية المصرية.. واستضافت الكويت عرضا لفرقة الإسكندرية للموسيقي العربية وفرقة التنورة الشعبية ومعرضا تشكيليا ومحاضرة حول الفن التشكيلي بمتحف الفن الحديث بالإضافة إلي محاضرة عن التراث والهوية للدكتور أحمد مرسي كذلك يستضيف المهرجان لقاء إعلاميا مع المذيع الكبير وجدي الحكيم وفرقة مسار إجباري الشبابية والفيلم السينمائي »واحد صفر« وأمسية شعرية مصرية ومحاضرة عن العلاقات الكويتية - المصرية الثقافية وأيضا مسرحية "عجايب " تأليف الزميل عاطف النمر وإخراج سامح بسيوني وفرقة الحرية للفنون الشعبية .. الثقافة والفن المصري يلقيان تقديرا كبيرا في هذا المهرجان وهذا له دلالة هامة في تفرد الثقافة المصرية علي مستوي الوطن العربي ويعكس هذا الاحتفاء بالفن المصري ريادة مصر ودورها المؤثر في الثقافة العربية التي نهلت كثيرا من مصر بمثقفيها وأدبائها وفنانيها فنهضة الكويت المسرحية بدأت علي يد الفنان الراحل زكي طليمات الذي أسس المعهد العالي للفنون المسرحية. ملحوظة أخيرة أود ألا أغفلها وهي أن وراء هذا الجهد الكبير يقف الشاعر حسام نصار رئيس العلاقات الثقافية الخارجية ومستشار وزير الثقافة والذي بذل جهدا كبيرا في صمت للتنسيق والإعداد الجيد لتشريف الثقافة والفن في مصر . نبيل بهجت وبديع خيري مؤخرا قرأت للمرة الثانية دراسة قيمة وموثقة للباحث الدكتور نبيل بهجت المدرس بقسم علوم المسرح بجامعة حلوان عن مسرح بديع خيري صدرت عن كتاب الهلال ولفت نظري أنها أول دراسة أكاديمية في مسرح هذا المبدع الكبير تناولت إنتاجه المسرحي ككل وتشتمل الدراسة علي مقدمة وثلاثة فصول الفصل الأول منها عن تاريخ مسرح بديع خيري ونشأته والعوامل المؤثرة في تكوينه الفكري والنفسي والتأليف المشترك بين بديع ونجيب الريحاني.. والفصل الثاني عن الروافد الشعبية في مسرحه.. أما الفصل الثالث فقد تناول فيه المؤلف البناء الدرامي للأنواع المسرحية عند بديع خيري والتي تمثلت في الفودفيل وهو نوع من المسرحيات ادخله عزيز عيد إلي المسرح المصري عام 1907 وكان يعتمد علي الكوميديا ( الفارس) الفرنسية والكوميديا الاجتماعية والميلودراما والريفيو وهو أقرب تعريف للأعمال الاستعراضية الغنائية والأوبريت.. الدراسة رائعة وتستحق الثناء والشكر لهذا الباحث الشاب الذي قدم أيضا للمكتبة العربية أول دراسة عن أزجال الشيخ يونس القاضي أحد رواد الحركة الثقافية في بدايات القرن الماضي وكان صحفيا وزجالا وكاتبا مسرحيا وهو أول رقيب مصري علي المصنفات الفنية وهو صاحب كلمات نشيد بلادي بلادي الذي نردده جميعا دون أن نعرف اسم مؤلفه .