منذ أن دشنت سارة مكى «29 عاما » مبادرة «ركوب الفتيات للدراجات»، قبل عام مضى، ومبادرتها تجذب فئات عمرية مختلفة وتتوسع فى المحافظات، ووصل عدد من تم تدريبهن على ركوب الدراجات، والمشاركة فى مسابقاتها إلى أكثر من 900 فتاة، وتحلم صاحبة المبادرة أن تصل بها للعالمية. «سارة مكى» مؤسس المبادرة، تعمل مراقب جودة فى إحدى المنشآت السياحية وتقول: إنه فى بداية تعلمها ركوب الدراجات، واجهت رفضًا وعدم قبول من الناس فى الشوارع، كما واجهت أيضا مضايقات وتعليقات سخيفة من المارة، لكنها أصرت على تعليم غيرها من الفتيات، ليصبحن مجتمعا متكاملا من قائدات الدراجات. بداية الفكرة جاءت لسارة بعدما لاحظت، مشاركة عدد ضئيل جدًا من الفتيات فى مسابقات و«ملتقيات» ركوب الدراجات، لأماكن يقطعون فيها عشرات الكيلو مترات، مقارنة بعدد الشباب المشاركين، فقررت تدشين مبادرة على السوشيال ميديا لتعليم الفتيات ركوب الدراجات، ولاقت فكرتها قبولاً واستحسانًا من الفتيات، فأضافت إلى تعليم ركوب الدراجات، التدريب على صيانتها، ووضع برامج لتأهيل الفتيات للاحتراف فى المسابقات، والسفر على الطرق الطويلة مثل العين السخنة، التى يتعدى طول الطريق فيها 50 كيلومترا. وعن بداية تطبيق المبادرة على أرض الواقع، تقول سارة: «اخترت شوارع هادئة فى منطقة التحرير بوسط المدينة لتعليم الفتيات ركوب الدراجات، لأن تأجير مكان لذلك مكلف بالنسبة للمتدربات، وساعدنى ذلك فى جذب أكبر عدد ممكن، وتطورت المبادرة وأصبح لها فروع فى القاهرة والجيزة والإسكندرية، ويطلب عدد من أهالي وشباب الصعيد تدشين فروع للمبادرة هناك. «دراجة لكل طالب» تشير سارة إلى أن المبادرة تشجع ثقافة ركوب الدراجات، لكن ينقصها تمهيد الطرق وتوفير الأمان والسلامة لكل شخص يركب الدراجة، واهتمام الدولة بتوفير إرشادات مرورية للدراجات على الطرق، مع وضع تشريعات توضح عقوبات عدم الالتزام بالقواعد المرورية المخصصة للدراجات. وتطالب سارة بضرورة نشر ثقافة ركوب الدراجات فى مصر، وتوفير آليات لتنفيذها، وتوجيه المجتمع إلى أهميتها كرياضة وليست ترفيهًا فقط، إضافة إلى أنها توفرالمال: «أنا على استعداد للمشاركة بكل ما أستطيع فى مبادرة دراجة لكل طالب لمساعدة الطلاب وجذبهم للفكرة». «لأى سن وأى وزن!» ركوب الدراجة، فى رأى سارة، ليس له علاقة بالعمر أو الوزن واللياقة البدنية، ولكنّ هناك حاجزا من الخوف من ركوبها عند الكثيرين، فبعض المتدربات فى «كورس» تعلم ركوب الدراجات يتعدى أوزانهن ال 100 كيلو جرام ورغم ذلك يتعلمن بسرعة، وعلى العكس تشارك فتيات أوزانهن خفيفة، ورغم ذلك يأخذن فترة تدريبية أكبر، وهناك مشاركون يتعدى عمرهم ال60 عاما ويتعلمون بسرعة كبيرة، لرغبتهم فى المشاركة مع أحفادهم فى أوقات الترفيه. تشير سارة إلى أن «مبادرة ركوب الدراجات» بدأتها بقضاء احتياجاتها على الدراجة، حيث تقطن بشارع عباس العقاد، حين اكتشفت أن الدراجة توفر لها الوقت وأنها أكثر سرعة وراحة، وبعد ذلك شاركت مع أصدقائها فى «رايد» فريق رياضى بالدراجات إلى محمية وادى دجلة، وتعرفت على زوجها فى هذه الرحلة، وشجعها على تطوير مبادرتها، وتقول «حلمى أن يركب الجميع الدراجات كبديل عن السيارات، وتطالب بتوسيع المبادرة لتصل إلى كل المحافظات».