تعددت في الآونة الأخيرة نداءات استخدام الدراجات بدلاً من السيارات خاصة في القاهرة، لانقاذ العاصمة من تكدس السيارات وكم الأدخنة والعوادم التي تخلفها لتصيب المواطنين بعشرات الأمراض، وهناك من تحمس للمبادرة خاصة عندما دعي إليها الرئيس عبدالفتاح السياسي وفاجأنا بجولات له بدراجته، وآخرون انصرفوا عن الفكرة ورأوا انها مستحيلة لانه لا توجد أماكن مخصصة للدراجات في مصر، ولأن الزحام والسيارات عرض قائدي الدراجات للخطر، حملت مجموعة من الشباب يعرضان علي عاتقها تبني مبادرة استخدام الدراجات بقوة، واطلقوا علي المبادرة اسم (4 bike), مما هي المبادرة، وكيف يتم تنفيذها.. وإلي أي مدي نجحت.. الوفد استطلعت التجربة عن قرب. فى يوم الجمعة حيث ينعم المواطنين بنوم عميق بعد أسبوع شاق يستيقظ أعضاء المجموعة مبكرا ليبدا تجمعهم فى تمام الساعة الثامنة صباحا وينطلقون بعدها في جولتهم بالدراجات في رحلة عبر شوارع القاهرة الخالية وسط جو هادئ تزينه نسمات الصبح الرقيقة. لتشجيع المواطنين علي ان يحذوا حذوهم. مؤسس المجموعة محمد سليمان يقول: بدأت الفكرة بتشكيل فريق من الشباب وجدت لديه الحماسة للخروج بالدراجات في مجموعات وبدأنا تنظيم عمليات الخروج في خط سير واحد وبتجمعات. ولقد وجدت انتشاراً وتوسعاً بانضمام ويتابع «فكرة ركوب الدراجات فى مصر تحتاج إلى توعية أكثر بجانب ضرورة اعتماد الشارع المصرى وتقبله للفكرة واعتياده على رؤية شخص يركب دراجة» وعن طريقة الانضمام للمجموعة يقول «من يرغب فى الانضمام إلينا بإمكانه الحصول على تذكرة حجز يتم الإعلان عنها من خلال صفحتنا علي الفيس بوك لمعرفة اماكن بيع التذاكر وهى بسعر رمزى هذا فى حالة عدم امتلاك المنضم إلينا لدراجة أما من يملك دراجة بالفعل فبإمكانه الانضمام الينا ونحن نرحب به معنا بدون أى مقابل». ويضيف: نحن كمجموعة نقدم ثلاثة برامج وهى فكرة استخدام الدراجة كل يوم جمعة كرياضة من افضل الرياضات ، تعليم قيادة الدراجات خاصة للبنات لتغيير نظرة المجتمع عن ركوب البنات للدراجات وكحافز لتشجيع البنات على استخدام الدراجات فى حياتها اليومية دون النظر لتعليقات المواطنين، نشر نوع من التوعية للمواطنين من خلال شعارات يتم رفعها اثناء القيادة على سبيل المثال «مش هنرمى حاجة على الأرض» أو «مش هنركن صف تانى»، إقامة ندوات بساقية الصاوى لعرض مقترحات حول نشر فكرة الدراجات وتشجيع السياحة الداخلية من خلال زيارة بعض الأماكن الأثرية كالقلعة ومسجد السلطان حسن وعرض نبذة عن المكان وهذا لقى رواجاً عند بعض الأجانب ما شجعهم على الانضمام إلينا. رياضة وهواية ويقول عمر أحمد موظف بالبنك الأهلى وأحد أعضاء المجموعة: ممارسة ركوب الدراجات كأسلوب حياة فكر غير متعارف عليها فى مصر بدرجة كبيرة، كما ان الطرق غير مؤهلة لقيادة الدراجات وأصحاب السيارات لا يراعون غالباً ان من بجانبه علي الطريق شخص يقود دراجة، ولا يتركون له مسافة علي جانب الطريق ليقود دراجته في أمان، وعن فكرة ذهابة للعمل بالدراجة يقول «الموضوع صعب ولكن ليس بدرجة كبيرة». أما سيد، ويعمل تقنى معلومات بإحدى شركات الأجهزة الطبية، فيقول: قيادة الدراجة بالنسبة لي هواية ورياضة واستخدمها للذهاب إلي عملي يومياً وأقودها مسافة تصل إلي 8 كيلو مترات تقريباً واستفيد بهذا في تجنب زحام السيارات، وألا تستغرب حين تعرف أنني أصل لعملي بالدراجة أسرع من المواصلات، وعن اهتمام الشباب بالدراجات يقول: «الاهتمام بركوب الدراجات في ازدياد، بحكم خروجي بالدراجة مع مجموعة «4 bike»، وخاصة نسبة الاهتمام بين الفتيات ولكنهن يخشين تعليقات الناس ويتابع: «لو شعر المواطن بأهمية الدراجة وتوفيرها للبنزين والوقت وخنقة المواصلات فسيلجأ إليها وستصبح أسلوب حياة له». الفتيات يتمنين منة الروينى معيدة بكلية الفنون التطبيقية تقول: إن فكرة قيادة الدراجة من خلال هذه المجموعة مناسبة جدا، ولكن ممارستها كأسلوب حياة صعب في الوقت الحالي لعدم وجود طريق خاص بالدراجات، كما ان المساحة طويلة بين محل سكنى والكلية، لا توجد الإمكانيات التى توفرها الدولة لتشجيع استخدامها، الدول الأوروبية، يوجد بها داخل عربات القطار اماكن لوضع الدراجة للتنقل بها فى المسافات البعيدة». فيما تقول هبة راشد، تعمل بمنظمة العمل الدولية: قيادة الدراجات تعد هواية منذ الصغر لدي الكثيرين، ولكن ما شجعنى أكثر على ممارسة ذلك هو زيارتى للدول الأوروبية، حيث رأيت استخدام ركوب الدراجات مختلفا كثيرا عن مصر، هناك طرق لسير الدراجات مع وجود قوانين تلزم جميع سائقى السيارات والدراجات باحترام آداب الطريق. وحول استخدام الفتيات للدراجات تقول: «الفكرة صعبة ولكنها ليست مستحيلة، الكبري ركوب الدراجات فى احياء كالزمالك والمعادى مريح، لان ضغط المرور بها أقل ولكن تعرض البنات للمضايقات والتحرش هو المشكلة الكبري، ولكن ذلك لن يمنعنا كبنات لان البنت معرضة للمضايقات سواء فى المواصلات أو أثناء السير». حافز وتشجيع فكرة إقامة جروب وتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة أعطت ثقة ودافعاً للجميع فى ممارسة رياضة يحونها، هكذا تحدث محمود إبراهيم، يعمل بكلية صيدلة جامعة المستقبل، وعن فكرة الدراجات كأسلوب حياة يقول: «أثناء الدراسة ذهبت للجامعة بالدراجة فأنا أسكن بالمعادى ودراستى بجامعة حلوان ولكنى لم أكرر المحاولة لطول المسافة، وكما ان الشوارع فى مصر غير ممهدة للدراجات ولا توجد قوانين تحكم آداب القيادة بين سائقى السيارات والدراجات حتى ان وجدت اعتقد انه لن يحترمها الكثيرون. أما محمد سامى يعمل باحدى شركات الاتصالات، ويقول: «فكرة استخدام الدراجات فى وسط مجموعة حافز قوى، وأنا أمارس رياضة الدراجات بشكل أسبوعى، والسير مع الجروب أفضل من السير بمفردى ويطالب الشباب القريب من مكان عمله استخدام الدراجة لتحفيز الجميع. وتسعى المجموعة بمبادرتها إلى تنشيط السياحة من خلال جذب السائحين الى زيارة معالم القاهرة من أماكن سياحية وتاريخية حيث قاموا بزيارة محمية وادى دجلة بالمعادى وساروا بالدراجات مسافة 11 كيلو متراً ونجحوا في قيادة دراجاتهم في المحمية وسط المرتفعات، وقد تجابوا مع الفكرة بل عرض بعضهم مشاركة المجموعة في الأسابيع القادمة بدراجاتهم وبعض الأماكن السياحية الأخري.