الدراجات سلاح «الغلابة » والأغنياء لمواجهة رفع دعم المحروقات

ارتفعت الأصوات المنادية بركوب الدراجات كحل بديل لارتفاع أسعار المواصلات ومواجهة رفع الدعم عن المحروقات، لاسيما أن تذكرة مترو الأنفاق وصل سعرها إلى 7 جنيهات، لم تطفو على السطح مبادرات المجتمع المدنى فحسب بل إن المحافظات بدأت فى تنفيذ المشاريع وتجهيز بعض الطرق.
شراكة تجمع مبادرة «سكتك خضرا» ومحافظة القاهرة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وجمعية النهضة المحروسة، افتتح على إثرها أول ركنة للدراجات بمنطقة الكوربة بمصر الجديدة بمحافظة القاهرة.
تهدف الشراكة إلى تركيب 111 وحدة ركن للدراجات فى منطقتى وسط البلد ومصر الجديدة، لتستوعب ما يصل إلى 811 دراجة فى شوارع هليوبوليس ووسط البلد.
«سكتك خضرا» مبادرة تهدف إلى تطوير خدمات الدراجات والتشجيع على استخدامها كوسيلة نقل يومية لتحسين أنماط الحياة الصحية والبيئية، وتقدم بالتعاون مع الجهات السابق ذكرها خريطة لجميع مواقع الركنات التى سيتم تركيبها نهاية شهر مايو الجارى.
ترصد «الصباح» العديد من المبادرات ومدارس تعليم ركوب الدراجات، فيقول محمد سامى مدير مشروع سكتك خضرا ومؤسس مبادرة «جو بايك»: إن عدد المشاركين فى الحفل بالكوربة وصل إلى 350 مشاركًا، بأنهم يستهدفون المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وذات أبعاد تراثية مثل منطقة وسط البلد، وقد تم اختيار هذه الأماكن وفقًا لأسس علمية واستبيانات للدراجين، حيث نختار الأماكن الأكثر أمانًا، ويسهل فيها التنقل، لافتًا إلى زيادة الإقبال على شراء الدراجات واستخدامها كبديل للموصلات، نظرًا لسهولة التنقل وسرعته حتى فى أوقات الذروة.
ويوضح أن المرحلة الثانية من مشروع سكتك خضرا، تشجع الناس على ممارسة الرياضة وذلك بتثبيت أجهزة رياضية مجانية فى الشوارع بجانب ركنات الدرجات مثل الجهاز المتوازى والعقلة، أما بالنسبة لمدرسة تعلم ركوب الدراجات، ومبادرة جو بايك، فيتم تعليم الشخص واختيار الدراجة المناسبة له من خلال الوزن والطول، ويتم التعليم خلال يومين أو ثلاثة حسب استجابة المتعلم.
فى المقابل يقول محمد المصرى مؤسس مبادرة BE CYCLIST (مدرسة ومبادرة لتعليم قيادة الدراجات) إنهم بدأوا المبادرة منذ 2012، من خلال تدريب مكثف فى ثلاثة أيام خاصة أن تدريب قيادة الدراجات يعد الأسهل فى وسائل النقل حيث إن 40فى المائة من الأشخاص يتعلمون من اليوم الأول و 47فى المائة يتعلمون فى اليوم الثانى، و10فى المائة فى اليوم الثالث و3فى المائة لا يتعلمون أبدًا، لافتًا إلى زيادة إقبال راغبى تعلم قيادة الدراجات فى المدرسة بنسبة 25فى المائة عن العام الماضى، خاصة مع زيادة الوعى فبعض أهالى الفتيات الذين كانوا يرفضون الفكرة أصبحوا يصطحبون بناتهم إلى مدرسة التعليم، وتشجعوا هم أيضًا على الممارسة لنجد أنه بات اتجاه تعلم قيادة الدراجات لدى أسر كاملة تستخدمها كبديل للمواصلات.
ويضيف: لقيادة الدراجات بعد صحى لأنه يحسن الصحة النفسية والجسدية ويحسن من الصحة العامة ويقوى من مفاصل القدم والأيدى والظهر.
توضح ياسمين سيدة فى أواخر العشرينيات من قاطنى مدينة نصر، إحدى راكبى الدراجات وتشارك فى مارثون للعجل أنها بدأت فى قيادة الدراجات منذ 3 سنوات قبل زواجها، وكانت تواجه مضايقات كثيرة فى البداية لكونها فتاة، ولكن مع مرور الوقت تعود جيرانها والمنطقة المحيطة وتقبلوا الفكرة، مؤكدة أن الدراجة تختصر وقت الزحام بشكل كبير، لدرجة أنها لم تستغن عنها بعد زواجها وإنجابها طفلتها ذات العام ونصف حاليًا.
يفيد أحمد أبوالجوخ، صاحب محلات توداى لبيع الدراجات بأن الشباب من سن 15 سنة وخاصة شباب الجامعات أكثر فئة شراءً للعجل، بجانب الأطفال فى فترة الصيف، لافتًا إلى زيادة الإقبال على الشراء فى الفترة الأخيرة بعد زيادة أسعار المواصلات واتجاه رفع الدعم عن المحروقات.