كعادته يمضى فن الكاريكاتير ليعبر عن موقف ما أو وجهة نظر يبهرنا مرة ويضحكنا مرات واليوم ومع كل الصراعات السياسية والأيديولوجية والعرقية مازلنا نبحث عن ضحكة قد تنسينا مشاكل العالم فى لحظات، لذا لاتتعجب إن قلت لك إن فن الكاريكاتير اليوم بات مهما شأنه شأن الخبر إن لم يكن أهم ولأن مجلتنا العريقة «صباح الخير» لطالما خرج من بين جدران صفحاتها آلاف الضحكات والرسمات الكاريكاتورية على مر عقود طويلة لعباقرة الكاريكاتير فى مصر والعالم العربى. نحتفى اليوم بثلاثة من رسامى الكاريكاتير العرب حيث تم تكريمهم فى الملتقى الدولى السادس للكاريكاتير بالقاهرة الذى قدم أعمال345 فنانا من جميع أنحاء العالم من خلال أكثر من 400 لوحة فى ملتقى القاهرة الذى تم افتتاحه فى قصر الأميرطاز بالقلعة حيث كرم الملتقى رائد فن الكاريكاتير الفنان رخا. تم تقديم اكثر من مائة لوحة بورتريه عن الأديب الراحل نجيب محفوظ تكريما له من فنانى الكاريكاتير من مصر والكويت ولبنان والصين واليابان وإسبانيا والبرتغال وكوبا والبيرو وكوسوفو. كرم الملتقى عددا من الفنانين منهم اللبنانى (أنس اللقيس) والإماراتية (آمنة الحمادى) والسعودى (أيمن الغامدى) حيث استضفناهم على صفحات الصبوحة وكان لى معهم هذا الحوار الكاشف عن حال الكاريكاتير فى عالمنا العربى!
أنس اللقيس: الكاريكاتير الصامت متعة فى البداية يحدثنا أنس اللقيس عن نفسه: أنا خريج كلية الفنون الجميلة قسم الرسم والتصوير من الجامعة اللبنانية وكانت أولى رسوماتى نشرتها فى جريدة السفير بعدها عملت فى صحيفة المستقبل فى عام 2005 ثم بعدها بدأت انشر فى ملحق جريدة النهار الخاص بالشباب ثم نشرت رسوماتى الكاريكاتورية فى مجلة دبى الثقافية وحاليا انشر جميع رسوماتى بمجلة الدبور اللبنانية والحقيقة هذه هى المرة الثالثة لاشتراكى فى ملتقى القاهرة للكاريكاتير إلا أن هذه السنة أنا سعيد للغاية حيث تم تكريمى. • ما المعوقات التى تواجه رسم الكاريكاتير فى لبنان اليوم؟ - أهم المعوقات أن الكثير من الصحف الورقية فى لبنان قد اغلقت والحقيقة الصحافة الإلكترونية لم تعتد الكاريكاتير كزاوية أساسية على صفحاتها هذا بالإضافة إلى قلة رسامى الكاريكاتير فى لبنان كذلك ممكن أضيف عدم دعم الدولة اللبنانية لفن وفنانى الكاريكاتير. • هل هناك حرية فى نشر رسم الكاريكاتير فى لبنان؟ - بشكل عام فيه حرية ولكن رسام الكاريكاتير اللبنانى أصبح يعانى من الرقابة المجتمعية من خلال احتكاكه المباشر مع القارئ عبر مواقع التواصل الاجتماعى! • ما النمط أو الأسلوب الذى تعتمده فى الرسم الكاريكاتورى؟ - أرسم بأسلوبى الخاص الذى ابتدعته من خلال تجاربى الكثيرة حيث أجمع ما بين المدارس التشكيلية الحديثة والكاريكاتير. حاولت إبراز روح نجيب محفوظ من وجهة نظرى من خلال الأبيض والأسود لأن أعماله تمثل الشعب المصرى بجميع أطيافه. أعشق أعمال جورج البهجورى للغاية كما أنى شديد الإعجاب بأعمال الفنان الفلسطينى ناجى العلى كذلك يعجبنى الفنانون الغربيون وخاصة من مدرسة أوروبا الشرقية لأنهم يتميزون بالكاريكاتير الفلسفى الصامت والكوميديا السوداء. فى بداياتى كنت أرسم الكاريكاتير مع تعليق وحوار ولكن فى السنوات الأخيرة اتجهت لرسم الكاريكاتير الصامت ووجدت فيه متعة كبيرة حيث يعطى مساحة للقارئ لأن يبذل جهدا ومتعة ذهنية لاستنباط الفكرة! ليصبح مشاركا فى صناعة العمل. اليوم أصبح الكاريكاتير العربى منافسا للغربى من حيث التقنية والفكرة ولقد أعطت وسائل التواصل الاجتماعى الفرصة للرساميين العرب فى اظهار قدراتهم. • هل تشعر أن رسام الكاريكاتير يمكن أن يتعرض لخطر على حياته؟ - نعم أصبح اليوم الخطر كبيرا وشاهدنا ما تعرض له رسامون كاريكاتير فى وطننا العربى للقتل والتعذيب فى السنوات الأخيرة. • كيف ترى مجلة «صباح الخير»؟ - بالطبع أنا متابع لصباح الخير منذ سنوات وامتلك أعدادا قديمة من «صباح الخير» ومجلة «روزاليوسف» محتفظا بها فى مكتبة والدى أعدادا من السبعينيات والثمانينيات. •