أثارت أسعار تذاكر مباريات بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم الثانية والثلاثين والتى ستقام على الأراضى المصرية خلال الفترة من 21 يونيو وحتى 19 يوليو المقبل، تساؤلات كثيرة فى الشارع المصرى، فى ظل ارتفاع أسعارها، مما أدى إلى حالة من الاستياء فى أوساط مشجعى وعشاق الساحرة المستديرة فى مصر. أعلنت اللجنة المنظمة للبطولة السمراء فى وقت سابق أسعار تذاكر المباريات التى تراوحت بين 100 جنيه مصرى للدرجة الثالثة، وحتى 500 جنيه، للمباريات التى لا يكون منتخب مصر مشاركًا فيها. ويبدأ سعر تذكرة المباراة التى يشارك فيها المنتخب المصرى من 200 جنيه، وترتفع قيمة التذكرة تدريجيًا، حسب موقع مدرجات الجمهور، حتى تصل إلى 300 جنيه لمدرجات الدرجة الثانية، و600 جنيه لمدرجات الدرجة الأولى، و2500 جنيه للمقصورة الرئيسية فأحدثت هذه الأسعار حالة من الغليان فى الوسط الرياضى من ناحية ومن ناحية أخرى بين الجماهير حيث عبر مشجعى كرة القدم عن سخطهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، منتقدين القرار، وساخرين من تلك الأسعارالكبيرة، التى لن يستطيع المواطن العادى تحمل تكلفتها. وقد استنكر عدد من الرياضيين القرار، موجهين انتقادات إلى اللجنة المنظمة كما تفاعل بعض اللاعبين والفنانين مع انتقادات الجماهير، على رأسهم النجم المصرى محمد صلاح، لاعب المنتخب الوطنى وفريق ليفربول الإنجليزى ونجم منتخب الفراعنة السابق أحمد حسام ميدو وأيضًا النائب فرج عامر عضو مجلس النواب الذين طالبوا بتخفيض قيمة التذاكر حتى تكون فى متناول الشباب ويستطيع أن يشجع فريقه فى الملعب بدلًا من خلو الملاعب من الجماهير وبالأخص الشباب ليصرح الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة المصرى، قائلًا: «سأتدخل لحل أزمة أسعار تذاكر مباريات البطولة، التى تسببت فى حالة من الغضب الشديد، وأبحث مع هانى أبو ريدة رئيس اللجنة المنظمة ورئيس اتحاد الكرة إعادة تقييم الأسعار وتخفيضها بما يلائم إمكانات الجماهير، التى غالبيتها من الشباب. وبعد مداولات ومباحثات أعلنت اللجنة المنظمة لبطولة الأمم الأفريقية، تخفيض أسعار تذاكر الدرجة الثالثة لمباريات مصر بالبطولة خلال دورها الأول إلى 150 جنيهًا بدلًا من 200 جنيه وذلك يأتى حرصًا على تخفيف العبء عن جماهير كرة القدم المصرية وزيادة تواجدها فى المدرجات لتشجيع منتخب بلادها والاستمتاع بالبطولة. كما أكدت اللجنة المنظمة للبطولة أنها كانت تود لو باستطاعتها تخفيض قيمة تذاكر الدرجة الثالثة لأقل من ذلك أو جعلها مجانية، إلا أن عوامل تحديد أسعار التذاكر فى البطولات الكبيرة حالت دون ذلك. وقد تم تشغيل نظام «تذكرتى» على الإنترنت للحصول على بطاقة المشجع، وحجز تذاكر المباريات لبطولة كأس الأمم الأفريقية توتال 2019 «أونلاين». وتاريخيًا كانت أول مباراة تدفع الجماهير المصرية سعر تذكرة كثمن لمشاهدة مباراة كرة قدم فى عام 1914 كما جاء فى كتاب الدكتور ياسر أيوب «مصر وكرة القدم» عندما التقى المنتخب المصرى مع منتخب بريطانيا الذى تكون وقتها من الضباط والجنود البريطانيين، واٌقيمت المباراة فى 28 نوفمبرعلى ملعب السكة الحديد الذى كان مسرحًا لأول مباراة تشهد حضورًا جماهيريًا عبر تذاكر وتم تحديد سعر مشاهدة المباراة كالتالى، قرشين لمشاهدة المباراة وقوفًا، أو 5 قروش كاملة لمشاهدة المباراة جلوسًا على مقعد خيزران قريبًا من الملعب، وانتهت المباراة بفوز منتخب مصر بثلاثة أهداف مقابل هدف. وجاءت أسعار تذاكر مباريات منتخب مصر فى نسخة كأس الأمم الأفريقية الثانية والتى أقيمت فى مصر 1959 وبالتحديد على ملعب النادى الأهلى «مختار التتش» نحو 5 قروش حيث شاركت ثلاث دول فى المنافسات هى مصر وإثيوبيا والسودان حيث جرت مباراة الافتتاح بين مصر وإثيوبيا والتى حضرها جمهور كبير حيث وصل إيراد المباراة من بيع التذاكر إلى 1255 جنيه، أما المباراة الثانية بين السودان وإثيوبيا فقد بلغ إيرادها 446 جنيهًا مصريًا وهو رقم كبير وقتها خاصة أن الجالية السودانية أقبلت على شراء التذاكر لمشاهدة نجوم منتخب صقور الجديان. فى عام 1974 استضافت مصر مونديال القارة السمراء على ملاعبها وترأس حسين الشافعى نائب رئيس الجمهورية «أنور السادات» اللجنة المنظمة للبطولة والتى تكونت من عدة لجان فرعية تعنى بتسهيل إقامة المسابقة وكانت منها لجنة للتذاكر والتى أقرت أسعار تذاكر دخول الجماهير إلى المباريات على نحو 25 قرشًا للدرجة الثالثة و50 قرشًا للدرجة الثانية أما المقصورة الرئيسية فكانت أسعار تذكرة الجلوس فيها 100 قرش ولم يهتم جمهور الكرة المصرية كثيرًا بأحداث البطولة وتجلى ذلك من خلال المدرجات الشاغرة للملاعب وحتى المباراة النهائية، التى لعبت على مرتين جرت أمام ما لا يقل عن 300 متفرج ممن قاموا بشراء التذاكر وكانت مباراة افتتاح البطولة بين منتخب الفراعنة ونظيره الأوغندى فى استاد القاهرة الدولى قد شاهدها 20 ألف متفرج فقط وقيل وقتها إن سبب عزوف الجماهير عن شراء التذاكر وحضور المباريات هو التأثر الجماهيرى بالحادث الأليم الذى وقع فى استاد حلمى زامورا قبل اللقاء الودى بين نادى الزمالك ونادى دوكلا براغ التشيكى الذى تسبب فى مقتل حوالى 50 شخصًا، وذلك قبل 10 أيام من إقامة البطولة. وعندما نظمت مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1986 قامت اللجنة المنظمة بطباعة نصف مليون تذكرة لمباريات الأدوار التمهيدية وكان هناك تذكرة اليوم الكامل للمباراتين، وكانت أسعار التذاكر ثلاثة جنيهات للدرجة الثالثة وأربعة للدرجة الثانية، وخمسة للدرجة الأولى، وخمسين حنيهًا للمقصورة الرئيسية ورغم هزيمة الفريق المصرى فى مباراته الأولى من السنغال بهدف نظيف إلا أن الجماهير المصرية كانت تتوافد على مواقع بيع التذاكر بكثافة شديدة للوقوف خلف منتخب بلادها والذى استطاع بالفعل الفوز باللقب الإفريقى بفضل الحضور الجماهيرى الكبير وفى مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط كان الجمهور السكندرى حاضرًا بقوة فى لقاءات المجموعة الثانية من أجل إنجاح الدورة. أما عن أسعار تذاكر مباريات المنتخب المصرى فى نسخة كأس الأمم الأفريقية الخامسة والعشرين والتى أقيمت فى مصر عام 2006، وهى واحدة من أنجح البطولات الإفريقية عبر التاريخ فكانت سعر تذكرة الدرجة الثالثة 20 جنيهًا و50 للدرجة الثانية أما سعر تذكرة الدرجة الأولى فكان 200 جنيه والمقصورة الرئيسية 1000 جنيه مصري بينما كانت هناك تذاكرمجمعة لست مباريات بأسعار مخفضة تصل إلى 50 جنيهًا للدرجة الثالثة وخفضت اللجنة المنظمة للبطولة أسعار تذاكر الدخول بالنسبة للمباريات التى أقيمت باستادات الإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية إلى النصف بحيث يكون ثمن تذكرة الدرجة الثالثة خمسة جنيهات لجذب مزيد من المشاهدين لمباريات المجموعات الثلاث الأخرى التى لا يلعب بها منتخب مصر. وقد اشتكى وقتها قطاع كبير من جماهير كرة القدم المصرية بسبب ارتفاع أسعار التذاكر وطالبوا بتخفيضها خاصة تذاكر الدرجة الثالثة التى تعد أدنى الدرجات فى الملاعب والاستادات من أجل التخفيف عن محدودى الدخل الذين يرغبون فى متابعة المباريات من ملاعب البطولة، ورغم هذه الشكوى فإن تذاكر مباريات مصر فى البطولة نفدت تمامًا وكان الجمهور المصرى هو المفاجأة الكبرى فى العرس الإفريقى بحضوره بأعداد غفيرة وتشجيعه للفراعنة بشكل رائع ومختلف حيث كان له عامل السحر فى فوز المنتخب المصرى بلقب مونديال القارة السمراء.