يوسف قطاوى باشا، رئيس الطائفة اليهودية لما يقترب من العقدين، وأحد أبرز أثرياء مصر ورجال الصناعة والمال فيها، مثًل اليهود فى لجنة الثلاثين التى وضعت دستور 1923 «ابن ثورة 1919». لعقود صعدت عائلة قطاوى لتصبح واحدة من أكثر الأسر المصرية ثراءً، تحت قيادة جدها الأكبر يعقوب بك قطاوى، ثم موسى قطاوى باشا، وبعدها مع يوسف أصلان باشا. أسست العائلة معامل لتكرير السكر، وأكبر المسيطرين على صناعة الملح والصودا، وشارك يوسف أصلان قطاوى فى تأسيس بنك مصر مع طلعب باشا حرب. ولم يكن آل قطاوى مساهمين فى بنك مصر فقط، بل كان لهم حضور فى حملة أسهم البنك الأهلى والبنك العقارى. فى عام 1919 انتخب يوسف قطاوى نائبًا عن كومبو امبو بأسوان التى يمتلك فيها واحدًا من أكبر مصانع السكر فى مصر. وبعد ثورة 1919 وإقرار دستور 1923، تولى قطاوى باشا وزارة المالية فى حكومة أحمد زيور باشا «نوفمبر 1924 – مارس 1925» ثم وزيرًا للمواصلات منتصف 1925. بعدها صار عضوًا معينًا بالأمر الملكى فى مجلس الشيوخ «1927 – 1936»، بعدها ترك العمل السياسى والاقتصادى ليتفرغ لشئون الطائفة اليهودية حتى وفاته فى 1942. لم يكن يوسف باشا وحيدًا، بل عاونه أبناه أصلان «ورث والده فى عضوية مجلس الشيوخ، كما كان سكرتيرًا للأملاك الحكومية فى وزارة المالية» ورينيه الوريث الاقتصادى كما يمكن أن نقول. عارض يوسف أصلان الحركة الصهيونية التى كانت تحاول تجنيد شباب يهود للسفر لإسرائيل، حيث كان يعتبر أن هذا يضر بعلاقة الطائفة اليهودية مع الحكومة والمجتمع فى مصر. كان يوسف أصلان يعتبر أن اليهود المصريين استفادوا من روح التسامح الوطنية فى بلد كان ولا يزال أغنى الدول فى منطقته. فمنذ تأسيس مصر الحديثة على يد محمد على 1805، برز اليهود كإخوانهم المسلمين والمسيحيين فى أعمال الاقتصاد والصناعة والبنوك والفن والثقافة، وتوافد الآلاف منهم إلى مصر مع افتتاح قناة السويس للعمل والحياة. وعلى الرغم من تواضع أعدادهم، كان لليهود حضور أكبر من نسبتهم السكانية، فى الاقتصاد والصناعة والسينما، «ولم يخرجوا من مصر بعد تأسيس إسرائيل إلا لأسباب اجتماعية وشخصية فى كثير من الحالات، حيث لم يعرفوا فى مصر اضطهادًا منظمًا من أى نوع، بحسب المؤرخ د.عاصم الدسوقى فى حوار تليفزيونى».