تشوق الكثيرون بعد مشاهدة تنويهات عن فيلم «122» الذى سيعرض فى السينما قريبا ، إلى مشاهدة الفيلم باعتباره «دراما رعب» غابت عن السينما المصرية منذ سنوات؛ مع إحتكار الإنتاج الأمريكي لهذه النوعية من الأفلام التى تحتاج انتاجا ضخما وامكانيات قوية فى الخدع البصرية. فهل يكون «122» فيلم رعب كما يصنفه المتخصصون، يمكن أن يقنع الجمهور بعودة أفلام الرعب للإنتاج المصرى، أم أن أفلام الرعب تحتاج إلى أشياء لاتملكها الأدوات المصرية حاليا؟ الفيلم الأزرق لا يرعب تصنف الناقدة الفنية خيرية البشلاوي فيلم الرعب اذا احتوى على جرعة ليست بالقليلة من اساليب «التخويف» التي تستخدمها السينما في عمل «فزع» للمشاهدين، ومنها الاضاءة والمونتاج والحبكة والموضوع، والأهم من الموضوع هو طريقة معالجته؛ لأن المعالجة هى التى تصل بالمشاهد الى «الخوف» من القصة. ولهذا لاترى خيرية أن أفلام مثل الفيل الازرق، واحلام حقيقة، أفلام رعب، لمحدودية جرعة التخويف، وإن كانت ترى مسلسل «كفر دلهاب» تجربة جديدة يمكن البناء عليها فى المستقبل، فقد قدم المسلسل شيئا مخالفا للسائد والمألوف الذي اعتدنا عليه». وفى رأى البشلاوى أن أفضل فيلم رعب شاهدته هو فيلم «سايكو» لألفريد هيتشكوك من إنتاج ستينات القرن الماضي؛ لأنه مزج بين التخويف والتحفيز والتشويق، بالاضافة إلى احتواء قصته على الغموض والاثارة، وتميز بالأصوات المفزعة واضاءة خلقت ظلالاً من تشكيلات بصرية لزيادة الإحساس بالفزع، مما يحفز المتفرج طوال الوقت وتتزايد ضربات قلبه متسائلا: «ماذا سوف يحدث فى المشهد التالى؟» وعن الانتاج المصرى لأفلام الرعب قالت «إنتاج افلام الرعب فى مصر يكاد يكون منعدما، لأن المخرج والمؤلف والمنتج المتحمس لهذا النوع ليس موجودا، وهذه النوعية من الأفلام تحتاج لتكنيك خاص ومعالجة جيدة ومدرسة لتعليم وتخريج جيل جديد يستطيع تقديم الرعب بشكل جيد». التخويف وحده لايكفى لكن الناقدة ماجدة خير الله، لاترى فى فيلم الرعب تخويفا فقط، بل لابد أن يحتوى على جماليات اخرى، كمحتوى القصة وعناصر الإثارة والتشويق، وهي نوعية في رأيها لا تنتجها السينما المصرية، إلا فى اضيق الحدود، فى نفس الوقت الذى ابتعد فيه الانتاج عن انواع اخرى مثل الدراما الاجتماعية، والاستعراضية، رغم الاقبال عليها بين الشباب فى الخارج . وتمنت النجاح لفيلم 122 الذي سيعرض قريبًا، ليفتح الطريق لهذه النوعية من الافلام، ليتحمس لها المنتجون. إضاءة حمراء من أسفل عن أهمية الإضاءة فى أفلام الرعب يوضح د.محمد عيسي، استاذ بكلية الفنون التطبيقية جامعة السادس من اكتوبر قسم سينما وتلفزيون، أن مايناسب أفلام الرعب هو الاضاءة الحمراء اذا سُلطت فى الاتجاه الصحيح، فإذا وجهت الاضاءة من اعلى ستكون مناسبة اكثر لنوعية الافلام الرومانسية، ولكن اذا كان مصدر الاضاءة من اسفل سيبرز الخيالات التي تعطي ايحاءات بالخوف او الرعب. واكد على ضرورة الاهتمام بأفيش الفيلم، فهو ما يحضر الجمهور لتلقي نوعية الفيلم، فإذا أظهر تصميم الافيش أن الفيلم اكشن، لن يتأثر الجمهور بما في الفيلم من الرعب مهما وضعت به من اضاءة واصوات وموسيقى ومكياج، فسيكون قد رسم صورة ذهنية بأنه سوف يشاهد فيلم اكشن، ورسخت هذه الصورة لديه ولن تتغير ولن يتملكه احساس الرعب مهما حدث" لا يمكن للاعب الكورة ان يخوض الماتش بمفرده وكذلك الافلام.. فحتى يحصل الفيلم على 10 من 10 يجب ان يتم استغلال كل العوامل من قصة واخراج ومونتاج واضاءة ومكياج بشكل دقيق». وعلل د. محمد عيسى سبب تراجع أفلام الرعب عن الساحة، بغياب الجمهور المستهدف، وأن الجمهور الآن يميل إلى مشاهدة أفلام الرومانسية أو الأكشن، بالاضافة إلى أن أفلام الرعب مكلفة للغاية وكل شركات الإنتاج تهتم بالمكسب، «لم تنتج افلام بعد «الانس والجن» و«التعويذة» تصنف على أنها رعب لأن هذين الفيلمين لم يحققا النجاح المطلوب». •