انتبه الكثيرون لتلك الفتاة الشابة التى ترقص الباليه فى شوارع وسط القاهرةوالإسكندرية والغردقة، حركاتها الرشيقة على الأرض، وابتسامتها أضافت جوًا من البهجة والفرح للكثير من المارة، ودفعتهم للانتظار ليعرفوا حكايتها بعد أن تنهى الرقصة. فى منطقة جليم الساحرة بالإسكندرية، تربّت لاما حتاتة، ابنة الثامنة عشرة، ذات الملامح الطفولية البريئة - على الطبيعة الحالمة ورقة الطبيعة، لتتكشف لديها موهبة الباليه. بمجرد بلوغ - لاما - سن الرابعة، شجعها والداها على تعلّم فنون الباليه، فتدربت بنادى سبورتنج، حتى جاءت فرصة التحاقها بأكاديمية الفنون، لتطوير مهاراتها وقدراتها، بعد اختبارات عديدة لتحديد المستوى. بدأت لاما، حركاتها الاستعراضية بمنطقة المنتزة فى الإسكندرية، ومنها إلى سيوة والغردقة ووسط البلد بالقاهرة، والتى صادفها فيها سقوط الأمطار، فزاد المنظر جمالًا وسحرًا - وهى تلتقط الصور وسط المياه. تعودت لاما - ممارسة استعراضتها فى الصباح الباكر بصحبة أحد المصورين، ورغم رفض والديها الرقص فى الشوارع وسط المارة، إلّا أنهما اقتنعا بذلك، بعد ردود الأفعال الإيجابية التى زادتها حماسًا، فضلًا عن عروض التصوير المختلفة التى انهالت عليها، خاصة بعد نشر صورها وهى ترقص عبر حسابها الخاص بموقع «فيس بوك». صعوبات الباليه لم يكن تحقيق حلم لاما- بأن تصبح باليرينا محترفة، سهل المنال، فواجهت صعوبات ومتاعب جعلتها تفكر كثيرًا فى عدم الاستمرار فى طريقها، لكن لحبها وعشقها لحكاية الوقوف على أصابعها، تمسّكت بحلمها حتى النهاية. تقول لاما: «كنت أتمنى التواجد بصورة دائمة فى القاهرة حتى أتمكن من التدريب يوميًا، لأن التدريب فى الإسكندرية لا يتعدى ال 3 أيام فقط، لكن الحمد لله تميّزى واهتمامى بتطوير نفسى، عوّضنى الغياب عن القاهرة». شكة دبوس تتذكر لاما، أنها كانت تخاف المدربة وهى طفلة، لأنها كانت تعاقبها وزملاءها؛ لمجرد عدم أداء بعض الحركات بشكل صحيح، مضيفة: «الباليه نوع من الرقصات يتطلب أن تكون قامة الجسد مشدودة طوال فترة التدريب، وكذلك فترة عرض الرقصات، وكانت المدربة إن رأت إحدى الفتيات الصغيرات تقوم بثنى ركبتيها دون قصد، تشكّها بدبوس، حتى لا تخطئ مرة أخرى». ربما تكون إحدى صعوبات الباليه، النظام الغذائى القاسى المحدد لممارسيه، حتى يكونوا خفاف الحركة، ويجعل أجسامهم مشدودة القوام طوال الوقت - تحكى لاما: «لا يسمح قبل يوم عرض إحدى الرقصات، سوى بتناول التفاح وشرب المياه فقط، خاصة أن التفاح من الفواكه التى تعطى إحساسًا كبيرًا بالشبع، حتى لا يكون الجسم ثقيل الحركة على المسرح، فراقصة الباليه يجب أن تكون قليلة الوزن حتى يتمكن الراقص الذى يصاحبها بحملها». المدربون لا يعرفون الهزار تستكمل لاما: «هناك مهارة أخرى يجب أن يتعلمها كل من يمارس الباليه، فإذا كنت تعانى من ضغط نفسى أو عصبى أو أى إرهاق جسدى،فأنت مضطر للظهور أمام حاضرى الحفل بكامل وعيك وسعادتك وتوازنك.. فلا مجال للراحة فى هذا المجال». تستدرك لاما: «مدربو الباليه لا يعرفون الهزار، دائمًا يطالبون بنسيان كل المشاكل الخاصة للظهور أمام الجمهور بأفضل شكل ممكن، فإذا لم تكن الراقصة جاهزة للمسرح، يضيع مكانها فورًا، وهذا ما جعلنى أكثر جلدًا وتحملًا للمشقة حتى أصل إلى مرادى فى النهاية». Ballerinas of Cairo اتجهت لاما، لأداء بعض الحركات الخاصة بالباليه فى شوارع مصر، على غرار أغلب راقصات الباليه حول العالم، مؤكدة أن مصر بها مناطق جذابة كثيرة تستحق الاعتناء، والباليه من الفنون التى تعطى جمالًا لأى مكان وتترك سعادة ورقياً فى قلوب من يشاهدونه . وعن فساتين رقصاتها وأحذية الباليه الخاصة بالعروض، توضح لاما، أنها تتعامل مع مصممة تجهز لها فساتين الرقصات المختلفة، خاصة أن لكل رقصة اسمًا خاصًا وفستانًا بلون محدد، مثل «بحيرة البجع» العرض الأشهر للجميع. أمّا عن أحذيتها الخاصة، فتشير لاما - إلى أن حذاء الباليه يكون مربعًا من المنتصف والأمام لكمال التوازن فى الوقوف وأداء الحركات المتنوعة، إلى جانب أنه يكون مصنوعًا من الجبس حتى يكون متينًا ويساعد على حمل الراقصات، مؤكدة أن الأحذية الروسية هى أفضل الأنواع من حيث التصنيع والتصميم والمتانة والجودة الكلية. تتابع لاما: «فور انتهاء دراستى بأكاديمية الفنون، سألتحق بمعهد الباليه حتى أكمل دراستى النظرية، وأتمنى أن أنضم فى يوم من الأيام إلى فرقة البولشوى الروسية - أشهر فرق عروض الباليه».•