- صاحب الفكرة: لا نخاف من ردود أفعال الجمهور العادي .. وملابس الراقصات تناسب مكان العرض -راقصة الباليه روشان: الجمهور يتفاعل معنا بشىء من البهجة فتاه رقيقة ترقص كالفراشة علي مسارح دار الأوبرا .. هذا ما يعرفه الكثير منا عن راقصة البالية أو "الباليرينا" التي نستمتع بخفتها ورشاقتها وحركتها السريعة المتماشية مع موسيقي راقية لتكون صورة حية ممتعة للمشاهد .. ورغم أن الباليه فن راق لا تراه إلا فى القاعات المغلقة حيث يتابعه جمهور خاص، إلا أن مجموعة من الشباب قرروا النزول ب "الباليرينا" لشوارع القاهرة المزدحمة ليروجوا للعاصمة التاريخية بشكل سياحي مختلف ومعاصر فى شكل من أشكال التحدى لكافة ردود الأفعال غير المتوقعة .. تفاصيل أكثر عن مشروع باليرينا كايرو في السطور القادمة. فى البداية يقول محمد طاهر، مصور فوتوغرافي ومخرج وصاحب فكرة ballerinas of Cairo :إنه قرر نقل تجربة باليرينا بروجيكت الموجودة في أشهر المدن في العالم مثل نيويورك وباريس والتي تقوم علي المزج بين شوارع القاهرة العريقة بكل تفاصيلها وبين فن الباليه الراقي ليخلق صورة جديدة ومختلفة وغير معتادة وفي نفس الوقت يخلق صورة فنية جميلة من قلب شوارع العاصمة المزعجة للكثيرين بسبب الازدحام والضوضاء، وباستخدم عنصر "الباليرينا" ليضفي بهجة وحيوية وروح للصورة وأيضا كان هدفنا الارتقاء بذوق المصريين وتعودهم علي مزج الفن بالحياة المعاصرة ونشر ثقافة الفن الراقي والخروج بالباليرينا عن دائرة الأوبرا والجمهور المحدود والجو الكلاسيكي الخاص بالطبقة الارستقراطية للجمهور العادي في الشارع وهذا سيصدر صورة مختلفة عن مصر في عيون السائحين. ويكمل طاهر حديثه، قائلا: بدأنا المشروع في شهر يناير وكونا فريقا من المصورين وراقصات الباليه، ونقوم كل فترة بالتصوير في أهم الشوارع التي تحمل ملامح القاهرة كشارع المعز وشوارع مصر الجديدة والنيل وغيرها ثم ننشر الصور علي مواقع التواصل الاجتماعي ونتلقي ردود الفعل والكثير من الناس يتعجبون عندما يعرفون أن الصور من القاهرة.. وفي بداية الأمر لم يكن التصوير بغرض تنشيط السياحة بقدر ما كان الهدف منه خلق صورة جديدة عن القاهرة ولكن مع رواج الفكرة والتشجيع الذي وجدناه من الجمهور فكرنا في تنويع أماكن التصوير ليحمل رسالة تروج للسياحة في مصر من خلال فن الباليه الراقي، ففكرنا في عمل عرض بمجموعة كبيرة من الراقصين في أحد الأماكن السياحية ومؤخرا فكرنا في تطوير الفكرة وعمل معرض بالصور التي التقطناها وأيضا نعتمد علي الهاشتاج ليصل للعالم أن تلك الصورة من مصر بالإضافة لأننا ننشر فيديوهات قصيرة لكواليس تصوير الباليرينا، ورغم هذه الجهود فإنه حتى الآن لم تتواصل معنا أي جهات رسمية معنية بشئون السياحة. وحول ردود أفعال الجمهور الذي يشاهد الباليه في الشارع يضيف طاهر: جاء أقل سوءا مما توقعنا وتنوع بين الدهشة والاستغراب والبسمة والتشجيع وجاءت تعليقات لطيفة وأحيانا استنكار ومن بعض التعليقات تأتي في سؤال عن مكان لتعليم الأطفال هذا الرقص وفي بعض الأحيان نتعرض لمضايقات، وفي كل الأحوال نحرص على أن تكون جلسة التصوير بملابس مناسبة للمنطقة والشارع الذي نصور فيه وبملابس قريبة من الواقع فأحيانا نصور بعض الرقصات بملابس كاجوال وأحيانا بملابس كلاسيكية وصورنا أحد المرات بالزي الرسمي للباليرينا، وعادة ما نكون حريصين علي عدم تكرار تجربة التصوير بمجموعة كبيرة من الباليرينات لصعوبة السيطرة علي ردود فعل الجمهور في الشارع . أما عن راقصات الباليه المشاركات فى العروض فلهم تجربة خاصة مع هذه الفكرة، حيث تقول روشان الشرملسي: أرقص باليه منذ أن كان عمرى 4 سنوات في الأوبرا وأحد الأندية الكبري بالقاهرة، وعندما تابعت المشروع علي مواقع التواصل الاجتماعي تحمست له وسعيت للتواصل مع القائمين علي الفكرة وبدأنا العمل. وحول تقبلها لفكرة الرقص في الشارع بعيدا عن الأماكن المغلقة، تضيف روشان: طبيعة عملي كمراسلة لإحدى القنوات الفضائية كسر حاجز الخوف داخلي من نزول الشارع والتعامل مع الجمهور، وأيضا لأني جربت الرقص في الشارع عندما سافرت الى تركيا وقبرص والمكسيك والهند ومدن أخري لنمثل مصر مع فرقة الباليه ورقصنا في افتتاحيات مهرجانات الرقص الفلكلوري المعبرعن كل دولة فكان تقليدا وثقافة معروفة في الخارج، وفى إفتتاحية المهرجان كان كل الراقصين يتفاعلون مع الجمهور في جو من البهجة . وتواصل روشان حديثها عن تجارب الباليه، قائلة: رقص الباليه بدأ في فرنسا وتطور في روسيا التى لديها أشهر الفرق العالمية في رقص الباليه وهي فرقة "بولشوي" الروسية، وتوضح أن رقص البالية ليس سهلا لأنه يتطلب مجهودا ذهنيا وعضليا كبيرا لتحريك كل عضلة في الجسم لتأدية الحركة المطلوبة وعرض الباليه هو مسرحية تمثيلية حركية لها نص وشخصيات وأدوار متنوعة وموسيقي ونجاح العرض يعتمد علي قدرة كل راقص في العرض علي عزل نفسه عن أي ظرف خارجي والتركيز فقط على تمثيل الدور ونجاح المخرج في إخراج "الكوريوجرافي" أو حركات العرض المطلوبة وتعبيرات الوجه للراقصين لتصل رسائل ومشاعر الشخصيات في العرض للمشاهد. وتوضح أن للباليه أنواعا منها الرقص الكلاسيكي والباليه المودرن والباليه الأسباني وفي جلسات التصوير يتم التركيز علي نشر ثقافة الباليه بأنواعة المختلفة، ولكل رقصة نوع من أنواع الأحذية المختلفة المخصصة لرقص الباليه فالحذاء هو الأداة الرئيسية في هذا الفن ومن أنواعها الأشهر حذاء البوانت وحذاء الكراكتير وأيضا لكل رقصة الزي المناسب لها . وعن تأثير فن الباليه علي شخصيتها، تقول روشان: يخلق روح التحدي والقوة في شخصية الراقصة حتي وإن بدت رقيقة جدا. وأنا كان لدى إصرار لتعلم هذا الفن، فتعلمت الرقص في مركز تنمية المواهب ولكنه يخرج راقصا هاويا وليس محترفا، أما معهد الباليه فهو المكان الوحيد الذي يخرج راقصا محترفا، ولدينا فرقة الأوبرا للفن الكلاسيكي وهي الفرقة الأولي في مصر وتمثل مصر في الاحتفالات الرسمية في الخارج تليها فرقة الرقص الحديث التابعة لوزارة الثقافة ثم فرقة فرسان الشرق للرقص الفلكلوري والحديث، ومن المطلوب أن تتيح وزارة الثقافة الفرصة للراقصين الهواة لعمل دورات يحصلون عليها في معهد الباليه وهو المكان الوحيد المعتمد لتخريج راقص محترف، خاصة أن الباليه فن وليس رياضة ويتخصص فيه البعض لإعداد رسائل علمية.