ما ينفعش أقول لك كل اللى أعرفه عن أسمهان فى المساحة دى دى عايزة كتاب قول موسوعة بس اللى يهمنا هنا إن الست اللى ملت الدنيا وشغلت الناس، الست اللى سابت قصص يتحكى فيها عقود، وأغنيات تتسمع قرون، الست اللى ظهر اسمها فى تاريخ الفن والسياسة ودنيا الأمراء وعالم الجاسوسية، الست دى ماتت وهى عندها 32 سنة فقط لا غير. هى طبعا ما اسمهاش »أسمهان«، اسمها آمال الأطرش، دى معروفة، بس اللى اداها اسم أسمهان هو الملحن داوود حسنى، واداها الاسم ده مش بس علشان هو اسم فني، لكن كمان علشان ده اسم مطربة كان ب يدربها ع الغنا، واتوفت وهى صغيرة. حياة أسمهان طول الوقت كانت صاخبة، وفيها مطاردات وغرام وانتقام وحب وخيانة، اشتغلت فى الغنا بدرى، واعتزلت بدري، واتجوزت بدري، وخلفت بدرى، ورجعت تانى تغنى وتمثل. لما بدأت تدخل عالم التمثيل ب فيلم انتصار الشباب سنة 1941، كان ليها غريمتان: واحدة فنية وواحدة عاطفية، والاتنين كانوا ملكات، واحدة ملكة للفن هى أم كلثوم، اللى كانت تقريبًا تغلبت على كل منافسيها من أول منيرة المهدية لحد أى حد تتخيله، وما فضلش حد يناوشها على العرش غير صاحبة الصوت الجبلى المتمرد أسمهان. الغريمة التانية كانت ملكة بحق وحقيق: الملكة نازلى أم الملك فاروق، وأرملة الملك فؤاد. بعد موت فؤاد مباشرة، نازلى دخلت في علاقة مع أحمد حسنين باشا، فيه اللى ب يقولوا اتجوزوا، وفيه اللى ب يقولوا لأ، بس المؤكد أنه كان فيه علاقة، وكانت نازلى ب تغير عليه. حسنين صاحب أسمهان على نازلى، والحكاية اتعرفت، لدرجة إن نازلى كانت ب تاخد مسدس تروح تدور عليهم في البيوت اللى ممكن يكونوا ب يترددوا عليها. تفاصيل الحكاية دى حكيتها فى أكتر من سياق، لأنها متقاطعة مع حاجات كتير، لكن خلينا هنا نهتم بأن أسمهان دخلت تعمل فيلم غرام وانتقام، سنة 1944 مع يوسف وهبى، وهى معادية طوب الأرض مش بس نازلى وأم كلثوم، عندك كمان الإنجليز مثلا. علاقة أسمهان بالمخابرات البريطانية مش سر، ولا حاجة تدخل فى نطاق الإشاعة، أهلها نفسهم أكدوا ده بأكتر من طريقة. هى اشتغلت معاهم، وصلحت لهم كتير من الأوضاع فى جبال الدروز، وهم رجعوها لجوزها الأمير حسن، وادوها فلوس كتير. بس دخول حمام المخابرات مش زى خروجه. هى كانت عايزة تملص من الليلة دي، وهم كانوا عايزين يدوها مهام جديدة، وبعد ما كانت ب تشتغل لحساب بريطانياوفرنسا مع بعض، فرنسا بقت عايزاها تشتغل لحسابها ضد بريطانيا، وعكة كده بنت، وانتهى الأمر إنهم منعوا عنها الفلوس، والأمير حسن طلقها، ورجعت تانى تدور على مصدر دخل. أثناء تصوير غرام وانتقام، استأذنت أسمهان فى أجازة، يوم الجمعة 14 يوليو 1944، تروح فيها راس البر، مصيف الباشوات وقتها، وراحت بس ما رجعتش لأن العربية اللى مسافرة فيها غرقت، والسواق هرب، وكل اللى عادتهم أسمهان وعادوها، كلهم، طالهم الاتهام بأنهم قتلوها. الفيلم كان اتصور أغلبه، بس فاضل فيه كام مشهد، ف اتصرفوا وجابوا بنت اسمها جيهان، صوتها شبه أسمهان، أو على الأدق شبه صوت آمال اللى صوتها شبه صوت أسمهان بتاعة داوود حسنى. بس واضح إن الصوت ده لعنة، لأنه يدوب البنت اللى كان عندها 19 سنة، عملت المشهد ده، وعملت أوبريت ف الإذاعة اسمه »عذراء الربيع« ماتت على طول قبل ما تكمل عشرين سنة، بس ما ورثتش صوتها ل حد، وده اللى يتقال عليه فعلا فعلا: ربنا يرحم الجميع. •