كتبت: مي منصور وريشة الفنانة: عزة إسماعيل من منا لم يتعلم الحب من روايات إحسان عبد القدوس وشعر نزار قبانى، ومن منا لم يشاهد «الوسادة الخالية»، فيشعر لبعض الوقت أنه سميحة أو صلاح، علمونا كيف ننتقى عباراتنا، كيف نعشق ونشتاق ونعبر عما بداخلنا من ألم وفرحة وغيرة والمشاعر المرتبطة بالحب الصادق. لا أظن أن أديبًا فى العالم على شاكلة هؤلاء المسكونين بالعبقرية أو الحكمة أو الجنون أو المصابين بالقلق والأرق والإقبال على الحياة، إلا وله فى نعيم الحب، أو جحيمه. وفى عام 1940، وقع العقاد فى حب فتاة سمراء جميلة، وكان هو فى الخمسين من عمره وهى فى العشرين، وأدرك العقاد من البداية أن هذا الفارق الكبير فى العمر لا يتيح لهذا الحب أن يستمر أو يستقر، ومع ذلك عاش فى ظله لسنوات عديدة ذاق فيها السعادة.. وخلد حبه لهذه السمراء الجميلة وكتب لها أكثر من قصيدة، أكثرها قسوة حين أخرجها من حياته دون أن يرف له جفن، هو القائل: «إن خير ما فى النساء ساعة ضحك، لكن هذا العدو الأبدى للمرأة، كان يملك قلباً شغوفًا بالنساء حتى الوله، وهذا القلب كان قلب عاشق» ومن أجمل ما كتب فى الحب روايته «سارة» والتى حكى فيها قصة حبه الصادقة. الحب الأول فى حياة إحسان أما الروائى إحسان عبدالقدوس، فكان حبه الأول لبنت الجيران، التى كانت صديقة لابنة عمته، وكان حبا من أعمق أنواع الحب الذى يجمع بين صبى وصبية، وكان عمره وقتها 14 عاما، وهى 13 عاما، وقال إحسان عن ذلك الحب: «إنه كان حبا قويا بالنسبة لى شخصيا، وكان لا يتجاوز أنها تزور ابنة عمتى وأجلس معها كما كانت التقاليد، كان شيئا راقيا فى معناه، وكنت أنتظرها على محطة الترام وأركب معها لأوصلها إلى مدرستها «السنية».. ثم أعود على قدمى بعد ذلك إلى مدرستى فؤاد الأول، وكل الذى كان يجمع بينى وبينها لا يعدو أكثر من أن أمسك يديها وكان ذلك منتهى الرومانسية». حبيبة نجيب محفوظ أما الفتاة التى أحبها الأديب الكبير نجيب محفوظ، فكانت تكبره سنا، حيث كانت هى فى العشرين من عمرها وهو فى الثالثة عشرة من عمره، وكان يراها مختلفة عن كل البنات اللاتى عرفهن قبلها، فلم تكن فتاة تقليدية مثل بنات العباسية، بل كانت تميل إلى الطابع الأوروبى فى مظهرها وتحركاتها. المازنى يقع فى الفخ وقع إبراهيم المازنى فى الحب لأول مرة وهو فى الثالثة عشرة من العمر، وكانت المحبوبة من عمره، وتسكن منزلاً ملاصقًا، وحدث أن قطة هذه الفتاة تسلقت شجرة عالية وعلقت فى الأعلى، وتطوع البطل المازنى بالصعود لإمساكها، ونجح، لكنه تعرض لخدوش وجروح، فأخذته الفتاة وغسلت له جروحه تعبيراً عن امتنانها، فأحبها المازنى العمر كله، حيث يعترف قائلاً بعد عشرات السنين: لم ولن تبهت صورة الفتاة. وفى حكاية حب أخرى، تصل للمازنى رسالة إعجاب من فتاة، وتزلزل الرسالة كيانه، ويبدو أن رسالة الإعجاب الموقعة باسم «فاخرة» كانت فخًا نصبه بعض الذين يعرفون تعلق المازنى بالمرأة، ويكتب لها رداً به من الصبابة الكثير، وتستمر المراسلات، ويبدو أن الشاب الذى كان يحمل الرسائل للمازنى هو الكاتب الحقيقى للرسائل، لأن هذه المراسلات جرى تسليمها لإحدى الصحف التى تولت نشرها. حبيبات إبراهيم ناجى إبراهيم ناجى عاش ورحل ولا شىء فى حياته سوى الحب، فهو موهوب بالشعر والقصص والروايات منذ طفولته، كتب وهو فى الخامسة عشرة من العمر هذه الأبيات: كلانا حزين فلا تجزعى ودمعك تسبقه أدمعى وإن كان بين ضلوعك نار فنار الصبابة فى أدمعى هذا الخيال الجامح صنع لإبراهيم ناجى عالما من البحث عن الحب، ذلك أنه كما يقول هانى الخير: «إن إخفاق الحب الأول فى حياة إبراهيم ناجى جعله دائم البحث عن صورة مثالية خيالية للمحبوبة، لا يمكن أن تتحقق فى عالمنا المادى..ومن أشهر قصائده «الأطلال» والتى كان مطلعها: يا فؤادى رحم الله الهوى كان صرحاً من خيال فهوى وهى القصيدة التى غنتها أم كلثوم عام 1966 بمطلع آخر: يا فؤادى لا تسل أين الهوى.•