انتشرت مراكز وعيادات التجميل وزاد الإقبال عليها لدرجة أن بعض الكوافيرات دخلوا هذا البيزنس فيقدمون علاجات تجميلية للمترددين عليهم مثل حقن البوتوكس والفيلر.. هذا ما أكده لنا د.رامى العنانى استشارى جراحة التجميل والليزر بجامعة القاهرة والذى يشير فى البداية إلى أن التجميل بشكل عام نوعان، تجميل جراحى ويتطلب بالضرورة تدخلا جراحيا، وتجميل غير جراحى باستخدام الأجهزة الطبية كالليزر وإزالة الشعر وليزر البشرة وليزر للجلد الخارجى.. وهذا ما يجب أن يمارس عن طريق أطباء وجراحى التجميل أو أطباء الجلدية، لأن هؤلاء مصرح لهم باستخدام هذه الأجهزة.. ولكن للأسف بسبب سهولة استخدام الأجهزة وتوافرها أصبحت منتشرة ليس فقط فى مراكز تجميل الليزر غير المطابقة للمواصفات الطبية بل أيضا فى «صالونات التجميل»!!.. وهذه من أكبر المشاكل التى نواجهها كمتخصصين فى مجال جراحة التجميل عموما. • وما هذه المشاكل؟ - الممارسة الخاطئة من شخص غير متخصص تسبب أضرارا للمريض، كبقع فى الجلد أو حروق.. بالإضافة إلى أن الأجهزة التى يعمل بها ذات كفاءة عالية وبالتالى على الفرد نفسه سواء رجلا أو سيدة أن يكون واعيا بالمكان الذى سيذهب إليه.. ويسأل جيدا عن الأطباء ويتعرف على الشهادات التى حصلوا عليها ويرى نتائج أعمالهم.. وبهذا يتجنب المريض أى أضرار يمكن أن تنتج بعد التجميل. • وكيف يعرف المريض مصداقية المركز من عدمه؟ - أى مريض يقبل على إجراء أى عمل تجميلى بشكل عام، عليه أن يبتعد عن طريق الدعايات والتسويق المعلن الذى نراه على صفحات التواصل الاجتماعى.. ويلجأ إلى شخص ذى ثقة كالأصدقاء أو أحد الأقارب يكون له تجربة ناجحة مع دكتور تجميل، حاصل على شهادات ولديه خبرة طبية واضحة ونتائجه معروفة بالنسبة للمرضى.. هذا سيكون أصلح وآمن فى التعامل. • ما دلالة انتشار عيادات التجميل بهذا الشكل؟ - مراكز التجميل أرى أن هذا الانتشار يزيد من رواج السياحة العلاجية فى مصر، كما يرفع من سمعة مصر فى مجال التجميل ولكن هذا الانتشار يجب أن يكون وفق ضوابط، بمعنى أن من يعملون فى هذا المجال يجب أن يكونوا دكاترة متخصصين ويعملون بأكفأ الأجهزة وأحدث الإمكانيات.. ولكن للأسف بعض هواة الكسب السريع من غير المتخصصين دخلوا المجال حتى إن بعض صالونات التجميل «الكوافير» تقوم بحقن مواد علاجية للمريض كالبوتوكس والفيلر دون أى إشراف طبى عليها.. مما يعرض حياة المريض لخطورة كبيرة.. مشكلة الشعب المصرى فى الماديات، يلجأ دائما إلى الأرخص فى كل شىء!! لذلك عليه أن يفصل بين حياته اليومية التى تعود فيها على الفصال وبين حياته الطبية التى يعرضها لمخاطر دون أن يعلم. • هل مشاكل التجميل فى مصر تعدت النسبة المتعارف عليها دوليا؟ - بالعكس، مصر أقل نسبة فى مشاكل مجال التجميل على مستوى أوروبا والعالم العربى.. فالمشكلة الوحيدة عندنا هى إسترخاص البعض وذهابهم لغير المتخصصين، بالإضافة إلى الادعياء الذين يروجون أساليب علاجية ليس لها وجود أصلا فى عالم طب التجميل!!.. كما يعتبر الدكتور المصرى من أمهر وأكفأ أطباء العالم فى جراحة طب التجميل. • وماذا عن الأسعار؟ - هناك تكاليف معلنة ومعروفة مثل التجميل بالليزر عبارة عن عدد نبضات معينة وبتكلفة بسيطة.. لكن بالنسبة لعمليات شد البطن أو تجميل الأنف فهى تختلف من شخص لآخر ويرجع ذلك إلى الكشف الطبى الذى يخوضه المريض.. لأن كل حالة تختلف عن الأخرى. فالتنافس فى المجال هو ما يرفع ويخفض الأسعار وللأسف كل هذا يأتى على حساب الجودة، وبالتالى كل الدكاترة الكبار وأساتذة الجامعات والحاصلين على الدكتوراة خارج هذه المنافسة.. فالمراكز الرخيصة غير المعلوم مصدرها هى من تفعل ذلك، استغلال المريض بأرخص الأسعار وبجودة وإمكانيات سيئة! • هل المرأة المصرية أقل هوسا فى التجميل من المرأة العربية؟ - بالطبع المرأة المصرية أقل هوسا من الناحية التجميلية.. فعلى الرغم من أنه زاد نوعا ما فى الفترة الأخيرة، لكنها لا تقارن بالخارج، فهناك فرق كبير بين الاهتمام والهوس، ورغم ذلك لم تصل إليهما المرأة المصرية، على عكس المرأة العربية، فلديها أعلى درجات الاهتمام بنفسها، وهذا ما تفتقر إليه المرأة المصرية.. لأنها تصب اهتمامها دائما بالبيت وتربية الأولاد وتنسى نفسها. • هل التعرض كثيرا لليزر يسبب أوراما سرطانية على المدى البعيد؟ - لا، هذا الكلام غير صحيح بالمرة. • ما الجديد فى طب التجميل؟ - أولا: هناك تقنيات جديدة ظهرت مثل نحت القوام «الدهون».. وهذا ساعد الكثير من الناس سواء رجالا أم سيدات فى تلاشى العيوب وإصلاحها دون التدخل الجراحى الذى كان يحدث من قبل، فمازالت هناك تدخلات جراحية ولكن بنسبة أقل نتيجة ظهور هذه التقنيات الحديثة لنحت القوام.. أيضا على مستوى تجميل البشرة هناك تقنية جديدة يتم حقن نوع داخل الفيلر يساعد على تحسين الكولاجين فى شد البشرة ويعمل على نضارتها وترطيبها.. أيضا نحضر من دم الإنسان نفسه حلولا طبية لمعالجته مثل البلازما لنضارة البشر وعلاج تساقط الشعر.. كما نحضر من دم المريض مواد مالئة «فيلر» ونقوم بحقنه بها، تعويضا عن نحافة فى الوجه أو شد التجاعيد.. وهذا بالإضافة إلى موجات ترددية فيها بعض الإبر التى تساعد على تحسين الجلد وطبيعة البشرة، وهذه للناس التى تعانى من آثار حب الشباب وترهلات وخطوط فى الوجه.. كما أن هناك أيضا تحديثات لأجهزة الليزر بحيث تكون أكثر فاعلية وأقل فى الآثار الجانبية. • ما السن المناسبة التى تلجأ إليها المرأة لعيادات التجميل؟ - التجميل ليس له سن معينة.. لكن الفكرة ترجع إلى خبرة وأمانة الدكتور.. وتقييم طبى صحيح من قبل الدكتور للمريض يخبره من خلاله ما يناسبه ليقوم به ويتوافق مع سنه.. ويسير الاثنان سويا فى رحلة العلاج، ليصل فى النهاية إلى نتيجة ترضى المريض. • ما النصيحة التى تحب أن توجهها لزوار مراكز التجميل؟ - رسالتى موجهة لكل شخص مقبل على أى إجراء تجميلى، يجب أن يذهب لطبيب موثوق به.. ويقرأ جيدا عنه وعن الحالات التى قام بعلاجها من قبل وعليه أن يبحث عن الطبيب الجيد الكفء وليس الطبيب الأرخص لأن انخفاض أسعار البعض يأتى على حساب الكفاءة وعدم التخصص الدقيق أو جودة الأجهزة المستخدمة وهو ما قد يأتى بنتائج عكسية وتشويهات مدمرة لجسم الإنسان.•