كما هى ملامحه القريبة من القلب وابتسامته البشوشة كذلك صوته وأعماله التى تحمل الكثير من الدفء والونس يتسللان إلى قلبك بمجرد سماع صوته.. ليست معادلة صعبة فقد اختار لنفسه شكلاً مميزًا من الأغانى الفلكلورية يقدمها بشكل معاصر ممتزجا بصوته الدافئ. محمد بشير - الفتى الجنوبى الذى نشأ بين سحر أسوان ودفء منطقة الجمالية متشبعًا بكل هذا السحر والجمال، ليبدأ فى البحث عن هويته الفنية من خلال تجارب مختلفة إلى أن جاءت بدايته الحقيقية عندما غنى أغنية «بتميل» فى فيلم «أنت عمرى»، والتى كانت بطاقة تعارفه على الجمهور. «احذر هلاكك» هو ألبومه الذى اعترف أنه تأخر، لأسباب خارجة عن إرادته يحدثنا عنه وعن عنوان مختلف وصادم إلى حد كبير وعن بداياته وأشياء أخرى.. • «القاهرة.. أسوان» أنا من مواليد القاهرة وأبويا وأمى جاءا من أسوان ليستقرا فى القاهرة وتربيت ما بين القاهرةوأسوان، وهذا بالتأكيد كان له أثر كبير علَّىَّ وعلى تكوينى وشخصيتى ومرجعيتى الثقافية والفنية.. مشوار الغناء بدأ فى الجامعة حين درست فى قسم اللغة العربية، كنت أحضر أفراحًا فى البلد ومناسبات مرتبطة بالغناء فى أسوان، مزيج بين القاهرة القديمة وأسوان، كنت متعلقًا بالتواشيح والغناء الصوفى الذى لمسنى، وكنت أستمع للشيخ نصر الدين طوبار فى مسجد الحسين فهو مدرسة مختلفة جدًا وإحساسه كان أحد أسباب تعلقى به.. فى مرحلة الجامعة بدأت أستوعب انجذابى للغناء، واشتركت في تجارب مع مجموعة من أصدقائى فبعضهم يقوم بكتابة الأغانى، وأقوم بالتلحين أحيانا، بحثت فى الفلكلور والتراث وساعدنى فى هذا دراستى فى قسم اللغة العربية فى كلية الآداب، ودراستى للأدب الشعبى والفن الشعبى. خطفتنى فكرة غناء أغانٍ الفلكلورية للجنوب، وزاد تعلقى بفكرة غناء أغانى من مصر كلها وليس الصعيد فقط أو أسوان.. بعد انتهاء مرحلة الجامعة بدأت البحث عن نفسى وعن لون يشبهنى مع مجموعة من موسيقيين وملحنين وموزعين حتى عام 2004 الذى أعتبره بدايتى الحقيقية، ووصلت لفرقتى الموجودة معى حتى الآن وأصدقائى الذين أختار معهم كل تيمة أقدمها. • «بتميل» هذه الأغنية تحمل نفحة من النجاح الربانى وأعتبرها بطاقتى الشخصية، كانت صدفة غريبة من الممكن ألا تحدث، كنت فى تونس فى ورشة مسرح، وكانوا يحاولون التواصل معى لإبلاغى عن مشاركتى فى الفيلم ولم يستطيعوا الوصول إلَّى أن عدت.. رشحنى المخرج عماد البهات للمخرج خالد يوسف، كانوا يبحثون عن صوت يشارك فى الفيلم، وطلب خالد يوسف منى أغنية من أغانى النوبة، عرضت عليه أغنيتين وقال لى: سنختار واحدة ولم تكن «بتميل» واحدة منهما.. إلى أن تقابلت مع أكرم مراد صديقى والذى قام بتلحين أغانى الفيلم وذكرته بأغنية قديمة لنا كانت دائما يتخيلها أكرم فى النوبة والناس ترقص على النيل فى الليل، وأخذنا نبحث عن الأغنية إلى أن وجدناها وعرضناها على خالد يوسف مع الأغانى الأخرى واختار هو «بتميل» وكأنها كانت طوبة ناقصة لتكمل جدار غاية فى الجمال. • لماذا يخلط الناس ما بين التراث النوبى والصعيدي؟ - بالفعل لدينا لبس وخلط بين العديد من المفاهيم، وأن أى شخص أسمر يقلد محمد منير، نعم تأثرنا بمنير وتعلمنا منه وفتح الباب لمواهب كثيرة ولكن لكل واحد هويته المختلفة والمميزة.. منطقتنا مليئة بالمزيكا ولدينا قبائل عديدة الجعافرة، الكنوز، العقيلات والهلايل وأنا أنتمى للجعافرة ولنا أغانينا وتراثنا، والتراث النوبى هو باللغة النوبية ليس باللغة العربية ويختلف تماما عن الصعيدى، كل هذا مجرد لَبس عند البعض . • هل الفلكلور الصعيدى الرسالة؟ - المزيكا التى يتم إنتاجها الفترة الأخيرة لا علاقة لها بنا إطلاقا مع احترامى لكل أصدقائى ولكل المطربين، كل ما حولنا أصبح غربيًا والاستثناء قليل، لدينا مزيكا ولدينا تراث وفلكلور لماذا لا نكون أنفسنا ونطور منها ونُكمل ما بدأه من سبقونا، بليغ حمدى، على إسماعيل ومحمد نوح، والأبنودى فى الشعر.. استعنت بالفلكلور الذى تربيت عليه وحلمى أن أطور منه ولعلى فى المستقبل انطلق إلى كل مناطق مصر. مع إضافة نكهة حديثة تحافظ على هويته ومصريته. • ألا تشعر أن خطوة إصدار ألبوم خاص تأخرت؟ - بالتأكيد تأخرت ولكن لظروف مادية وعقبات إنتاجية فى المقام الأول. • ألبوم «احذر هلاكك» عنوان صادم.. هل تعمدت هذا لجذب الانتباه؟ - تعمدنا اختيار هذا العنوان لخلق حالة مختلفة، والأغنية فى المجمل تجسيد لمقولة «اتقى شر الحليم إذا غضب». •