شرف الانضمام إليها كان حلم كل مقاتل، «المجموعة39 » أو مجموعة «الشهيد إبراهيم الرفاعى» لم تقتصر عملياتها على الأهداف القريبة فى سيناء، بل كانت تدخل فى عمق إسرائيل نفسها فنفذت 92عملية فدائية.. تم انتقاء أبطالها على أعلى مستوى ليقوموا بأصعب المهام التى ساهمت فى حسم معارك أكتوبر.. التقينا بالأبطال ليحكوا لنا عن أهم ذكرياتهم مع المجموعة 39 صاعقة .. مجموعة رأس النمر المقاتل عبد العزيز منير استوقفنى اسمه وأنا أبحث فى سجل بطولات المجموعة 39 قتال، فهو ممن لبوا نداء مصر قادمين من المقاومة الشعبية، هؤلاء الرجال قدموا من خلال المجموعة أروع أمثلة فى التضحية والفداء، وشاركوا من خلالها فى معارك حسمت أكتوبر وجاءت لمصر بالنصر. من هؤلاء الأبطال المقاتل عبد العزيز منير، الذى بدأ معى الحديث قائلا: كنت فردا من أفراد المقاومة الشعبية فى السويس، وبعد 67 تم استدعائى للجيش، ففضلت أن أدخل الصاعقة لأنى كنت أراهم أقوياء، وطالما كنت فردا من أفرادهم. بعد ذلك انضممت إلى المجموعة 39 قتال عن طريق المخابرات، ولم تكن المجموعة قد سميت بهذا الاسم. وبالفعل بدأنا العمليات تحت قيادة الشهيد إبراهيم الرفاعى الذى كان لنا بمثابة الأب الروحى، وكانت مهام المجموعة عمليات خاصة خلف خطوط العدو، فقمنا بعمليات داخل إسرائيل نفسها، ودمرنا لهم خزانات للوقود وأحرقنا دباباتهم، واشتركنا فى ردعهم أثناء ثغرة الدفرسوار». وعن ذكرياته مع المجموعة، أكد المقاتل منير إن جزءًا منها كان صعبا وهو الجزء الخاص بالفترة التى عاشها على القناة، والجزء الجميل فيها كان فى الانتصارات، التى كنا نحققها فى كل عملية، وأيضا عندما كنا ننزل السويس ويستقبلنا أهلها بالترحاب والتهنئة على البطولات التى كنا نحققها فى كل عملية. كان أهل السويس فى منتهى الكرم معنا، لدرجة أن أحدهم زوج ابنته من زميلى بدون أن يتكلف شيئا، بالإضافة إلى أنهم كانوا يقدمون لنا الطعام بدون مقابل.• اللواء محيى نوح فى كتابها «مذكرات اللواء محيى نوح»، تحدثت الكاتبة أميرة فكرى- الباحثة العسكرية عن اللواء محيى نوح- بطل من أبطال المجموعة 39 كما تحدثت عن العديد من القادة الذين عمل معهم اللواء نوح، ومنهم الشهيد إبراهيم الرفاعى قائد المجموعة 39 قتال، إلى جانب العديد من القادة والكتاب والمحررين العسكريين . كشفت «أميرة فكرى» بالأسماء والتواريخ عن إجمالى أهم العمليات التى قام بها اللواء نوح وبلغت 92 عملية بدءًا من عملية تدمير 2 عربة نصف جنزير و2 دبابة فى استطلاع موقف العدو على المحور الشمال بواسطة الرفاعى فى 11 نوفمبر 1967.. واستمرت العمليات خلال حرب الاستنزاف التى أنهكت العدو الإسرائيلى وصولا لعمليات حرب 6 أكتوبر والتى دمر خلالها خزانات وآبار البترول فى قصف منطقة بلاعيم وتدمير مصافى البترول والتصدى لمدرعات العدو. كما أوضحت «فكرى» إن إجمالى خسائر العدو من الألغام التى زرعتها المجموعة 39 بسيناء بلغت فى عام 1968 إلى 6 عربات نصف جنزير و10 عربات أخرى، وعدد كبير من القتلى والجرحى بينهم قائد فصيلة المدفعية، وفى عام 1969 بلغت خسائر العدو 9 دبابات و8 عربات نصف جنزير و14 عربة منوعة، وعددًا كبيرًا من القتلى والجرحى بينهم ضابط برتبة مقدم، أما سنة 1970 فبلغ إجمالى الخسائر دبابتين وعربيتى نصف جنزير و6عربات مختلفة وعددًا كبيرًا من القتلى والجرحى بينهم قائد دورية وضابط برتبة ملازم أول. وقد أهدى البطل «اللواء محيى نوح» الكتاب إلى أرواح الشهداء الأبرار على مدار التاريخ المصرى العريق وإلى روح الشهيد العميد إبراهيم الرفاعى والشهيد عصام الدالى وشهداء المجموعة 39 قتال وشهداء الصاعقة وإلى جميع قادة الحرب وإلى كل شباب مصر .• المقاتل محمود الجلاد منذ اللحظة التى قابلته فيها شعرت أننى أمام بطل .. الجدعنة فيه صفة متأصلة، فكان زملاؤه يلقبونه ب( ابن البلد)، إنه المقاتل محمود الجلاد الذى بدأ كلامه معى قائلا: الشهيد إبراهيم الرفاعى كان الأب الروحى لنا، قائد المجموعة 39 صاعقة الذى استشهد بطلا بين رجاله؛ ليضرب لنا أروع مثال على المحارب الذى يضحى بنفسه من أجل وطنه. كان نفسى أحارب فى 67، لكنى فى هذا الوقت كنت طالبا فى معهد البترول «كلية هندسة البترول حاليا»، فاشتركت فى المقاومة الشعبية حتى تم استدعائى للجيش وانضمامى للمجموعة 39 قتال. وعندما سألته عن شعوره عندما قام بأول عملية، أكد لى أنه كان حزينا، وعندما استفسرت منه على السبب، قال: كنت أريد أن أحقق خسائر أكبر مما حققته فى هذه العمليات. ألم تكن خائفا من الموت؟!، فرد فى ثبات: الموت كان محيطا بنا فى كل دقيقة، لدرجة أننا كنا نشعر فى كل عملية بأنها ستكون الأخيرة، فكنا نتمنى الشهادة لكن فى نفس الوقت نتمنى الحياة لنكبد الخسائر الحياة. وعن أهم ذكرياته مع المجموعة 39 قال لى: إن علاقة الود والحب هى التى كانت تربط بيننا، فحتى الآن مازالت علاقتى متصلة بجميع أفراد المجموعة، والجميل أننا نلتقى كل فترة ونطمئن على بعضنا البعض، ولم لا نفعل ونحن واحد اجتمعنا على هدف واحد وهو نصر مصر. •