صباح كل يوم جمعة تنشط «مجموعات الافتقاد» من الشباب المسيحى الذى وهب نفسه للخدمة، تجمع الأطفال من بيوتهم، وتذهب بهم إلى الكنيسة. شباب فى العشرينيات والثلاثينيات قرروا أن يقضوا أوقات فراغهم فى «الخدمة»، حيث يقومون باستلام الأطفال من أمهاتهم «يداً بيد»، ويصحبونهم إلى مدارس الأحد، حيث يتعلمون أصول دينهم المسيحى ويتعرفهم الأب الكاهن عن قرب، حيث يتم تقسيم أوقاتهم بين التعلم واللهو والاستذكار والاستمتاع بالوقت والرحلات شبه المجانية. مناهج مدارس الأحد وتنتشر «مدارس الأحد» بطول المطرانيات داخل الجمهورية، حيث يتم إعداد الأطفال للخدمة فى الكنيسة عن طريق ربطهم بشكل مباشر ب«الكاهن» أو أب الاعتراف. وهناك مناهج كاملة لكل مرحلة ألفها أساقفة المجمع المقدس، إلا أن المرجع الأكثر شهرة بالنسبة للكتب هو حبيب جرجس، عميد مدرسة الإسكندرية والذى توفى فى أغسطس 1951، وكان أول طالب التحق بالإكليريكية الحديثة سنة 1893، ولم يكن بها مدرس للدين. وفى 20 يونيو 2013 اجتمع المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثانى، وتم إعلان قدسية الأرشيدياكون حبيب جرجس. وتجمع كتب مدارس الأحد بين الإرشاد الروحى والتعليم الدينى وعلم النفس وتنقسم إلى 4 مراحل «الحضانة - الابتدائية - الإعدادية - إعداد الخدم». وتعد مرحلة إعداد الخدم هى المرحلة الأهم وهناك 4 أجراء قام بتأليفها الأنبا ثيؤدوسيوس، أسقف الجيزة، تلخص المطلوب من هذه المرحلة. كيف نعامل الأطفال؟ ويحكى البابا الراحل شنودة الثالث فى كتابه «كيف نعامل الأطفال» أنه فى هذه المرحلة الابتدائية، يدخل مدارس الأحد، ويتلقى فيها تعليمه الدينى. وبعض الأسرات تعتمد اعتمادًا كاملًا على مدارس الأحد. بحيث تلقى عليها كل مسئولية التعليم الدينى للطفل. وهذا خطأ، لأن مسئولية الوالدين عن طفلهما لا تزال قائمة، سواء فى تعليمه الدينى، أو فى الإشراف على هذا التعليم. وحينما يعرف الطفل سيسألونه فى البيت عما أخذه لابد سيلتفت ويركز أثناء الدرس، حتى لا يخجل فى البيت ويقول: لا أعرف..! كذلك من واجب الأبوين أن يكملا معلومات الطفل، بإعطائه دروسًا أخرى. فتزداد معلوماته من جهة، ويشعر من جهة أخرى أن والديه لهما صلة بالدين، فيحترمهما. ويستطيع أن يسألهما فيما يجهله من أمور الكتاب والعقيدة، والتعليم الدينى بالنسبة إلى الطفل سهل لأنه فى مرحلة التسليم والتلقين. وليست لديه شكوك يحتاج أن يعرف إجابة عنها، لأنه لم يصل إلى مرحلة الشك بعد. الشمامسة والكشافة وبانتهاء مدارس الأحد، يصبح الأطفال ضمن الشمامسة أو ينضمون إلى «الكشافة». أما الشمامسة، فيمكن للجميع أن ينضم إليها وبدون شروط، بعكس الكشافة التى تتطلب مؤهلات للقيادات باعتبار أن أعضاءها «صفوة الشباب القبطى»، وتسند إليهم مسئوليات إدارة الكنيسة داخليًا تحت رعاية الكشافة الرئيسية التى يقودها الدكتور صموئيل متياس، والتى أعلنت عن نفسها فى أكثر من مناسبة. أسقفية الشباب وعلى صعيد مواز، خصصت الكنيسة «أسقفية عامة» للشباب وأسندتها للأنبا موسى، أكثر الأساقفة انفتاحًا بالمجمع المقدس، ويكفى أن سكرتير المجمع المقدس، الرجل الثانى فى الكنيسة، الأنبا رافائيل أحد تلاميذ الأنبا موسى، حتى إنه يقضى يومه بالكامل لديه فى أسقفية الشباب بدير الملاك. الدورات التدريبية الدورات التدريبية التى تقدمها الكنائس تغطى كل مناحى الحياة، ولكل مرحلة عمرية، ففى الدراسة تقدم الكنيسة كل الدروس مجانا داخلها «للأقباط والمسلمين» على حد سواء، وفى الإجازات تبدأ فى عمل رحلات الكشافة والسفارى لشبابها والتى تستمر لعدة أسابيع، ناهيك عن دورات اللغات والكمبيوتر والتنمية البشرية، وهى تحذو حذو الكنيسة الإنجيلية فى هذا الصدد والتى كان لها السبق فى تقديم خدمات اجتماعية بجانب الكنيسة. وليس سرًا أن المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية، القس بولس حليم، أحد أفضل مدربى التنمية البشرية بالكنيسة، حيث فاجأ البابا تواضروس الثانى بعد تنصيبه الجميع باختياره، بدلًا من اختيار أى أسقف فى مفاجأة لم يتوقعها الكثيرون، بما يؤكد اهتمام الكنيسة بشبابها الذين تعتبرهم بمثابة «عمودها الفقرى». ودوما ما تحرص الكنيسة على إشراك شبابها مبكرًا للانضمام تحت لواء الأحزاب المدنية، لخوض الانتخابات البرلمانية والمحلية، فضلاً عن ترشيح الشباب ضمن القائمة المعينة فى مجلس النواب من خيرة الشباب الذين تم تعليمهم فى مدارس الأحد. ومن ثم تبدو مدارس الأحد بمثابة القنطرة التى يمكن للشباب القبطى أن يعبروا عن طريقها إلى تحقيق أحلامهم السياسية والاجتماعية تحت أعين الكنيسة التى لا تدخر وسعاً فى توفير كل ما تستطيع من أجل بناء جيل قوى من أبنائها يرفعون راياتها خفاقة فى كل المحافل. •