يعد مايك بومبيو مدير المخابرات المركزية الأمريكية (سى آى إيه) من القلائل فى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذين شغلوا مناصب داخل النظام الأمريكى قبل منحهم مناصب قيادية فى الدولة. فبومبيو ضابط سابق فى الجيش الأمريكي، وتخرج فى الأكاديمية العسكرية، ودرس فى جامعة هارفارد بعد تقاعده من الجيش، وكان عضوا فى لجنة الاستخبارات بالكونجرس، ولعب دورا كبيرا فى لجنة تحقيق فى الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى سنة 2012 ووجّه انتقادات حادة لوزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، منافسة ترامب الخاسرة فى انتخابات الرئاسة، ولاقى ترشيح بومبيو ترحيبا داخل الكونجرس، وقال رئيس مجلس النواب بول راين إن بومبيو «سيكون مديرا ممتازا»، فيما اعترف عدد كبير من الديمقراطيين بمعرفته الواسعة فى قضايا الاستخبارات وخصوصا فى مجال الأمن المعلوماتي. ويتخذ بومبيو مواقف سياسية متسقة مع ترامب مثل معارضته الشديدة للاتفاق النووى مع إيران، وقال إنه يعتزم إعادة النظر فى مواده، ووصف إيران بأنها «أكبر داعم للإرهاب فى العالم» ولكنه يواجه انتقادات بسبب مواقفه المتطرفة ضد الأقليات الدينية والعرقية فى الولاياتالمتحدة وبينها المسلمون، حيث اعتبر أن زعماء المسلمين فى الولاياتالمتحدة «متواطئين» مع الجماعات الإرهابية، وهو من أشد منتقدى فكرة إغلاق معتقل جوانتانامو فى كوبا. كما أثار انتقاده للرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما لحظره استخدام أساليب قاسية فى التعذيب مثل محاكاة الغرق مخاوف لمنظمات الحقوقية. وكذلك تأييده لاستخدام برامج مراقبة الإنترنت بشدة بالغة، ودعوته لإعدام الموظف السابق بوكالة الأمن القومى السابق إدوارد سنودن بسبب تسريبه وثائق سرية لموقع ويكيليكس. وعلى المستوى الدولي، يدعو بومبيو إلى اتخاذ مواقف أكثر شدة لمواجهة موسكو فى أوكرانيا وسوريا، وكان من أكبر الداعين لأن يشن أوباما ضربة عسكرية لسوريا.•