«إحنا المصريين الأرمن» فيلم تسجيلى مهم، يستحق المشاهدة وعرضه بكثافة وليس فقط فى المهرجانات لأنه يستحق أن يشاهده جميع المصريين لأنه يتحدث عن بلدهم الذى احتضن الجميع والديانات فيدعو الفيلم إلى التسامح وقبول الآخر، الفيلم أخرجه وحيد صبحى وكتبته إيفا دادريان وبحث حنان عزت. يتناول الفيلم تاريخ الأرمن وهجرته إلى مصر بعد المذبحة التى تعرضوا لها فى الدولة العثمانية عام 1915 واحتضنتهم مصر على الرغم من أنها فى ذلك الوقت كانت تابعة للحكم العثمانى، ولكن سمح لهم محمد على بالدخول وأسسوا شركات ومصانع عدة. عرض الفيلم صورًا نادرة عن مصر فى الأربعينيات ومواد ومعلومات جيدة لا يعرفها الكثيرون عن هذه الجالية التى تعيش معنا وتحدث الفيلم عن المصور الخاص بالملك فاروق والشقيقتين فيروز ونيللى والمصور الكبير فان ليو وأنوشكا، ومن ضيوف الفيلم أيضا أكبر رجل حاليا فى الأرمن المصريين لديه الآن 96 عاما، كما تحدثت ابنه الفنان العظيم صاروخان عن والدها. تحدثنا مع مخرج العمل وحيد صبحى الذى تحدث عن العمل وفكرته وقال: فى البداية العمل كان عن المصور الفوتوغرافى الأرمنى الأصل «فان ليو» المصور الخاص لأهم النجوم أمثال عمر الشريف ورشدى أباظة وطه حسين، وهو كان مصورًا محترفًا ومتطورًا لأقصى درجة خصوصا فى فترة الأربعينيات، ونحن نبحث عنه عرفنا أن الاستوديو الخاص به فى منطقة وسط المدينة وبالتحديد أعلى كافيه الأمريكين الشهير واتجهت أنا وحنان عزت المسئولة عن المادة البحثية لكى نشاهده، فوجدناه حاليا مكانًا للمستلزمات الطبية والمكان مازال يحتفظ برونقه وصوره الخاصة، ولكن العاملين لا يعرفون من صاحب هذا المكان الأصلى باستثناء صاحب المكان لأنه كان يقطن فى نفس العمارة. ومع البحث المستمر توصلنا إلى أن فان ليو أهدى صوره الخاصة إلى الجامعة الأمريكية فى القاهرة فذهبنا إلى هناك لمشاهدة هذه الأعمال فاكتشفنا أن هناك 10 آلاف نيجاتيف وصورة لمصر من الأربعينيات إلى أوائل التسعينيات بكل ما حدث فيها من أحداث، وفى نفس الوقت تعرفنا على إيفا التى كتبت السيناريو وكانت تعرف أقدم أرمنى فى مصر، وهو كان مع فان ليو فى المدرسة وذهبت له لكى يحدثنى عن فان ليو وتطرقنا لحياة الأرمن فى مصر ومتى استقروا فيها وتركته ثم تطورت الفكرة وقررت أن يكون الفيلم عن «حياة الأرمن فى مصر» وفرصة الناس تعرف من هم. التجهيز العمل استمر أكثر من عامين التصوير بمفرده استمر إلى أكثر من عام وصورنا 120 ساعة من القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والزقازيق ومراحل المونتاج إلى جانب الجزء الكبير وهو البحث وخصوصا الصور التى تم جمعها وحرصنا أن تكون بجودة عالية، وهنا جزء كبير تم شراؤه وهناك أشخاص متخصصة فى جمع الصور القديمة وبيعها على مواقع التواصل الاجتماعى وهناك مادة خاصة أرسلنا إلى جامعات خارج مصر، لكى نأخذ منها صورًا ومعلومات خاصة. الإنتاج الفيلم إنتاج فريق العمل لعدة أسباب أولها أن الفيلم التسجيلى لا يوجد له منتجون كثر، والسبب الثانى هو خصوصية هذا الفيلم وأن لو أى جهة تدخلت فى إنتاجه ستكون هناك توجهات وستدخل فيها السياسة فقررنا أن نقوم بالإنتاج لكى نقدمه بوجهة نظرنا، خصوصا أن هذا الموضوع شائك وبه أحداث عدة مثل المذبحة والدولة العثمانية. الجانب السياسى نحن كفريق عمل نقصد تماما عدم الوقوف عند أى حدث سياسى تحدث عنه ضيوف الفيلم مثل ثورة 52، أو هجرة بعض الأرمن بعد قرار التأميم والسبب وراء تمرير الأحداث السيساسية بدون الوقوف أمامها لأننا كفريق عمل فى بداية الأمر اتخذنا قرارًا بأن يكون العمل عن التاريخ فقط دون تسييس العمل خصوصا أننا عرضنا جزءًا كبيرًا من تاريخ مصر. رد الفعل استقبل الجمهور بترحاب شديد وأنا فى بداية الأمر كنت معتقدًا أن الجالية الأرمنية هى التى ستهتم بالعمل فقط، ولكن الجميع رحب بالعمل وعندما عرض فى أكثر من مهرجان نجد جمهورًا كبيرًا يحضر العمل، ومن المواقف الطريفة التى تعرضنا لها كان فى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بعد عرض الفيلم وجدت شابًا يأتى إلينا ويشكرنا وقال لنا: «أنا لأول مرة أعرف إن فى ناس فى مصر اسمهم الأرمن»، وشخص آخر أيضا قال لي: «أنا شاب عندى 36 سنة وبسببكوا أنا مكسوف من نفسى لأنى معرفش أى حاجة عن التاريخ ده ولا أى معلومة عرضت فى الفيلم». مذبحة 1915 بالفعل الفيلم بدأ بالحديث عن مذبحة الدولة العثمانية للأرمن 1915 والسبب وراء ذلك وضعناها فى بداية العمل لكى نعرف الجمهور لماذا ومتى أتى الأرمن إلى مصر، ولكن بعد ذلك يتطرق العمل لحياتهم وعملهم وطقوسهم وكنائسهم ومعاناتهم بعد المذبحة وعملهم فى مصر والسلام الذى عاشوا فيه إلى الآن. •