هن السبب فى هدم البيوت وزيادة حالات الطلاق هذه الأيام كان هذا هو اتهام العديد من الرجال لنساء هذا الزمان فى الحلقة السابقة «لستات آخر زمن».. واجتمعوا على أن انشغالهن بتحقيق نجاحاتهن الشخصية على حساب اهتمامهن ببيوتهن، وقلة صبرهن على المشاكل قضى على ما هو معروف عن المرأة من تفان فى سبيل سعادة زوجها وأولادها.. وخلال السطور القادمة ردود البنات على هذه الاتهامات ورأيهن فى رجال هذه الأيام، معظمها كانت آراء صادمة.. استمعت إليها من شرائح اجتماعية وعُمرية مختلفة أظهرت لماذا ترتفع حالات الطلاق فى مجتمعنا هذه السنوات، الأمر الذى وصل لحالة طلاق كل 6 دقائق!! وهذا حسب الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء. حكايات الستات!! آية 30سنة ارتبطت بحب حياتها وعاشت معه خمس سنوات أنجبت خلالها طفلتها ولكنه خذلها تحكي: «لظروف عمله كان يقضى 12يومًا فقط كل شهر فى البيت وبقية الشهر هو فى عمله وأنا كنت أقضيه فى بيت أهلى فى الفترة الأولى من زواجنا، ثم بعد إنجابى فضلت الإقامة فى بيتى، ولكن للأسف اكتشفنا أن ابنتى تعانى مرضاً خطيراً يتطلب تفرغًا تامًا تركت عملى، وكل وقتى كان بين الأطباء ولم أجد زوجى بجانبى، وبدأ يبتعد أكثر وأكثر ولا ينزل إجازة، ولا يسأل عن ابنته واكتشفت أنه على علاقة بفتاة أخرى، وعندما واجهته وطلبت الطلاق برر علاقته وبِعده بأنه يشعر باليأس لمرض ابنتنا، ويعتمد على وعلى والده فى مراعاة ابنته، فصممت على الطلاق لأنه خذلنى وتخلى عنى وأنا فى أشد الحاجة له وتخلى عن ابنته لأنه أنانى ولا يفكر إلا فى نفسه وتركنا نحن أسرته، ونحن فى هذه الظروف، طبعاً كل من حولى قال سامحيه لأنى أنا الست!! وقالوا استحملى ومتهديش بيتك.. إلا أنى صممت على الطلاق». سمر 23 سنة خريجة كلية الفنون الجميلة تقول: «للأسف الشباب الذين يمكن الاعتماد عليهم والثقة فيهم قليلون جدا، فإما غيورون وليس عندهم ثقة بأنفسهم ويحاولون تعويض ذلك بالسيطرة على من يرتبطون بهم، وإما غير متحملين للمسئولية وشخصيتهم ضعيفة، لا يعتمد عليهم فلم أجد الشاب المتوازن الذى أعجب بشخصيته واعتمد عليه وأثق فى رأيه وحولى تجارب فاشلة كثيرة والرجال هم السبب، كان السبب فى انهيارها غياب الرجل الذى يتمتع بأخلاق الرجولة الحقيقية، وكلما اقترب منى شاب أتأكد من نظرتى فى رجال هذه الأيام منذ فترة التعارف والارتباط قبل الدخول فى العلاقة بشكل رسمى.» ليلى 29سنة مدرسة لغة إنجليزية بإحدى المدارس تقول: «تمت خطبتى لزميلى فى المدرسة أعجبت بطيبته وأخلاقه، ولكن بعد الارتباط بدأت أشعر أنه ضعيف الشخصية ومتردد جداً، وكلما دخلنا فى التفاصيل من تجهيزات الزواج يتضح ضعف شخصيته أكثر، فهو يوكل إليّ أنا كل المناقشات مع العمال فى الشقة التى يملكها ويعتمد على أمه فى كل صغيرة وكبيرة وأى مشكلة أو اختلاف بيننا يوسط أمه فيها لتتكلم هى معى وبدأ يقل فى نظرى جداً، ولا أشعر بأنه هذا الرجل الذى ممكن أعتمد عليه ويكون أباً لأولادى، ففسخت الخطوبة، خاصة بعد أن اكتشفت أنه يكذب كثيراً ويخبئ عنى أموراً كثيرة خوفاً من المشاكل!! الغريب أن هذه شكوى لدى كثير من البنات وهى أن الرجولة للأسف اختفت». مروة مهندسة جرافيكس 36سنة متزوجة من صيدلى ولها ابن فى السادسة من عمره تقول: «أنا الرجل والمرأة فى البيت، فزوجى دائماً مشغول فى عمله أو مع أصدقائه وأنا من أوصل ابنى وأذاكر له وأعمل فى البيت وخارجه وتعبت من هذه الحياة المضغوطة دائماً، وأكثر ما يضايقنى عدم اهتمام زوجى بمشاركتى مشاكله أو أفكاره أو هواياته، وأصحابه أقرب له منى وعندما أشتكى له من كثرة المهام على رأسى يطالبنى بترك العمل والتفرغ للبيت، لأنى أنا الست، مع أنه يعلم أن عملى هو الشيء الوحيد الذى يعوضنى عن انشغاله عنا ويشعرنى بالسعادة وأنظم وقتى جيداً وأهتم بابنى والبيت.» مين السبب: شاهندة 28سنة معيدة فى كلية الآداب متزوجة ووالدة لطفلتين تقول: «الاثنان يتحملان المسئولية، فهما شريكان فى شركة واحدة إذا أخل أحدهما يحاول الثانى نصحه، ويصبر عليه، فإذا ظل على هذا الإخلال بالمسئولية والتهرب منها وأصبح الحمل على طرف واحد فقط من المؤكد أن الطرف الآخر سيلجأ للانفصال». تشاركها الرأى ليلى خريجة كلية التجارة فتقول: «ليست كل النساء مثاليات ولا كل الرجال ظالمين أو العكس، لا نستطيع أن نحمل طرفًا مسئولية إنهاء العلاقة، ولكن لأن مجتمعنا الشرقى دائماً يتوقع التضحية من المرأة فلا يغفر لها طلب الانفصال لأنها تطالب بحقها فى العمل وإثبات نفسها، أو رفض المعاملة السيئة من الزوج لأنها يجب أن تستحمل وتعيش لأجل أولادها مهما كان فى ذلك ظلم أو تجن». نادية 40 سنة طبيبة أسنان متزوجة ولها ثلاثة أطفال تقول: «فى رأيى زيادة حالات الطلاق بسبب عدم الاختيار السليم على أسس صحيحة والاهتمام بالمظاهر فى اختيار شباب هذه الأيام لشريك الحياة وأيضاً بسبب عدم الوضوح فى بداية العلاقة والتسرع فى اتخاذ القرار، فتظهر العيوب بعد الزواج، وتقبل فكرة الطلاق واستسهاله بين الشباب ساعد فى انتشار تلك الظاهرة». من الواضح أن اتهامات كل فريق للآخر تؤكد أن هناك مسئولية مشتركة بين الرجال والنساء فى زيادة حالات الطلاق، وأن سمات العصر من تسرع، وسطحية، ولهث وراء المادة، انعكس على العلاقات الأسرية، فغاب دور الأسرة فى بناء الشباب نفسياً، وتهيئتهم لتحمل مسئولية الحياة الجديدة، فنجد الشاب الذى يضع فى أولوياته لقاء أصدقائه بدلاً من محاولة حل مشاكله مع زوجته، ونجد الفتاة التى تطلب الطلاق ضاربة بكل النصائح عرض الحائط، دليلاً على افتقارهم للرؤية والصبر والشعور بقدسية العلاقة، وعدم السعى والصبر على حل مشاكلهم، فيصلون لطريق مسدود كلٌ يهرب من مشاكله، وهو انعكاس لغياب دور الاب والأم مما تسبب فى جيل قليل الصبر.. من أصدق وأوجز ما قرأت حول أسباب الطلاق كتاب الدكتور عادل صادق «الطلاق ليس حلاً». الطلاق ليس حلاً: فى كتاب الدكتور عادل صادق «الطلاق ليس حلاً» يقول: «الطلاق لا يحدث فجأة ولا يتم دون توقع فهو حالة وجدانية ربما لسنوات قبل اللحظة الفعلية» وأيضاً يقول «إن الزواج الذى ينتهى إلى الطلاق لم يكن زواجاً، أو إن طرفيه لا يصلحان للزواج وفشل الزواج مسئولية مشتركة، يتحملها الطرفان إلا أنه فى أحوال قليلة يكون هناك طرف معتد وشاذ أو مريض والآخر هو الضحية، ويجب على الأصحاء الأقوياء النبلاء ذوى المعدن الأصيل أن يحاولوا.. كذلك فى نهاية الكتاب يقول: «أكاد أجزم أن أكثر من ثلثى حالات الطلاق كان من الممكن ألا تحدث لو أن أحد الطرفين كان شجاعاً واثقاً بنفسه، مقدراً، صبوراً، بعيد النظر وإذا كانت المسئولية مشتركة فإنه يجب أن ترتفع ولو بقدر يسير بمسئولية الرجل ليس مسئوليته فى الفشل وإنما هو القائد والمسئول» ويختتم كتابه: «أعمق الاحتياجات النفسية للمرأة الشعور بالأمان ويجسده حنان الرجل النابع من حبه، وأعمق احتياجات الرجل النفسية هو الشعور بالاهتمام ويجسده اهتمام المرأة النابع من حبها وإذا استطاع كل طرف تلبية احتياجات الطرف الآخر نجح الزواج.. ولا ينجح الزواج إلا بالحب». نقلنى كلام الدكتور عادل صادق للإيمان بأنه إذا لم يفهم كل طرف متطلبات شريكه وبالتالى لا يحققها ستظل الخنافة مستمرة بين ستات ورجال هذا الزمن.•