دفع إسلام البحيرى ثمن آرائه.. عاش وراء القضبان سنة كاملة، وها هو يخرج إلى الحياة مرة أخرى.. وبالتأكيد لن يتخلى عن عقله.. وسيواصل أبحاثه فى علوم الدين. و«صباح الخير» تعيد نشر بعض حلقات إسلام بحيرى التليفزيونية التى أحدثت ضجة كبيرة. وتكتسب هذه الحلقات أهميتها من أنها كانت بالفعل محاولة جادة لإعادة الفهم فى قضايا دينية مختلف عليها، وزاد هذا الخلاف بعد اشتداد شوكة التيارات الإسلامية إبان ثورة 25 يناير.. وجدت هذه التيارات فرصتها لكى تعبر المستحيل وتحاول أن تغير ملامح الدولة المصرية. إسلام بحيرى.. تصدى وبقوة، ودفع الثمن، وستظل لهذه الأبحاث أهميتها كبداية لتجديد هذا الخطاب الدينى الذى توقف عن التفكير منذ مئات السنين! وهذا هو نص الحلقات: برنامجنا.. كل ما أريد قوله.. إن الهدف من البرنامج ببساطة هو أن تيارات الإسلام السياسى لما ظهرت، وأصبح لها رأى تشريعى ورأى دستورى بعد 25 يناير.. يُعتقد أو المنظور أنه أصبح رأيهم فقط على الساحة.. حتى الأزهر جُنب قليلا.. أو عُودِى قليلا.. وأى آراء مخالفة للتيارات الإسلامية، أصبحت تواجه مشكلة كبيرة جدا فى أنها تظهر، فلما فكرنا فى عمل هذا البرنامج.. فقط كنا نريد أن نقول إن هناك رأيا آخر غير رأى التيارات الإسلامية أو التيارات السلفية بالذات فى عموم نقاط كثيرة جدا. هم يقولون إن دولتهم هذه هى الدولة المنتظرة التى تسمى فى نظرهم (عدو الدولة المدنية) وهى (دولة الشريعة). لكننا سنناقش فى كل حلقاتنا وفى كل الأجزاء داخل الحلقات (ما هى دولة الشريعة.. وما هى علاقتها أصلا بالدولة الحديثة.. الدولة المدنية.. وما هى الدولة الدينية).. حتى التفاصيل الصغيرة التى وضعوها فى الدستور لكى ينهلوا منها تفاصيل أكثر فى القوانين وما يسمى التشريع، سنناقشها.. سنناقش فى كل حلقة دولة الإسلام السياسى وسنواجهها فقط بالفكر. • ما هى دولة الشريعة؟ اليوم سنفتح بابا مهما جدا كعادتنا كل يوم من مواجهة التيارات السلفية التى تريد أن تختلق دولة من خيالهم، فتضع أمامها كلمة «الشريعة».. فيصبح كل معارض لهذه الدولة معارضا لكلمة الشريعة وفكرة الشريعة. اليوم سنناقش الفكرة الأعم والأهم والأكبر عند التيارات السلفية والتيارات الإسلامية بشكل عام.. هى فكرة الدولة الإسلامية. • فكرة الدولة الإسلامية كلكم تتذكرون وثيقة دكتور على السلمى.. لما توقفوا وكادوا ينسحبون وغيّروها.. كان مكتوبا فيها أن (مصر دولة مدنية)، هذه الكلمة لهم معها مشكلة كبيرة. إذًا.. ما البديل الذى يقدمونه.. يقولون (مصر دولة إسلامية).. هناك شىء اسمه (الدولة الإسلامية).. هل هى دولة دينية؟ يقولون لا.. هى دولة مدنية. هل الإسلام دين أم دولة.. يقولون (الإسلام دين ودولة). وهذه هى المشكلة. • هل الإسلام دين ودولة؟ الوصف الكبير الذى نناقشه اليوم: هل الإسلام دين ودولة؟ هل الإسلام دوره أنه يسوس الدولة فى سياستها الخارجية والداخلية ويكون دستورًا وقانونًا، ويكون كل شكل إدارة الدولة خارجيا وداخليا بالدين.. هل هذا دور الدين؟ هل الإسلام فى داخله نصوص تحمل هذه الأدوار، أم أنه حُمّل ما لم يحتمل، وعند تغيّر شكل إدارة الدولة وظهور الدولة الحديثة لم يصبح لذلك معنى؟ بل يظل الإسلام هو الدين المسيطر على المجتمع والهُوية فقط لا غير! • ما هى الدولة الإسلامية؟ الحقيقة هذا السؤال بسيط.. لكن عميق، وهو السؤال الأهم الذى يُوجّه للتيارات الإسلامية.. ما هو تعريف الدولة الإسلامية التى تريدونها.. التى هى ليست دولة دينية؟ أيضا.. هل هذه التيارات نفسها متفقة بشكل ما على تعريف واحد لفكرة الدولة الإسلامية؟ يعنى أنهم لو بلوروا تعريفا واحدًا يقولونه لنا سنصدقه ونجاريهم فيه.. لكن هل هم أنفسهم متفقون فى تعريف الدولة الإسلامية.. بمعنى: كيف يدير الإسلام الدولة بشكلها الحالى.. شكل المواطنة شكل الدولة الأم.. الدولة الحديثة؟ ألّا يفرق القانون بين مواطنين مصريين أو مواطنين فى أى دولة على أساس الدين أو العرق، هل عند التيارات الإسلامية حل لهذا أو تصور له؟ نحن من جانبنا سنطرح الذى نطرحه ونسمع كلامهم ونعلق عليه. مبدئيا.. فكرة الدولة الحديثة تختلف تماما كما نقول دائما عن فكرة الخلافة! • فكرة الدولة الحديثة تختلف تماماً عن فكرة الخلافة الخلافة.. هى شكل اجتماعى، لم يكن ظهر حينها فكرة الدولة، فاستمرت فى التوارث وأن يكون هذا هو شكل حُكم الدولة. لكن.. هل هذا جزء من الدين؟ بمعنى.. هل شكل إدارة الدولة جزء من الدين.. هل هو فرض شرعى؟ كالسياسة الخارجية والسياسة الداخلية وطريقة إدارة المجتمع، غير موضوع العقوبات، ولندع العقوبات فى جزء آخر سنناقشه لأن العقوبات فرض فى أى مجتمع.. فليس معنى هذا تطبيق شريعة ما أو إلغاء هذه الشريعة إذا توقفت هذه العقوبات أو استُبدلت بغيرها. قبل أن نناقش فكرة الدولة من وجهة نظرنا والتفاصيل ومواجهة هذه التيارات،لنسمع أولا الفيديو، بمعنى. سنشاهد آراء مختلفة فى التيار الإسلامى نفسه عن ماهية الدولة الإسلامية التى يعرفونها لنا. • الفيديو: «حازم أبوإسماعيل: إيه الفرق بين مصطلح الدولة الإسلامية والدولة الدينية؟ الدولة الدينية تتعلق بالشخص.. الدولة الإسلامية تتعلق بالمنهج. الدولة الدينية يعنى إيه بالشخص.. يعنى إن الحاكم هو ده.. اللى يقوله صح ما فيش حد يقدر يراجعه». • إسلام: الحقيقة مثلما سمعتم حازم صلاح أبوإسماعيل يقول تعريفا غريبا جدا للدولة الدينية.. ما معنى «بالشخص»؟ هل يعنى أن الدولة الثيوقراطية والدينية تقاس فقط على فكرة الدولة المسيحية فى القرون الوسطى؟ أى أن يكون الحاكم ظل الإله أو صورته؟ بالمناسبة هذا كان موجودا كثيرا فى التاريخ الإسلامى أو تاريخ المسلمين - لا نجعله التاريخ الإسلامى، كان الحاكم ظل الإله وصورته، وهو الذى ولّاه ولا يمكن معارضته ولا يمكن عزله، وأنتم تعرفون طبعا كيف كان يتم عزله.. بالقتل أو بالهروب. لكن حازم صلاح أبو إسماعيل جاء بتعريف لم نفهمه.. هل الدولة الدينية تعرف فقط بأن يكون الحاكم شخصا لا يُحاسب أو حاكمًا له صورة الإله؟! • هل الحاكم لا يحاسب؟ وكيف تكون الدولة عندما تفرق بين المواطنين فى الدولة نفسها بهذا الشكل من المواطنة على أساس الدين.. ماذا تسمى.. دولة دينية أم مدنية؟ لكن.. المشكلة هى أنه لم يكن مفهوم المواطنة قد ظهر.. مفهوم أن الأرض هذه تضم أناسا يدافعون عنها وينتسبون إليها وينتمون إليها دونما النظر إلى دينهم. نسمع السؤال الثانى ونكمل المناقشة: • هل كانت هناك دولة فى عهد النبى؟ هذا هو السؤال الذى يجب أن يُوجّه.. لأنه سؤال فى العمق.. إذا كان هذا الأمر فى الدين.. فيجب أن يكون له أصل.. إما نص من القرآن أو نص من السنة أو فعل النبى. هل النبى يقاس عليه فكرة أنه كان رئيسا لدولة؟ • هل يعتبر النبى رئيسا لدولة؟ ولو قيل إن أى مجتمع يدار ببعض القوانين أو ببعض التشريعات هو دولة.. فهل كانت فكرة الدولة الحديثة ظهرت أيام النبى؟ • هل الدولة الحديثة ظهرت أيام النبى؟ بل كان النبى رسولا فقط ونبيا فقط، وهو أعظم بكثير من فكرة رئيس الدولة، لأنه كانت هناك مقومات للدولة.. إذا فعلها النبى نقول توجد دولة والإسلام دين ودولة، أما إذا هو لم يفعلها.. والثابت من فعله والثابت الذى عرفناه أنه لم يفعل ما يجعله يقال عليه رئيس أو مقومات رئيس الدولة، بل هو أعظم بكثير.. هو النبى وهو الرسول. سأحكى لكم حكاية بسيطة جدا: إذا فتحتم الكتب الإسلامية عامة.. كتب التراث حتى 1850 ميلادية؛ لن تجدوا ذكرًا لكلمة (دولة النبى)! • لم تذكر كتب التراث كلمة دولة النبى حتى 1850 م لأن فكرة الدولة لم تكن ظهرت أو نقلت إلى الوطن العربى أو مصر بالذات قبل هذا التاريخ بواسطة رفاعة الطهطاوى أو ما بعده. فلما كانت التيارات الإسلامية أو كتب التراث لم تكن تعرف فكرة الدولة.. كان النبى قائد الأمة، كان رسولا نبيا. لكن لما نُقلت فكرة الدولة.. بدأ اللهاث الطبيعى للتيارات الإسلامية بداية القرن العشرين.. ليختلق الفكرة ويقول هى عندى من البداية.. أصل الديمقراطية هى الشورى.. أصل الدولة عندى من الأول وهذا غير صحيح.. فلم يكن فى تاريخ الإسلام.. فى تاريخ الكتب الإسلامية كلمة (دولة النبى) إلا منذ 150 سنة، لحاقا بشكل ما بما سُمى الدولة، حتى يظلوا مسيطرين ويقولوا إن الدولة موجودة عندنا من الأول.. رغم أنها أبدا لم تكن موجودة من الأول. نحن سمعنا لو تتذكرون حازم صلاح أبوإسماعيل قال: إن الدولة الدينية هى فقط أن يكون الحاكم شخصا منزها كصورة الإله لا يحاسب. • حازم صلاح أبو اسماعيل: (الدولة المدنية.. هى أن يكون الحاكم مطاعاً لا يحاسب) لكن.. هل هذا التفسير الوحيد أو الفرق الوحيد الذى تراه التيارات الإسلامية بين الدولة الدينية الممقوتة فى نظرهم، وبين الدولة الإسلامية؟! لنسمع هذا الفيديو ونرى التيارات الإسلامية نفسها كيف تفسر الدولة الإسلامية والدولة المدنية: • الشيخ أبوإسحاق الحوينى: «لما تقول دولة مدنية بمرجعية إسلامية يعنى إيه.. دولة مدنية.. يعنى دولة لها مؤسسات.. عندنا وزارات.. وزارة الصحة ووزارة العمل ووزارة التخطيط ووزارة المواصلات ووزارة مش عارف إيه.. وكل وزارة لها خطة.. دى اسمها دولة مؤسسات.. الوزارات دى ما كانتش موجودة أيام الخلفاء الراشدين.. مثلا.. ما أقدرش أقول كان موجود وزارة الصحة وزارة العمل وزارة الكهربا.. وزارة ال مش عارف إيه.. والبنك المركزى والمحاسبات والجهاز الإحصائى والجهاز ال مش عارف إيه.. دى اسمها مؤسسات.. فدى اسمها الدولة المدنية.. المنظومة اللى أنا باقولها لكم دى.. بس هذه الدولة المدنية لا يجوز لها أن تتحرك إلا إذا قيل لها هذا حلال وهذا حرام». • إسلام: أبو إسحاق الحوينى يتكلم فى ما لا يعرفه.. الشيخ أبو إسحاق قال شيئا غريبا جدا.. قال مجرد أن توجد وزارات ومؤسسات فهذه هى الدولة المدنية.. لكنها تدار خططها من خلال أن نسأل الشيخ.. نسأل الإفتاء.. نسأل هيئة كبار العلماء كيف تدار هذه المؤسسات.. ما هذا الكلام؟! وفى أيام الخلافة.. ألم يكن هناك عُمّال على الشىء.. عُمال على بيت المال.. يعنى يعادل حاليا الوزير؟ معنى هذا أن الدولة المدنية ظهرت من 1400 سنة؟! نعود للموضوع.. قلنا إن النبى بنص القرآن هو النبى والرسول المبلغ قائد الأمة.. وقلنا إن الكتب الإسلامية مجتمعة قبل 1850م لم يكن لديها ذكر.. ولا كلمة عن (دولة النبوة). إذًا.. إذا كانت السياسة الشرعية التى هى السياسة الخارجية أو ما يسمونها الأحكام السلطانية فى القرن الثالث الهجرى هى جزء من الدين.. فهل كان النبى يدير هذه الدولة المزعومة فى نظرهم - الذى هو رسول أعلى من رئيس الدولة بمراحل - هل كان يديرها بنصوص؟ بمعنى.. هل فى صلح الحديبية حينما وافق النبى على ما رفضه مثلا الصحابى عمر بن الخطاب، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يتلقى طبعا الوحى.. فهل كان النبى يتلقى هذا الوحى لإدارة الدولة أم أنه دين يقام؟ هل كان النبى حينما كان قائدًا حربيًا فى غزوة بدر مثلا وسأل بعض الصحابة فاُشير عليه بشىء حربى غير ما كان قد قرره، هل كانت هذه طريقة لإدارة الدولة.. أم كان وحيا أم كان شكلا ما من أشكال المشاركة.. كما قيل فى القرآن «وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ» آل عمران (159) لكن الأمر النهائى أن القرآن قال.. (فَإِذَاعَزَمْتَ) آل عمران (159) لم يكن النبى يدير دولة بل كان قائدا لأمة (وَشَاوِرْهُم ْفِى الأَمْر ِفَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين). لم يكن النبى يدير دولة.. بل كان قائدا لأمة كان ينشئ دينا.. لم يكن يؤسس أركان دولة أبدا، وهذه النظرة ممكن أن تضر الدعوة الإسلامية نفسها وتصبح براجماتية، لأنه كان يؤسس دولة لسيطرة قبيلة معينة. • الدولة الإسلامية نعود لفكرة الدولة الإسلامية، الدولة التى لها أَلْفُ تعريفٍ عند التيارات الإسلامية، وعلينا أن نقبلهاكلها ولا نناقشهم، وإلا نكون ننتقل من خانة المعارض لخانة الكافر، وهذه خانة أنتم تعرفون طبعا ما هى أحكامها. سأحكى لكم حكاية بسيطة جدا: أيام الرئيس السادات.. عندما عمل معاهدة السلام.. طبعا انتو تعرفون أنه يوجد فقهاء جاهزون بالآراء، وفقهاء جاهزون بالآراء المخالفة، بالمناسبة كان أحد أسباب أن التيارات الإسلامية المتشددة سعت أو خططت لقتل الرئيس السادات.. هو معاهدته مع أو مصالحته مع اليهود، وأنه خان العهود، وأن اليهود يجب أن نحاربهم الحرب الأخيرة المذكورة وعلامات الساعة و.. و..، وبعض الفقهاء قالوا بل إن النبى صالح اليهود وساقوا بعض الآيات. إذًا.. لو أننا أدخلنا الدين «دا اللى مش قادرة تفهمه التيارات الإسلامية» لو أدخلنا الدين فى السياسة، فهذا هو الخلط الفادح.. بمعنى ممكن أطلع (أستخرج) من الدين أن موضوعا مثل معاهدة السلام حلال، وممكن من الدين نفسه أستخرج أن الموضوع نفسه حرام، فيا ترى من منهم الدين؟ قبل أن نكمل ونسترسل فى حلقتنا..لنسمع سؤالا جديدا من أسئلتكم: هل هناك فرق بين طرق إدارة الدولة الإسلامية والدولة المدنية؟ هذه إحدى أهم مشكلات الدولة الإسلامة أيضا عند التيارات السلفية أو التيارات الإسلامية عامة، ما هى طرق إدارة الدولة، هل الدولة الإسلامية التى يريدون أن يفرضوها علينا والتى ليس لها نص فى القرآن، ولم يفعلها النبى صلى الله عليه وسلم - بنفسه. إذًا.. سأقول شيئا.. لو أن طريقة إدارة الدولة جزء من الدين، ونحن نعرف أن النبى صلى الله عليه وسلم بلغ الدين كاملا بنص القرآن(اليوم أكملت لكم دينكم)، إذا.. النبى بلغ كل شيء من الدين، مات النبى صلى الله عليه وسلم وتوفى ولم يتكلم أبدا ولا كلمة ولا حديث يصح أبدا أنه تكلم عن كيفية إدارة ما يسمى فى نظرهم (الدولة)، أو من يتولى هذه الدولة بعده. توفى النبى وهو يعلم أنه قائد أمة، لهم أن يديروها بأى شكل.. قبيلة.. خلافة.. إمارة.. هذه مشكلتهم، أما أن يكون جزءا من الدين، ما كان للنبى أبدا ان يسكت عنه، أو يمتنع عن تبليغه، كلنا نعرف أن النبى توفى ولم يقل أمرا عمن يأتى بعده، ولم يقل حتى كيفية الاختيار، أكيد كلكم تعرفون الخلافة الراشدة، ببساطة، كل خليفة من الأربعة الراشدين، تم اختياره بشكل، هناك أناس اتفقت فى ثقيفة بنى ساعدة، ومجموعة من ستة اختاروا شخصا، ومجموعة من ستة آخرين وهكذا كل خليفة تم اختياره، إذًا، أهم شيء فى الدولة.. طريقة حكمها الأكبر وطريقة إدارتها وطريقة اختيار حاكمها.. لم يبلغه النبى. هل هذه الدولة الإسلامية؟ لا ليست هذه الدولة الإسلامية. نعود لفيديو مهم جدا.. نسمعه والتعريف الثالث.. ثم الرابع.. الخامس..حتى نشاهد تعريفات كثيرة لنفس الدولة الإسلامية التى تتفق التيارات الإسلامية على أنها موجودة..لكن فى خيالهم: الشيخ: إسماعيل مقدم «تضخم سلطان الكنيسة بحيث إنها مارست نوعا من الطغيان الكنسى الرهيب، قرارات الحرمان، إذلال الملوك والقياصرة.. صكوك الغفران إلى آخر الأشياء المعروفة.. حتى لا أطيل عليكم، ثم بعد ذلك حصل أن الكفة مالت لصالح الملوك، والملوك حاربوا الكنيسة المستبدة بنفس سلاحها.. وهو اللى قالوا إن الملوك معينين من قِبل الله وأيضا يمارسون الحكم بالحق الإلهى غير المباشر، فحصل معاناة الأسر.. ولذلك الثورة الفرنسية لما قامت، تمردوا على الاتنين، من الظلام والظلم والقهر الذى رأوه ولاقوه من الملوك ومن الباباوات، وبالتالى رفعوا شعار (اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس)، وهذا من الظلم أن يطبق على الإسلام، فلو حنتكلم على الدولة الإسلامية، نحن لا نتكلم عن نظرية لسه بتدرس، دى أكثر من ثلاثة عشر قرنا والدولة الإسلامية كيانا من أعظم الكيانات العالمية ازدهارا وتحضرا ورقيا، فلو حنتكلم على واقع، لم تشهد الدولة البشرية له مثيلا، بدليل شهادة الخصوم قبل الأتباع». إسلام: نفس العجب، أولا الشيخ إسماعيل مقدم لم يقدم تعريفا للفكرة، أبدا، هو سكت عنها ثم لام على الفكرة القديمة، التى ينعون عليها دايما، التى هى فكرة الدولة الكنسية.. دولة القرون الوسطى، وقال إنه كانت فيها مهازل وقتل.. واشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس.. أنا معك، جميل جدا، لكن عندما تكلم عن الدولة الإسلامية..فلم يُعرّفها.. ثم قال إنها 13 قرنا من الحضارة والرقى والتقدم. أولا: الرقى والتقدم ليس دليلا على أن الدولة تدار بالدين، وإلا فاليابان تبقى أكثر دولة تطبق الشريعة فى العالم. ثانيا: إنه لم يكن صحيحا رغم أن هذا ليس وقته أبدا أن ال13 قرنا كانوا من الرقى والتقدم، بل نعلم كثيرا والآن الناس أصبحت تقرأ وبدأ الحراك الفكرى يولد أفكار ويولد قراءات أنه من بعد الخلافة الراشدة وإن كان فيها قتل لكن نبتعد عنه من يسمون الأمويون والعباسيون كلهم غالبا قتلوا بعضهم. نستمع لسؤال جديد ثم نكمل المناقشة. هل يعرف الإسلام دولة المواطنة؟ هذه مشكلة أيضا، لماذا؟ عندما نأتى بالاسلام من هذه البيئة كنصوص من هذا الوقت فى الزمن، من عدم وجود فكرة حضارة بشكل ما فى هذا الوقت بين مكة والمدينة، يعنى بمعناها الحضارى، أو بمعنى أن ثقافة ما سبقتهم غير ثقافة اللغة والشعر ونحمّله فجأة بعد 14 قرنا فكرة أنه يحتمل كل الأفكار الجديدة التى ظهرت: الاشتراكية الليبرالية الدولة المدنية، الديمقراطية ثم المواطنة، كل هذا ادعت التيارات الإسلامية أنه موجود فى النصوص. وهذا الادعاء باطل يحمّل الإسلام أكثر من طاقته، لأن الإسلام ليس شكلا لإدارة الدولة من الأصل، هذا الوضع الذى يُحمّل فيه الإسلام دائما هذه المصطلحات الجديدة فتسقط على الماضى كمرآة، بمعنى عندنا المواطنة وعندنا الديمقراطية وعندنا الشورى وعندنا كل شيء.. هذاغير صحيح. ظهرت فكرة أهل الذمة أولا ساعة الحرب.. أن من يدفع الجزية لأنه هنا محارب وليس مواطنا، ثم فكرة القتال مع بعض الكفار بأنواعهم.. هنا فكرة أنه أيضا يحارب الدين الذى ينشأ ويتطور فى هذه اللحظة. أما بعد وفاة النبى.. فتغير الحال تماما، فاستمرت فكرة إدارة الدولة بشكل ما تتغير مع الزمان ثم ظهرت فكرة الدولة الحديثة.. هذا ليس له علاقة بالإسلام.. الإسلام لا يُحّمل بهذه المصطلحات بل المفروض أنه دين له هوية تتعامل مع كل أشكال إدارة المجتمعات، ولا يديرها هو.. هذاهو الفرق الذى نريد أن نفهمه دائما. نستمع للفيديو القادم.. ثم نواصل كلامنا. محمد مرسى: (الدولة المدنية التى ليست دولة عسكرية ولا دولة ثيوقراطية). إسلام:نحن نعرف أن الدولة المدنية ليست دولة يديرها العسكر وليست دولة يديرها رجل الدين، لكن ما فكرة إدارتها بالدين، هل يجب أن يكون (بابا) فقط ويبلغ رسالات السماء، أم أن شكل القوانين فى الدولة يمكن أن يجعلها دولة دينية كاملة، لكن نحن نصفها بأنها دولة ليست دينية. سأوضح بمثال معروف جدا جدا فى انتخابات الرئاسة وهذا جزء سنناقشه منفردا طبعا بعد ذلك، فى انتخابات الرئاسة.. ظهرت قبلها كل التيارات الإسلامية تبشر أنه لا يمكن بعد انتخاب الرئيس المسلم بالدستور أو من غير الدستور أن يكون نائب الرئيس غير مسلم، مواطنًا مصريا مسيحيا، لأن المواطن المصرى المسيحى إذا توفى الرئيس أو حدث له مكروه.. لا يمكن أن يتولى الولاية العامة للمسلمين، لأنه فى نظرهم (ما فيش حاجة اسمها مصر).. فى حاجة اسمها المسلمين، أما أن يكون كافرا طبعا مناقشة كافر هذه ندعها جانبا المهم أنه غير مسلم. إذا كان فى الدستور أو فى القوانين مثل هذا القانون.. فهذه هى الدولة الدينية بعينها.. لا أحد يتكلم عن دولة مدنية طالما هناك قانون مثل هذا، يفرق بين مواطنين مصريين فى تولى منصب معين على أساس الدين. إذن.. ما هى التعريفات الأخرى للدولة الدينية، أين هى الدولة الإسلامية التى أصلها مختلف عن الدولة الدينية؟ ما سنصل إليه فى الفيديو القادم.. أن التيارات الإسلامية يوجد منها من يهادن ومنها من يستخدم التقية، ومنها من هو واضح صريح جدا، فلنسمع للتيار الصريح، الذين خرجوا علينا ب: (التماثيل حرام وحنكسرها وحنشيل وشها ونحط عليه شمع والحاجات دى).. نستمع للفيديو سيعجبكم. الشيخ عبد المنعم الشحات: (نحن نريد دولة إسلامية وهى تختلف اختلافا جذريا عن الدولة الدينية النصرانية). إسلام: هذه هى المشكلة رقم خمسة، هم يقولون لنا ما هو الاختلاف؟ بمعنى.. هو الآن واضح صريح، يقول دولة دينية لكن أصلها إسلامية، تختلف عن الدولة الدينية المسيحية، ما هذا الكلام.. أين الدولة الاسلامية؟ الدولة التى تتكلمون عنها..أين هى؟ أى أحد يجيبنا.. فقط أين هى؟ نحن نقول لكم العكس.. نقول النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن قائد دولة، كان قائد أمة ولم ينقل الخلافة أو الحكم أو الملك.. سموه ما شئتم، فيما يخص الدين، توفى ولم يبلغ، فهل هو نقص من الدين؟ وقدمنا لكم أدلة كثيرة تقول إن النصوص تقول (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)، هذا هو دور النبى صلى الله عليه وسلم فقط.. تبليغ الرسالة. نذهب إلى فيديو آخر مهم جدا.. وذلك حينما تعترف التيارات الإسلامية بشيء.. بمعنى لو ظللنا نتحدث ألف سنة ما كانوا ليصدقونا.. نستمع للفيديو ونعود. •الدكتور محمد عمارة: «السياسة ممكن يكون لم يأت لها ذكر فى الكتاب ولا فى السنة.. لأنه فيه مستجدات، لكن انت بتضبطها بضوابط القيم الدينية». إسلام: لم يأت ذكر للسياسة وطريقة علاقة الدين بها فى القرآن أو السنة وهذه هى الحقيقة، ليس هناك نص واحد فى القرآن أو السنة الصحيحة.. فقط هناك شيء اسمه السياسة بالدين أو أن الدين له علاقة بالسياسة. أما الدولة التى يحكون عنها.. فهى دولة من خيالهم. وها هو الدكتور محمد عمارة، واحد من التيارات الإسلامية وأصيل فى التيارات الاسلامية، يقول: لم يأت ذكر فى القرآن أو السنة عن فكرة السياسة الشرعية أو أن الإسلام يسوس هذه الدولة بشكل ما. آخر شيء، أظن لو الإسلام له فى إدارة الدولة،لكان أدار أخطر قرار فى الإسلام.. يعنى حروب الردة..وهى مقسمة لفريقين.. ببساطة (حروب مانعى الزكاة).. الذين ارتدوا.. الذين ارتدوا.. هذه حرب شديدة وهم كانوا يريدون أن يقضوا على إسلامهم.. لكن مانعى الزكاة كانوا مسلمين.. لكن تأولوا أو فهموا آية معينة بعد وفاة الرسول.. بألا يدفعوا صدقة الفروض التى هى فوق الزكاة.. هنا قتلهم أبو بكر.. من اعترض؟ الصحابى الجليل عمر بن الخطاب. إذاً.. أهم اثنين من الصحابة اختلفا على أمر.. ثم قال عمر فى النهاية.. فقد ارتاح صدرى أو انشرح صدرى لما قاله ابو بكر .. إذًاً، ليس مبنيا على نص، ليس هناك نص فى أخطر مسألة. أن تقتل أو تحارب من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.. ولكنك اعتقدت أن منعه للزكاة أو عدم تأدية فرضها هو كفر بهذا الدين. • المادة الثانية مبادئ أم أحكام أم شريعة؟ مشكلة كبيرة أثارتها التيارات السلفية كعادتها حول فكرة أن المادة الثانية يجب أن تتضمن أشياء معينة، ما هى؟ هم قالوا إن المادة الثانية التى وضعت فى عهد الرئيس السادات فى دستور 71 هى مادة منقوصة وتهين الإسلام، رغم أنها بالمناسبة، الرئيس السادات عدلها سنة 80 بناء على رغبة بعض التيارات الإسلامية والدكتور صوفى أبوطالب، فجعلها «الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى» بالألف واللام، كأنها هذا هو ما أفاد الشريعة الإسلامية، أيضا سنحكى أمورًا مهمة جدا.. لكن كعادتنا.. نستمع لأسئلتكم ثم نعود لنناقش الأسئلة ونشاهد الفيديوهات: • ما هو الفرق بين مبادئ وأحكام الشريعة؟ فى سنة 96 صدر عن «المحكمة الدستورية العليا»، حكم احترمه الجميع وهابه، كان هذا الحكم حكما تاريخيا، فقالت فى سنة 96 إن الشريعة الإسلامية.. مبادئ الشريعة هى المبادئ قطعية الثبوت قطعية الدلالة، ولا يجوز أن ندخل فى ما هو ظنى الثبوت أو ظنى الدلالة، لأنه سيدخلنا فى فروع وأشياء لا آخر لها، كان هذا الحكم حكمًا عظيمًا جدا جدا، فجاءت التيارات السلفية لما تملكت الأمر وبشكل ما، هى التى سيطرت على جمعية تأسيس الدستور، وسيطرت على كل شيء فى هذا البلد العظيم.. فماذا قالت.. عملت شيئا لطيفًا.. فمثلا لو أن الدستور يقول «ما تضربش حسين لأنه غير دستورى لما تضرب حسين»، فهم قالوا.. إذًا.. نحن نضع فى الدستور أن «ضرب حسين دستورى»، وحينها المحكمة لن يكون لها أى دخل.. ف«ضرب حسين خلاص طلع دستوى»، فهم فى الدستور وضعوا المادة الثانية مثلما يريدون، ثم ألحقوا بها المادة 220 التى سنناقشها والتى هى أصلا كارثة فى نظرى بكل المقاييس. كعادتنا يوجد فيديو يجب أن نشاهده ثم نتابع: الشيخ حازم أبوإسماعيل: «المادة الثانية من الدستور دى.. ما عادتش تنفع، دا لازم تبقى أوضح، ولذلك أنا قلت شيلوا مش عايزين لا مبادئ ولا أحكام، هى الشريعة الإسلامية، الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى ماشى زى بعضه للتشريع والقرارات، لازم القرارات أيضا، ولا تجوز مخالفته.. بس، الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع والقرارات ولا تجوز مخالفته». إسلام: الحقيقة كعادته حازم صلاح أبو إسماعيل يبدع إبداعًا خاصًا به، فهو يقول إنه غير التشريع توجد القرارات، فهل هو تشريع فوق القرارات، بمعنى عندما يكون التشريع مسيطرًا عليه بهُوية ما تصبح القرارات تبعها، لا أفهم ما المقصود بالتشريع والقرارات هذا.. المهم ماذا يريد هو، هو يريد حذف مبادئ وأحكام، لأن «مبادئ» هذه تضايقهم لأنها تجعل يقينى الثبوت يقينى الدلالة، وهذا قليل جدا فى الإسلام، المبادئ الكلية، يعنى ببساطة، فكرة أن تطبيق شريعة عظيمة ودين عظيم مثل الإسلام، أنه يكون دين الدولة مثلما كان مكتوبًا فى دستور 23 وهنا انتبهوا.. وقت دستور 23 ببساطة، كانت قد سقطت الخلافة العثمانية، فأشار بذلك بعض الناس، يعنى هذه المادة كان من الممكن ألا تكون موجودة أصلا. • كان من الممكن ألا توضع هذه المادة كان مكرم عبيد فى العشرينيات والثلاثينيات يقول «نحن أقباط مسلمون»، يعنى أقباط نعم.. لكن هويتهم إسلامية، فالبلد إسلامى، لا عيب فى ذلك، فأشار بعض الناس على «الملك فؤاد» لأنه هو نفسه كان يتمنى أن يصبح خليفة المسلمين ومثل ذلك. فإنه كتب الإسلام دين الدولة، هذا فوق رأسنا، لكنه لم يعترف جديدًا، فالمادة الثانية ليست مثلا كما كانت التيارات الإسلامية تشيع وقت استفتاءات الدستور، أنهم إذا حذفوها فهم «حيشيلوا الإسلام.. مش صحيح»، المادة الثانية اخترعها بشر، لأن الإسلام هوية الدولة، فى المادة الثانية ومن غير المادة الثانية. الإسلام هوية الدولة مع أو بدون المادة الثانية لكن نعود إلى موضوعنا.. المادة الثانية ببساطة هى المبادئ.. المبادئ التى قالتها المحكمة الدستورية العليا. هى المبادئ العليا: المساواة الحرية العدل.. يعنى نشر الإحسان فى المجتمع.. يعنى نشر قيم كلية كبرى.. هى ما تسمى عمق الشريعة الإسلامية، فهم ببساطة يقولون «طب وفين الفرق.. ما كل الدول بتعمل ده».. وماذا يثبت أنه يوجد فرق؟ نحن نريد مجتمعًا متكاملا قليل الشرور بشكل ما بشكل مجتمعى.. يسيطر عليه نظام قانونى متكامل فيه جزاءات وعقوبات فقط.. هذه المبادئ الكلية هى الشريعة الإسلامية، فالرسول قال «إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق».. لم يقل أخترعه، لم يقل أخلقها.. لم يقل أبتدعها.. لأن الأخلاق موجودة أصلا، فالشريعة الإسلامية هذا كان دورها، دور الهُوية.. الدور الذى وضع أيضًا فى دستور 71.. أنه يكون المصدر الرئيسى للتشريع. لكن توجد موارد أخرى هى هوية ما.. هى مهيمنة.. لكن تدخل فى التفاصيل التى يريدونها هم بما حصل فى هذا الدستور.. وسنشاهد كوارث كوارث كوارث كوارث. لنسمع السؤال الثانى ونكمل نفس المناقشة: • ما هى الشريعة حتى نطبقها؟ هذا ملحق بالسؤال الأول الذى هو: ما الفرق بين المبادئ والأحكام؟ الشريعة مثلما قلنا هى الآيات المحكمات فى القرآن، وهى أحاديث الرسول التى تتوافق.. المطلقة ليست المحلية.. يعنى مثلا لموقف ما أو لشيء ما، حتى أُقرّ بَها.. تطبيق العبادات، وأوسعها دائما بعيدًا عن المعاملات فكرة القيم الكلية، فالشريعة ببساطة لا يمكن فهمها على مَحْمَل الأحكام، التى يريدون وضعها حاليا فى الدستور.. لماذا.. لأن أحكام الشريعة فى الحقيقة هى الفقه وليست الشريعة، وهناك فرق كبير بين الشريعة والفقه، الفقه هو فهم البشر على مر العصور للشريعة التى هى النص الثابت الأصلى. • الفقه هو فهم البشر للشريعة الفهم هذا عند سنة مئتين ويزيد هجرية.. أو أول القرن الرابع الهجرى.. تم الوقوف عليه بما يسمى الإجماع.. وتم قفل كل شيء بما أن الأمة أجمعت بفعل الصحابة وببعض الأمور سنناقشها فى أجزاء أخرى.. إنما هذا الرأى هو رأى فقهى.. اُجْمِع عليه أو لم يُجْمَع عليه هو رأى فقهى فى النهاية لا يمكن أن نقول إن هذه الأحكام التى هى فى أحكام الفقه ليست فى أحكام الشريعة قابلة أنها تطبق اليوم.. بعد 1200 سنة مما اُجمع عليه، هذا كلام غير عقلانى وغير منطقى، بل يضر الدين أكثر من الدولة.. الشريعة شيء والفقه شيء آخر.. شيء مختلف تماما.. حكم بشرى.. فهم البشر. إذًا.. لماذا لانفهم مثلنا مثلهم من النص.. من المصدر الأصلى.. يقولون لك لا، وسائل الفهم عندك أنت ليست مثلهم، هم فقط من يفهمون ونحن نأخذ من فهمهم.. هذا موضوع يطول شرحه، لكن ببساطة.. الشريعة من ناحية الأحكام.. نحن عندنا 2 مليون و400 ألف فرع فقهى، يعنى تبقى مصيبة لو قلنا إن هذه الأحكام بفروعها هى ما تسمى الآن فى المادة 220 سأقرؤها لكم فى الجزء القادم أنها حكم الشريعة. المادة 220 هى حكم الشريعة نسمع هذا الفيديو لتعريف آخر مثل حازم صلاح أبو إسماعيل عن الشريعة.. أو المادة الثانية: الشيخ ياسر برهامى: «الحقيقة إننا بنقول إن إحنا نشيل الاتنين.. خلّى الشريعة اللى ربنا نزلها.. الشريعة.. لا أحكام ولا مبادئ، أنا داخلنا اتجاهين فى الحقيقة.. فيه ناس عايزة تصر على أحكام حتما.. الأحكام اللى ربنا نزلها وفيه ناس بتقول إن إحنا ممكن نقبل إن إحنا نشيل أحكام ونشيل مبادئ وتبقى الشريعة الإسلامية». إسلام: الشيخ ياسر قال الكلمة المهمة.. قال خلّيها الشريعة التى أنزلها الله، يعنى لا البشر شاركوا فى صناعتها ولا الفقه فى زمن ما ولا الفقه فى زمن مقدس لا يُمس، إذن.. تريد الشريعة من غير أحكام ومبادئ هذا جميل جدا، لكن على شرط أن تكون النصوص الثابتة فقط الواردة فيها، ليست لها علاقة بفهم البشر، وهذا يتفق تماما مع ما قالته المحكمة الدستورية لما كان يؤخذ بكلامها وأحكامها سنة 96 لما قالت إن الشريعة هى المبادئ الكلية الكبيرة والقيم العليا، التى هى يقينية الثبوت يقينية الدلالة، لكن التيارات الإسلامية عملت ما تريد.. ماذا يريدون؟ أن يكتبوا المادة الثانية بالشكل الذى يريدونه.. وأن يكتبوا المادة 220 الملحقة بالباب الأول، حتى تُفسر على هواهم.. وهواهم هذا شيء سنشرحه فى الجزء القادم، وهو شيء مهم جدا قد يصيب الوطن فى مقتل.. وحتى الدين سيصيبه فى مقتل. لما تسأل التيارات السلفية.. الدولة ستطبق الشريعة؟ أول شيء ستسمعه الحريات والجزاء. يعنى باب العقوبات. • الشريعة من وجهة نظر التيارات السلفية هى الحريات والعقوبات لماذا.. هل الشريعة لا يوجد بها إن الله يأمر المرتان اللتان قال فيهما فى القرآن نصًا ربنا سبحانه وتعالى قال «إِنَّ للَّه َيَأْمُرُِ بالْعَدْل ِوالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِى الْقُرْبَى» النحل آية 90 والمرة الثانية قال «إن اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا» النساء آية 58 إن الله يأمر بالعدل والإحسان هذه ليست مشكلة، عادى. إنما ماذا تريد فى الشريعة، وأظن جميعكم شاهدتم بعض المناظرات الشهيرة، وشاهدتم كيف يتكلمون منفردين.. فهو يريد أن يقول لك «الحدود»، وهى «الجزاءات العقوبات»، وما التمييز الذى تريده فيها؟ فيقول لك «طريقة التفعيل طريقة الفعل».. التى تسعدهم أو تشعر فيهم بسعادة وهم يقولونها، وما الشىء الآخر.. فيقولون الحريات، ماذا تقصدون بها؟ وسألناهم من قبل فى بعض الحلقات التى شاهدها بعضكم.. ما ستفعل مثلا؟ ستجبر المحجبة على أن تتحجب مثلا بالعافية.. والناس التى ستصلى.. هل فعلا يوجد ناس ستمشى وراءهم وتقول لهم «ما بتصلوش ليه فى ساعة الصلاة؟». إذًا.. لو أن هذه هى الشريعة.. ودائما نسألهم الأسئلة الواضحة الصريحة.. من عمل هكذا قبلكم؟ الشريعة التى نعرفها.. هى أوامر فى القرآن.. وفعل النبى. • الشريعة ما ورد فى القرآن من أوامر وما قام بفعله النبى لكن.. أخبرونا.. ما العقوبة فيها لما يقول سبحانه «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنّ َاللَّه َمَعَ الصَّابِرِين» البقرة آية 153 هو يقول أمرًا «يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة». لكن إذا لم يصل الناس؟ خطأ.. خطأ كبير وذنب بين العبد وربه.. لكن هل هناك دولة طبقت هذا، بمعنى.. هل النبى فى فعله كان قائدا للمجتمع وقائدًا للأمة؟ هل أخذ النص الدينى وفعله ب«العافية»، بمعنى هو ذهب فعلا لمن لم يصل وعاقبه وقال له «ما بتصليش ليه»، النبى بنفسه صلى الله عليه وسلم قال «لو أملك لأحرقن عليهم بيوتهم»، لو يملك.. لو يملك أن يرى من لا يصلون، فهنا ربنا أمر بالصلاة.. هذه هى الشريعة، لكنه لم يقل إن أحدا محددا يطبقها، لم يقل لأحد أن ينفذها، من هذا وما سلطته؟ أننا نصلى.. هذا شيء بينى وبين ربنا، يثيبنا وإن لم أصل أنا مَن سيُلام.. أنا من عليه الذنب، وليس أن الدولة تقول لى صلِ، الدولة عليها أن تبنى المساجد، لكن ليست لها أى علاقة.. فما تقصدون بتطبيق الشريعة؟! فهم يردون هذا الرد.. لماذا؟ لأنهم لن يجدوا غير موضوع الجزاءات.. والجزاءات سنخصص لها جزءًا وحده.. حتى نفهم موضوع الحدود، وما هو؟ ولماذا دائما فقط يطالبون بالشريعة؟ لنسمع هذا السؤال ونكمل مناقشتنا: • هل شرط ألا يخالف القانون الشريعة حتى نقول إننا نطبق الشريعة؟ هذا سؤال مهم.. لأن هذا هو أصل المسألة.. هم يقولون الشريعة هى المبادئ والأحكام وكل شيء هم يريدونه، لكن ماذا عن القوانين المنبثقة، هل ستطبق الشريعة.. أم ستصلح القوانين القديمة؟ فهو لديه حلان.. أريد هنا أن أحكى حكاية لطيفة جدا عن التيارات الإسلامية التى كانت فى مجلس الشعب.. حينما كانت مصر تموج على بحور من الدماء: حادثة استاد بورسعيد.. حادثة محمد محمود.. وأنتم تتذكرون موضوع الخرطوش وما بعده.. تركوا هذا كله.. وكان همهم.. إلا تطبيق الشريعة.. ووضعوا قانونًا يلغى قانون تجريم الختان للبنات الصغار، هذا أهمية كبرى عندهم.. «يعنى الحقيقة الموضوع دا من أخطر المواضيع الموجودة فى الدولة، سيبك من استاد بورسعيد.. سيبك من محمد محمود.. سيبك من الشهدا.. سيبك من أى حاجة، أهم حاجة نلغى القوانين اللى هما بيسموها فى أدبياتهم «قوانين سوزان»، فهذا ما يريدونه..، هم يريدون ماذا.. «عايزين شريعة حتى لا نقاش فيها، طب وافقنا على الفروع.. طب ناقشونا، فى ختان، طب شيوخ الأزهر يا سيدى بلاش إحنا بيقولوا ما فيش ختان، وبالأدلة، لا.. هم يقولون يوجد ختان ويلغون التجريم..» عشان اللى عايز يعمل حاجة يعملها عشان دا فساد حيعم المجتمع.. هو بس رأيهم وهو بس فكرتهم.. وكان أكبر مثال موضوع الختان فى مجلس الشعب المنحل الذى الحمد لله أنه انحل. نسمع الفيديو.. ونكمل مناقشتنا: • الشيخ عبدالمنعم الشحات: «ولكن احنا بنكتب دستور جديد.. يبقى نخليه واضح.. ما نسيبش فرصة إن حد بعد كدا يخرج ويقولنا لا وإلى غير ذلك، الإسلام دين الدولة.. عقيدته مصونة وشريعته واجبة.. ومشروعيته هى العليا فوق كل النصوص.. دا بند مهم جدا احترازى». إسلام: شاهدتم عبدالمنعم الشحات.. هل لا بد من هذا الغل. كأنه يعادى أناسًا يفرض عليهم شيئًا هم يكرهونه أو لا يريدونه.. هذا غير صحيح.. هما وضعونا دائما فى المواجهة. المواجهة أنك إذا أردت أن تناقش المسألة.. إذًا أنت غير مؤمن بشريعتك، يعنى كافرًا بها، وأنتم لا تريدون الشريعة.. وأنتم تريدون الفساد.. هذا غير صحيح، هذا غير صحيح.. هو قالها بالصيغة التى كانت مكتوبة بها فى دستور 23 «الإسلام دين الدولة»، وهذه كانت على فكرة الصيغة الأفضل والأعم والأشمل.. لأن هُوية الدولة هى فكرة تطبيق روح الشريعة ومبادئها العليا والسامية. • هوية الدولة هى روح تطبيق الشريعة لكن هم توقفوا عند جزء معين وعند سنة معينة عند أناس معينة مقدسة فى نظرهم لا يجوز التعديل عليهم ولا يجوز مناقشتهم ولا يجوز مناقشة أحد حتى الحاليين.. ولا يجوز عندهم أى شيء. شيء غريب.. وفى النهاية يسمّونها الشريعة.. خذها كلها أو ارفضها كلها.. لا توجد أى مناقشة.. وهذا ما وضعوه فى المادة 2 والمادة 220 وهذا ما لو اكتمل هذا الدستور المرفوض من الشعب المصرى، كان سيؤدى لانقسام فى الشعب المصرى، وسيصبح هناك كوارث قادمة بسبب هاتين المادتين وليس بسبب الإسلام. لكن هم يضعون كلمة الإسلام حتى يفزعونا.. لكن الكوارث بسبب صياغة المادتين اللتين ستقسمان هذا الوطن حتى بين المسلمين والمسلمين. صياغتهم للدستور قد تقسم البلد حتى بين المسلمين بعضهم نسمع هذا الفيديو ونكمل مناقشتنا. • الشيخ ياسر برهامى: «الدستور دا فيه قيود كاملة لم توجد قبل ذلك فى أى دستور مصرى».. إسلام: هذه الجملة اخترتها من 18 دقيقة.. وأظن أن أغلبكم شاهد هذا الفيديو السّرى الذى لم يكن من المفروض أن يظهر للعلن للشيخ ياسر برهامى، وهو يشرح لهيئة العلماء الشرعية لحقوق الإصلاح.. كيف أنه تلاعب بالجميع وكيف تلاعبت التيارات السلفية التى لم تكن تقف تحية للسلام الوطنى.. ناس تصنع دستور بلد.. وهم كانوا أصلا يقولون قبل الثورة إن الدستور والقوانين أصلا كفر.. ثم لا يحترمون هذا الوطن ولا يقومون للسلام الوطنى بداعى أن الموسيقى حرام.. ثم يأتى اليوم الذى يقومون هم بعمل دستوره.. هذا الدستور بفِعِل نفسه.. بدون محكمة أحكام دستورية ولا أى شيء، وهو ساقط بفعل وجوده نفسه.. بفعل كتابته.. • الدستور الموضوع ساقط بفعل نفسه هذه هى التيارات السلفية.. هذا هو هدفهم الوحيد.. قهر الناس.. جبرهم على شيء لا يريدونه ولا يطيقونه ولن يطيقوه. نعود لنكمل مناقشتنا حول المادة الثانية.. المادة التى شغلت الدنيا.. أو ملأت الدنيا وشغلت الناس.. قلنا ببساطة.. إن الشريعة هى عقيدة ومعاملات وعبادات. أما العقيدة ففيها حرية عقيدة.. وهذا نقيض ما تريده التيارات السلفية. • حرية العقيدة.. نقيض ما تريده التيارات السلفية وأما العبادة، فلا يمكن لدولة أن تقسر أو تجبر مواطنيها على فعلها أبدا.. هذا لم يحدث أبدا.. هذا لا وجود له فى التاريخ. العبادات.. لا يمكن للدولة إجبار مواطنيها على أدائها. وأما المعاملات، فهى هُوية ما تسيطر على المجتمع.. لكن هم على مزاجهم.. يجعلون البنوك ربا.. وعلى مزاجهم يجعلون الفنون حرامًا.. وعلى مزاجهم يجعلون الحريات أو حقوق الإنسان ضد الدين.. هم على مزاجهم يخترعون كل شيء وعلينا أن نُجبر على هذا ونسمع الكلام وإلا نكون كفارًا. أريد أن أقرأ لكم فقط النص الذى قالته المحكمة الدستورية سنة 96 تعقيبا على موضوع أن هذه هى «الشريعة المصدر الرئيسى». «استثنت المحكمة الدستورية العليا أحكام الشريعة الظنية.. أى غير المقطوع فى ثبوتها أو دلالتها.. أو أيهما معًا.. إذ هى أحكام يجوز فيها الاجتهاد لأنها أحكام متطورة بتطور الزمان والمكان». يا سلام على القضاء والناس الفطنة لما تتكلم.. الاجتهاد يتغير بتغير الزمان والمكان، هذا كلام الناس التى تفهم. أما كلام الناس التى تريد أن تحكم وفقط.. شهوة السلطة وقهر الناس مثلما شاهدتم فى الفيديوهات السابقة.. فى المادة الثانية.. بدل مبادئ وأحكام.. لا هى مبادئ فقط ملحقة بها مادة سنقولها بعد قليل.. مادة تقسم المجتمع كما قلنا تقسمه.. تضربه فى أساساته.. أن تكون المادة 220 هى مادة مطبقة فى مصر.. وأنتم تتذكرون من انسحب من الجمعية التأسيسية ابتداء من الكنيسة نزولا إلى النقابات بعد صياغة هذه المادة بهذا الشكل. دعونا نشاهد هذا الفيديو ونعود لنكمل مناقشتنا: الشيخ محمد حسين يعقوب: «فى قضية الدستور واللغط الكبير الذى حصل.. أقول كلام واضح ومحدد وصريح.. نحن ليس لنا دستور إلا الكتاب والسنة.. بفهم سلف الأمة، هذا الدستور دستورهم.. والقوانين قوانينهم.. وما يفعلونه يخصهم.. أما نحن أهل ديانة.. أهل الدين.. العباد.. عباد الله.. الموحدون.. فلا يحكمهم دستور فيه شرك وفيه كفر.. بل يعد طاغوتا». إسلام: ها هو شيخهم محمد حسين يعقوب يقولها علنًا.. هذا كفر وشرك.. «إحنا بس بنعمله كدا عشان بس هو أحسن من أن يبقى مافيش ودا طاغوت يعبد من دون الله.. دستورنا القرآن».. القرآن طبعا فوق رأسنا.. القرآن هو المهيمن على كل شيء.. لكن هل الشريعة التى يطبقها أو يعتقدها التيارات السلفية أو التيارات الإسلامية فى السياسة أو فى الدولة أو فى الإدارة هى القرآن؟ نحن فى كل حلقة.. وفى كل جزء نعرض لكم.. ها هى النصوص وها هو ما تقوله التيارات السلفية.. فى كل شيء ناقشناه.. لا علاقة له به القرآن، بل التيارات السلفية حتى مختلفة مع المذاهب الأربعة.. حتى مختلفة مع الأزهر، وأنتم تعرفون ماذا تريد التيارات السلفية من الأزهر، وماذا ينتوون للأزهر وقادم فى الطريق حتى لو مكتوبة فى الدستور.. الأزهر سيسيطرون عليه بشكل أو بآخر إن تُركوا بهذه الحرية.. لن نسمح أن تضيع هٌوية هذا الوطن الإسلامية قبل أن تكون المصرية. • الحدود هناك باب مهم جدا عند التيارات السلفية، فهم أول من يتكلمون عن إقامة دولة الشريعة،ليست لهم سيرة غير سيرته، وتشعر فيهم بانتشاء وسعادة غريبة جدا عندما يكلمونك عن هذه الأمور.. فتخاف وتتعجب، طبعا عرفتموه من دون أن أكمل.. هو باب (الحدود). الحدود.. هى النظام الجزائى الموجود فى القرآن، الذى يماثل حاليًا (قانون العقوبات). دعونا نسمع سؤالًا أولا ثم نعود: ما هى الحدود؟ هذه الآيات نُزلت على نظام مجتمعى موجود وقائم.. أغلبه يستعملها.. يعنى من حمورابى الذى هو قبل الإسلام بنحو 3000 سنة، من قَتل يُقتل.. سهلة..ليست مشكلة، ما يعنى أن الحدود ليس هدفها تطبيقها بهذا الشكل المعين، لكن هدفها ضبط حركة المجتمع.. فغير ممكن أن يكون الهدف هو الجلد فى حد ذاته.. لكن الهدف أن يكون هناك زاجر فى جريمة ما أقرّها القرآن أنها جريمة إذا خرجت للعلن.. وسنشرح هذا الآن. مثلا.. كل الروايات التاريخية وتاريخ العرب قبل الإسلام، وكل الموسوعات الكبرى تقول إن حد قطع اليد مثلا موجود قبل الإسلام.. فجاء الإسلام وأقرّه، أقرّ وضعًا معينًا كان موجودًا فى المجتمع المكى ثم المجتمع المدنى، وهى حضارة صحراوية ليست فيها فكرة البناء الشامخ مثل مصر مثلا. بمعنى.. فى القرآن، سيدنا يوسف سُجن وكانت توجد عقوبة السجن، وهو قبل النبى محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من ألف أو ألفيّ سنة، فالسجن كان معروفًا، لكن فى حضارة تتمتع بالبناء، إنما فى حضارة رملية صحراوية، فكان أكيدًا أن العقوبات البدنية وارد أن تبقى أقرب إليهم. نشاهد الفيديو ثم نعود: • وائل الإبراشى: يبقى إذن أنتم تسعون إلى إقامة الحدود كجزء من الشريعة؟ الشيخ ياسر برهامى: نعم صحيح ويبقى له ضوابط. • وائل الإبراشى: الحدود بكل أشكالها.. قطع يد السارق وتطبيق الحدود... الشيخ ياسر برهامى: كل الحدود.. دا جزء من النظام الإسلامى لأنه فى القرآن أصلا. إسلام: واضح.. يعنى.. لا أحد يستطيع أن يتكلم.. يعنى من يسأله.. فيقول له نعم.. أنت تجادل فى ماذا.. الحدود موجودة فى القرآن، هى فعلا موجودة فى القرآن.. لكن هل لو كما حدث ابتداء من الدولة العثمانية وصولا لفكرة الدولة المدنية.. الدولة الحديثة.. أن العقوبات البدنية تستبدل بعقوبات أخرى.. هما يسمونها القانون الوضعى الكافر.. ونحن نسميها حتى تبعا للفقه.. حتى أدبياتهم القديمة التعزير. ما هو التعزير؟ كلمة بسيطة جدا ليس فيها عقد كثيرة.. سنشرحها بعدما نسمع السؤال التالى: • هل يجب تطبيق الحدود فى كل زمان بنفس نظام العقوبة؟ هذا سؤال لاحق.. لما نقوله الآن.. وفى السياق نفسه. الفقهاء القدامى عملوا.. لما تغير المجتمع فأصبحت الجريمة لا تثبت «لأن أصلا حتى طرق إثبات الجريمة أو الذنب فيما يخص العقوبات أو قانون الجزاءات فى الإسلام، أو ما يسمونه الحدود.. هو أمر معقد جدا وصعب جدا.. يعنى صعبا جدا فى إثباته.. فلمّا تعذر إثباته».. اخترعوا قاعدة شهيرة جدا تعرفها التيارات الإسلامية كلها.. وأظن كذلك الدارسين العاديين الأزاهرة وغيرهم.. هى (امتناع ثبوت الحد بغير إقرار أو بينة).. بمعنى أن الحد يمتنع ثبوته أصلا.. بمعنى إثباته على شخص بغير أن يقر هو أو بينة والاثنان أصبحا ضربًا من الخيال فعملوا عقوبات تعزيرية.. أى أنه بشكل ما.. يكون الفعل خرج للمجتمع، لكن لم يثبت بشكل ما مثل أربعة شهود و.. و.. و.. لأنه من الصعوبة بمكان. فالتعزير: هو عقوبة يقدرها (دا فى الفقه القديم عشان ما يقولوش دا قانون وضعى كافر)، هو عقوبة يضعها ويقدرها الحاكم أو النظام أو الدولة حسب التطور، وتحلّ محل العقوبة الزاجرة الكبيرة التى هى تُسمى(الحد). التعزير هذا هو حلنا.. يعنى هو حل من الكتب يعنى تابع.. لم نأت بجديد. فالتعزير ببساطة أن نقول (والله بدل ما نقطع إيده ثم لا يكون هو الجانى أو يحدث أى شيء فى طرق الإثبات.. فإحنا بنعزره.. فإحنا بنسميها دلوقتى بنسجنه)، أى نحدد إقامته.. حبس البدن نفسه، إنما لا نقطع يده، ثم نرجع فنقول هل لو قطعت يده.. هل هو مستوفيٍ إن هو فعلا سرق لمجرد التلذذ مثلا بالسرقة؟ وطبعا سنناقش موضوع الحدود الخاص بعمر بن الخطاب الصحابى الجليل والخليفة لما أوقف هذا الحد بشكل ما، لكن فى جزء آخر قادم. فببساطة.. لحد هذا السؤال وهو: هل الحدود يمكن أن يحل محلها التعزير إذا أصبح المجتمع نفسه غير قابل لإثبات الحدود أو ليس فى طاقة المجتمع أن يقيم هذه الحدود بهذا الشكل؟ وهذه هى اللحظة التى نحن فيها، لما ظهرت الدولة الحديثة، ولما فكرة أن الانسان أصبح يبتعد كثيرا أو يتأفف كثيرا من العقوبات البدنية.. فهذا شيء ليس ضد الشرع.. ليس فيه عداوة للشرع.. نحن سنقيم العقوبات.. لكن المشكلة عند الشرع ألا تكون هناك عقوبة فى مجتمع ما، لكن نحن سنقيم العقوبات. نسمع هذا الفيديو ونكمل مناقشتنا.. • الشيخ محمد حسين يعقوب: (مين اللى قال (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) مين اللى قال كدا.. الله.. محمد حسين يعقوب؟! حازم صلاح أبو إسماعيل؟! مين اللى قال كدا؟! الله.. فاقطعووووا.. الكلام دا موجه لمين.. لكل حاكم مسلم.. لكل حاكم إيه.. مسلم.. طيب هى والسارق والسارقة فاقطعوا عندنا كمسلمين.. زى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ولا مش زيّها؟ قدها).. إسلام: كأنها معلومة مهمة جدا، لأن الذى قال هو فعلا ربنا.. لكن أريد قبل أن نسترسل ببساطة.. وأنتم أيضا عليكم أن تراجعوا وتقرءوا أكثر من متابعة الحلقة.. الحدود المذكورة فى القرآن خمسة. 1 (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا...) المائدة آية 38 2 وآية الزنى (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِى فَاجْلِدُواكُلَّ وَاحِد ٍمِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ) النور آية 2 3 و(يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِى الْقَتْلَى..) البقرة آية 178 الذى هو فى القتل، 4 والحرابة أو ما تسمى الحرابة (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّه َوَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْن َفِى الْأَرْضِ فَسَادً أَن يُقَتَّلُوا أَو ْيُصَلَّبُوا أَو ْتُقَطَّعَ أَيْدِيهِم ْوَأَرْجُلُهُم مِّن ْخِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ..) المائدة آية 33 ثم إلى آخر الاية، 5 وآخر حد.. رمى المحصنات (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُم َّلَم ْيَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ..) النور آية 4. السؤال. ربنا سبحانه وتعالى قال هذا.. لكن قالها هكذا بطريقة محمد حسين يعقوب.. فاقطعوا؟ هل شاهدتم كيف قالها؟ّ هو قال فاقطعوووا.. بتشفٍّ..(كأنه مبسوط جدا جدا).. أنك تشاهد منظرًا مثل هذا.. فهل هذا هو الزجر؟! أولا.. الحدود كان هدفها.. إقامة مجتمع عادل لا يوصل الإنسان لارتكاب الحدود.. هذا ما نريد أن نناقشه فى موضوع عمر بن الخطاب أمير المؤمنين.. هو فيه فلسفة.. (يعنى مش واصلة شوية)، هم يقولون إنه أوقف حد السرقة لأجل فقط المجاعة، وهذا غير صحيح، هنا فرق بين هدف مقصد النص، وبين نص النص بلفظه، فلما كان النص يتعارض مع مقصده، فإن عمر بن الخطاب هذا الصحابى الفطن الجليل، قرر أنه يُمضى مقصد النص ويوقف العمل بلفظه، بمعنى ماذا؟ هو قال إن الهدف من حد السرقة ماذا؟ الهدف من حد السرقة هو قطع يد السارق الذى يسرق فى غير حاجة؟ فلمّا وجد الحاجة - إذن الهدف مقصد امتناع السرقة فلما وجد من يسرق، يسرق فى حاجة ضرورية بالنسبة له أو أساسية، فقرر أنه يُمضى روح النص، أو مقصده.. الذى هو عدالة توزيع الغنائم فى المجتمع أو الثروات، ثم يوقف العمل بنصه الذى هو حينها يخالف العدالة، وإن كان النص باقيًا.. وهذا أمر عبقرى.. يعنى النص باقٍ.. لكن لفظه أصبح يخالف العدالة.. أن كل سارق.. لا ليس كل سارق.. بل من أصبح يسرق للضرورة.. فإذن مقصد النص هنا أهم من لفظه.. هذا ما فعله عمر.. وهذا شيء صعب أن يُفهم.. وفُهِمَ فقط أنه أوقفه بسبب الجوع، ولما راح الجوع.. غير صحيح، هو أوقفه حتى العدالة تكتمل وإن خالفت لفظ النص. أريدكم أن تفكروا فيما قلته هذا.. لأنه هنا يظهر ما معنى الحدود، هل أصبح المجتمع بالشكل الحالى بالنسبة للخمسة حدود أو السبعة فى نظرهم حتى التى هى خارجة عن القرآن هو المجتمع الذى يصلح أن تقيم فيه هذا الحد بهذه الطريقة التى غالبا ليست فيها استتابة أو توبة أو رجوع لو تبين عكس ذلك، لأنها غالبا بدنية جميعها.. يعنى فيها قطع أو ما شابه ذلك. أهم نقطة نريد أن نتوقف عندها هى.. هذه الحدود بهذا الشكل.. ماذا إذا استبدلت بنظام عقوبات يرضى فكرا أو مقصدا - مثلما فعل عمر بن الخطاب - القرآن وقد يتخطى لفظه، يعنى ليس يُوقَف أو ليس يُعطل.. فقط يتخطى لفظه لمجرد أن المجتمع تغير كما تغير المجتمع فى عام الرمادة؟ الحدود.. الحدود وعلاقتها بالقانون الوضعى وبالدولة وبتطور الدنيا.. هم يريدون وكأنهم.. والله كأنهم يتشفون فى الشريعة.. فتجده يقولها لك بالطريقة التى شاهدتموها فى الفيديوهات، فتصبح لا تعلم ماذا يريد.. هو فقط يريد أن يثبت لك أن هذا.. إما أن تقبله.. وإما أن ترفضه. الحقيقة أنه أصلا كما يقول تلطفًا بعض مشايخ الأزهر القدامى فى الخمسينيات والأربعينيات.. إن الحدود تمثل أقل من 4% فى الآيات فى القرآن، أو من نظام العقوبات فى الإسلام، بمعنى.. طبقوا 96% ودعوا ال4%مؤقتا.. هذا مبدئيا جيد، حل جيد.. لكن طبعا التيارات السلفية تريدها قانونًا.. بمعنى.. «دا حدود.. انت حتتكلم.. انت كافر.. علطول».. وانتم طبعا تعرفون أن التكفير الآن أصبح مثل شرب الماء. المهم.. نسمع هذا الفيديو.. ونكمل.. عمرو أديب: يعنى انتو مع قطع يد السارق.. يعنى انتو لو.. عبد المنعم الشحات: بص حضرتك.. مفيش مسلم تنفع تسألوا السؤال دا ويجاوب غيرها. إسلام: هل شاهدتم الإجابة! هو لم يجب عمرو أديب على أنه مع قطع.. أم لا.. إنما قال له لا خلاف.. هو يجبرك.. هو ليس اختلاف.. لكن لما أقول بالنسبة للحدود.. إن المجتمع أصبح فيه شيء اسمه (عموم البلوى)، حتى فى الفقه القديم اسمه(عموم البلوى)، وإن المجتمع أصبح أكبر من أن تنضبط فيه فكرة أنه (جائع أو محتاج أو للتلذذ أو عايز يبقى ثرى).. بمعنى نحن غير قادرين على أن نضبط، نحن لن نشكل لجنة..لكل واحد يسرق فى هذه الملايين ونقول له لماذا سرقت؟!!!يوجد شىء اسمه عموم البلوى.. وهذا شىء فقهى عندهم.. يعنى نحن لم نخترعه، فنحن نستبدل عقوبة لا يمكن الرجوع عنها أو فيها، التى هى قطع اليد بالعقوبة التعزيرية.. لأنه لا بينة ولا إقرار.. وتوجد حاجة واحتياج وأمور كثيرة جدا من موضوع عام الرمادة.. فلو فكرنا بفكر عمر بن الخطاب لن يعاقب أحد، لكن فلنفترض أن الأغلبية محتاجون والباقى لا.. لهذا الالتباس.. نحن نقول بالاستبدال بالتعزير الذى هو عقوبة السجن.. أو الحبس. ثم إنه قد يستطيع العودة للمجتمع.. قد يستطيع التوبة.. قد يستطيع الاندماج مرة أخرى فى المجتمع. ما المشكلة.. ما الأزمة لمّا نطور فكرة (روح مقصد الشريعة)، مقصد النص أهم من لفظه، النص يريد عدالة فى المجتمع.. بعد تحقق العدالة.. كلمنى عن من سرق، إذن فلنحقق العدالة أولًا.. ولما لم نحققها.. فنحن نريد فقط من الذى سرق.. لكنهم يريدون إعمال العقوبات أولا قبل أن يحققوا أى شيء.. بمعنى.. أن تشرب مياه(المجارى) وأن تأكل... وكل الفروق التى فى المجتمع. فكل الثروات وكل شيء مقسم خطأ.. (بس الحدود تتعمل)، فهو نفسه ومزاجه هو عنده تشفى فى المجتمع. نسمع سؤالًا ثم نعود: • ما هو وصف نظام العقوبات الحالى فى الشريعة؟ طبعا كفر.. يعنى أنا نفسى فى بعض الحلقات التى شاهدها بعضكم، قيل هذا أمامى.. بمعنى أن العقوبات بنظامها الحالى الفرنسى -أو هم يسمونها الفرنسى- وعلى فكرة..ليست نظاما فرنسيا. لكن هم يقولون كفر، هكذا من دون نقاش، لأن هذا تطبيق غير شرع الله،ثم يتلون الآية الشهيرة «وَمَن لَّم ْيَحْكُم بِمَا أَنزَل َاللَّهُ...» المائدة آية 44. بالمناسبة..أريد أن أحكى لكم حكاية بسيطة.. هذه الآية لها سياق، بمعنى كل آية فى القرآن يوجد سياق قبلها، فلابد على الأقل بعضكم يقرأ ويطالع هذه الآية، هذه الآية لا علاقة لها بفكرة الحدود أو تطبيق الشريعة، هذه الآية يلوم فيها الله تعالى على الناس.. الذين لا يقبلون كل الأحكام التى فى كتابهم، «وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ...»، أنزله كله، وهذا كان واقعة شهيرة جدا، عندما احتكم اليهود للرسول فى شىء، يعنى شيء لا علاقة له بأننا بعد 1400 سنة وشيوع جريمة مثل السرقة وعدم إثباتها بشكل يقينى وعدم إثبات دوافعها بشكل يقينى، أننا نضع مكانها فقط حدًا تعزيريا، أن نحبس من سرق أو من سرقت فقط حتى يستطيع العودة للمجتمع. هل هذا فيه شىء يضر الإسلام، هل هذا جريمة.. لكن فى نظرهم.. التكفير أهم شيء. سنسمع واحدًا أيضا من التيار الإسلامى، وكان هذا فى حلقة شاركت فيها.. هو دكتور ناجح إبراهيم..اسمعوا ماذا يقول عن الحدود.. وعن فكرة طاقة المجتمع لتطبيقها الآن: دكتور ناجح إبراهيم: «النبى صلى الله عليه وسلم إصلاحه كان متوافقا مع سنن الله فى خلقه، بالنسبة للحدود.. وما إلى ذلك.. الحدود وكل أحكام الشريعة.. كل أحكام الشريعة.. كلها مرتبطة بالوِسْع المجتمعى الذى يُراد تطبيقه فيه.. يعنى كله مرتبط بالوِسْع المجتمعى، وكما أن لكل فرد وِسْعاً.. فلكل مجتمع وِسع.. قال الله سبحانه وتعالى (لايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسا ًإِلَّاوُسْعَهَا) كذلك يمكن أن نسير على نفس النسق ونقول لكل مجتمع وسع، لا يكلف الله مجتمعا إلا وسعه». إسلام: دكتور ناجح بكلام مكسو بالحرير.. هو لا يقول كلامًا واضحًا.. يقول إن المجتمع المصرى ليس فى وسعه التى أسميها طاقته.. والاثنان بمعنى واحد تطبيق الحدود الآن.. هذا حل عظيم.. حتى لو أنه حل مرحلى.. لكن لمّا نحقق عدالة فى المجتمع وتحدث تربية فى المجتمع.. وهذا يستغرق مئات السنين.. ثم نعود لتطبيق الحدود.. هذا ليس كرها فى الحدود.. هذا حفاظ على روح الدين العظيم، فالدين..حتى تظل روحه ومقصده بهذا الشكل..أصبح يجب ألا نتكلم أصلا عن فكرة العقوبات البدنية، لكن أن نشيع فكرة أن تطبيق الإسلام، مرتبط بتطبيق الحدود.. فهذا تطبيق للإسلام الخاص بالتيارات السلفية فقط، أما إسلام العقل والمنطق.. الإسلام الذى كان فيه على عبد الرازق ومصطفى عبدا الرازق والشيخ شلتوت وكل هؤلاء وصولا للدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر وشاهدوا كل هذه العصور، ويعرفون أن العقوبات (ما تسمى الحدود)، لا تطبق وتحل محلها عقوبات تعزيرية.. إذن هل كل هؤلاء كفار؟.. لأن عبدالمنعم الشحات قال (مفيش اتنين اختلفوا إن دا لازم يتطبق)، ويجب أن نقطع، يجب أن نجلد، يجب أن نعمل. معنى هذا أن هؤلاء أكيد لم يكونوا يعرفون الدين جيدًا.. فى نظر التيارات السلفية.. لا يوجد أحد يعرف الدين أصلا غيرهم. • فى نظر التيارات السلفية لا يوجد من يفهم فى الدين غيرهم نستكمل باب الحدود.. باب نظام العقوبات فى القانون المصرى الذى هو بالنسبة لهم.. بالنسبة للتيارات السلفية.. باب فيه كفر وطاغوت وشرك، لأن الحدود ليست مكتوبة فى هذا القانون.. وليست تطبق، وقلنا قبل ذلك وأنتم سمعتم أنه يوجد فى الفقه القديم شيء اسمه (التعزير). وهو إحلال العقوبة الوضعية محل العقوبة النصية لمجرد صعوبة إثبات البينة وصعوبة الإقرار.. يعنى توجد حلول لأن نتقدم ويبقى فيه نظام عقوبات. نسمع السؤال ونرجع لنكمل مناقشتنا. • هل من أحد سابقا أوقف العمل بالحدود لسبب ما؟ نفس الوضع.. كلمة (أوقف) هى الكلمة الصعبة دائما، كأن أحدًا عطل النص، فالتيارات السلفية عندهم شيء مهم جدا.. إذا طُبقت دولتهم الخيالية هذه، فعندهم شىء اسمه (سد الذرائع)، فماذا يريد؟ هو يريد أن يتدخل فى شئونك بطريقة فيها حسبة، بمعنى أنه وصيّ على المجتمع لدرجة أنه لن يوصلك إلى الدرجة التى يسد عنك بها الذريعة أو الوسيلة أو الطريقة التى تدفعك أصلا لارتكاب ذنب أو جريمة، هذا غير حقيقى. الحدود.. هى متعلقة فقط.. فقط بخروج الذنب للعلن.. وليس على الذنب نفسه. نسمع الفيديو.. ونرجع: • الشيخ أبو إسحاق: «لا يجوز لأحد قط وليس من صلاحية أى إنسان أن يعطل حدا من حدود الله أبدا.. ليس من صلاحية أحد أبدا.. إلا أن يكون هناك نص، ولا من صلاحية الرسول، عليه الصلاة والسلام، إلا أن يوحى إليه بكذا». • إسلام: نفس الوصف.. سمعتم الشيخ أبو إسحاق يقول يعطل حدًا.. فالوصف ماذا يعنى عند عموم الناس البسطاء، أن يبدو أن هذا الرجل ضد الشريعة وضد كل شىء «يقصد من يعطل الحد».. هذا غير صحيح.. الحدود لا تُعطل.. الحدود فقط لمجرد شيوع البلوى وشيوع الجريمة والعدد الكبير الذى أصبحت فيه المجتمعات الإسلامية..فقط أحيل النص إلى ما دونه من العقوبات التعزيرية.. العقوبات المبسطة. الفيديو القادم نشاهده لأنه سيبيّن بعدما نسمعه ونعلق عليه شيئًا مهمًا جدا فى العلاقة بين القانون وبين الحدود، حتى بشكلها النصى فى القرآن، نسمعه ونرجع: • صبحى صالح: (مثلا اللى هى القضية المثارة قضية الحدود بتاعة.. عندك الزنى.. القانون لا يعاقب على الزنى وبيعتبره حرية شخصية.. عندك خمس حالات المحاكم بتدى فيها براءة فى جريمة الزنى..). المذيع: حضرتك بس عارف إن إثبات جريمة الزنى هى مسألة تكاد تكون فى المستحيل والمرود والمكحلة ومثل هذه الأمور.. صبحى صالح: طيب ما كلامك حلو أهو.. ما هو دا اللى احنا بنقوله.. لكن.. لكن.. لكن هل الزنى جائز فى الشريعة الإسلامية؟! المذيع: ولا جائز فى القانون حتى.. بدليل أنه بيعاقب عليه صبحى صالح: جائز فى القانون جائز فى القانون.. القانون يتعامل مع الزنى باعتباره حرية شخصية.. وباعتبارها جزءاً من الحريات العامة.. اسمها الحرية الجنسية.. الحرية الجنسية فى الإسلام غير واردة.. أما الحرية الجنسية فى القانون الفرنسى اللى احنا واخدين عنه الأحكام اللى هو بيعتبر أن المواقعة فى الرضا لا تشكل جريمة.. والحالات الاخرى اللى أنا مش عايز أضيع وقت حضرتك فيها. إسلام: طبعا صبحى صالح.. فى الدين وفى القانون.. الحمد لله لم يقل فيهما شيئًا صحيحًا.. أول شيء ببساطة فى القانون لأنه أسهل.. قال إن فى القانون شيئًا اسمه الحرية الجنسية.. الحقيقة فى القانون المصرى لايوجد شيء اسمه (الحرية الجنسية) وهذا كلام خيالى.. وقال إن القانون لا يجرم عقوبة الزنى.. هذا كلام غير منطقى وغير موجود.. بل القانون المصرى يجرم عقوبة الزنى حتى وإن تمت بالتراضى، لكن توجد كلمة مهمة أغفلها صبحى صالح أو لا يعرفها.. أنه يقول إذا خرج للعلانية.. يعنى (عقوبة الزنى آه بالتراضى ما فيش زنى لأنه بالتراضى وما حدش عرف).. لكن إذا خرج للعلانية ففيه عقوبة.. مثله مثل ماذا وهذا ما نريد أن نوصله والذى غالبا لم يكن على صبحى صالح أن يتكلم فيه، وهو الجانب الدينى.. الشريعة تثبت الزنى وتعاقب على الزنى بالحد الشهير الذى هم أنفسهم يطبقونه إذا خرج للعلن... (يعنى إيه أربعة شافوه.. يعنى هو قاعد كدا مش همه حاجة.. أربعة.. يعنى لا قافل باب ولا قاعد بره.. مش عارفين يعنى.. أربعة وتلاتة لا.. الرابع يعنى لازم أربعة يجتمعوا وفى وقت واحد.. يعنى إنسان قرر أنه ينقل الفعل دا للعلن.. دا يوافق القانون.. لأنه قال إذا خرج للعلانية فيها عقوبة زنى).. نعود للنص.. الرجل (مرتكب جريمة الزنى) أغلق الباب عليه.. وهذا من أيام النبوة.. من أيام الرسول.. أغلق الباب عليه ولا أحد رآه.. هل توجد عقوبة فى المجتمع.. هل توجد عقوبة حتى فى الإسلام؟ لا.. لا توجد عقوبة فى الإسلام.. ليس معنى هذا إقرار الذنب.. لا.. هذا بينه وبين ربه.. يغفرله أو لا يغفر له هذا شيء يعود إلى الله تعالى.. إنما ليست هناك عقوبة فى المجتمع إذا لم يخرج الفعل للعلن حتى فى الإسلام.. يعنى القانون موافق تماما للشريعة. فى النهاية.. نحن نواجه تيارات لا تفهم الكتب ولا هى مطلعة بشكل عميق حتى على الدين الذى هم يدافعون عنه.. ولاحتى تقبل النقاش فى أمور أخرى مع تيارات أخرى مع أناس تفكر.. حتى الأزهر لا يعتبرون له وزنا.. ويريدون ترك هذا كله وتطبيق فكرتهم هم فقط. •