من الحلقة الأولى أثار مسلسل «هى ودافنشى» حالة من الجدل حول ماهية دافنشى وعلاقته بكرمة، هل هو إنسان أم شبح، وكيف هى هذه العلاقة بينهما والتوارد، حالة من الفضول والحيرة انتابت المتفرج وانتابت ليلى علوى نفسها حسب اعترافها أثناء قراءتها الحلقات الأولى من العمل، فكرة انتقدها البعض لأول وهلة ولكن جرأة صناعها جعلتهم ينطلقون إلى غير المألوف والبعد عن التابوهات العادية. الفنانة ليلى علوى التى جاء الدور مختلفاً بالنسبة لها على أكثر من جانب فيما يخص الشخصية، المحامية التى كانت تعانى من الهوس الاكتئابى وتعود لاستكمال حياتها ليطاردها شبح دافنشى فتظل فى صراع بين نفسها وبين مبادئها وبين وحوش الفساد والبيزنس الكامنين فى مفاصل الدولة فتضعف أحيانا وتقاوم أحيانا أخرى. جسدت لنا ليلى علوى تلك الصراعات النفسية على الشاشة بشكل سلس بعيدا عن التكلف.. عن كرمة ودافنشى وليلى علوى وأحلامها، وعن عودتها للسينما بالخضرة والماء والوجه الحسن حاورت صباح الخير صاحبة الوجه الحسن والطاقة الإيجابية دائما «ليلى علوى». • فى البداية كلمينا عن سر غياب ليلى علوى عن الشاشة العام الماضى وهذا لم يحدث منذ سنوات، هل هى استراحة محارب أم بالفعل لم تجدى الورق الذى يستحق؟ - بالفعل هى استراحة محارب أنا كنت محتاجة إليها فعلا بعد عمل مستمر من موسم رمضانى إلى الآخر واختيار العمل الملائم والخوض فى تفاصيله وإرهاق العمل، فبالتالى كنت فى حاجة إلى فاصل واستراحة وأضيف إلى ذلك أنه لم يكن هناك عمل جيد يستحوذنى فى هذه الفترة. • ماذا عن «كرمة»، ولماذا هى تحديدا دون غيرها؟ - عُرض علىَّ هذا العام أكثر من عمل وقرأت العديد من الأعمال ولكن شعرت بشىء مختلف تجاه كرمة وهى المناسبة لى وملائمة للظهور من خلالها هذا العام، فالكاتب محمد الحناوى قدم حالة مختلفة ظهرت فى فكرة العمل بشكل عام وفى الجمل الحوارية سواء بين كرمة ودافنشى أو بين كرمة ونفسها فى بعض المشاهد وهذا شعرت به من القراءة حتى الحلقة الخامسة، وبالتالى قررت أن يكون هذا هو العمل الذى سأقدمه هذا العام، منذ الحلقة الخامسة جذبتنى الحالة وانتابنى الفضول لمعرفة ماهية دافنشى وما هو السر وراءه، فالحالة التى أصابت المتفرجين من الدهشة والفضول فى بداية عرض المسلسل هى نفس الحالة التى انتابتنى أثناء القراءة، أنا كنت أقرأ بعين المشاهد وأحاول أن أضع نفسى مكانه وأستنتج ما الذى سيجذبه والتحولات فى الشخصيات التى كانت ثرية جدا. • منذ علمت بمشاركتك فى هى ودافنشى علمت بدون أدنى شك أن شخصية كرمة بها أبعاد مختلفة وتطورات جذبت ليلى علوى، كلمينى عنها؟ - مختلفة تماما ولم أقدمها من قبل على كل المستويات، فإذا تكلمنا عن وظيفة كرمة فأنا لم أقدم شخصية المحامية من قبل، وعلى مستوى آخر فهناك تحولات كثيرة فى الشخصية وتواجه صراعات كثيرة فهى فى صراع مع ضميرها طوال الوقت ومع مبادئها ومع تعليمها، فننتقل مع الشخصية من منطقة لأخرى ومن قضية لأخرى، فهناك قضايا تكسبها بشرف وأخرى لا وتلجأ فيها لطرق ملتوية، وبالتالى كل هذه كانت عناصر إغراء وجذب بالنسبة لى تجاه كرمة وحققت لى نوعاً من أنواع التحدى الذى أعطانى مساحة كبيرة للتلون والأداء. • هى أول مرة بالفعل تقدمين فيها شخصية محامية هل كانت لها تجهيزات معينة؟ - شاهدت العديد من الأفلام القديمة التى ظهرت فيها شخصية المحامية، وتحدثت مع كثير من الأصدقاء فى هذا المجال ومستشارين لتوضيح بعض النقاط القانونية لضرورة التعمق فيها للمصداقية خاصة فى مشاهد المرافعات وشاهدت مقاطع لمحاكمات حقيقية ومرافعات واقعية. • هل كنت متسقة مع فكرة البطولة المشتركة، خاصة أننا اعتدنا لسنوات أن تكون ليلى علوى هى بطلة العمل؟ - هذا هو الطبيعى لأن الورق الذى قرأته وأعجبت به بشكل كبير كان الموضوع فيه يتحتم وجود بطل آخر، إذاً نحن هنا نتحدث عن موضوع مكتمل العناصر عُرض علىّّ وأعجبنى، فبالتأكيد سأقدمه دون الوقوف على شىء آخر ودون التفكير حتى لو ليست بطلا واحدا أو مجموعة من الأبطال فليس هناك مشكلة، ومادام الورق أعجبنى إذاً ما المانع؟ وإذا نظرت إلى أعمالى السابقة كلها ستجدين أن أغلبيتها يعتمد على البطولة المشتركة، وتاريخى يقوم على هذا الأساس من المشاركة سواء باكتشاف وجوه جديدة أو التعاون مع مخرجين شباب، مثل مسلسل حكايات وبنعيشها، الشوارع الخلفية، نابليون والمحروسة وحديث الصباح والمساء. • خلال الأحداث ستصطدم كرمة بأجهزة الدولة - الداخلية - ألم تقلقى من أى هجوم محتمل لأى انتقاد لأجهزة الدولة فى العمل؟ - المسلسل عرض قضايا شديدة الواقعية فى المجتمع بأكمله ولم نتناول مشاكل خاصة بالداخلية فقط بل بأكثر من قطاع أو مؤسسة من مؤسسات الدولة كالفساد فى المؤسسات الطبية وفئات من رجال الأعمال وهذا بالفعل موجود فى الواقع وفى مجتمعنا، وأيضا لم نعرض نماذج سلبية فقط من جهاز الداخلية فكان هناك فى المقابل نموذج مثل صفوت عامر ويوسف الراوى، لم يركز العمل على سلبيات فقط أو على إيجابيات فقط، بل قدمنا ما هو واقعى، حتى كرمة نفسها بداخلها صراع بين ما هو سلبى وما هو إيجابى وترضخ أحيانا لهذا وأحيانا أخرى لهذا وهذه هى الفطرة وطبيعة أى إنسان. • الهوس الاكتئابى والوسواس القهرى من قبل، لماذا تستهويك الأعمال ذات البعد النفسى؟ - أى شخصية فى الحياة تمر بمراحل مختلفة ولها تاريخ ما تتأثر به وتتشكل من خلاله وكذلك الشخصيات فى أى عمل درامى، وأنا دائما أحب أن أبحث فى تاريخ أى شخصية أقدمها لكى أستحضرها أمامى وأتواصل معها وأشعر بقرب أكثر بينى وبينها، وفى مسلسل شمس عندما تناولنا شخصية تتعافى من الوسواس القهرى كنا نناقشه كقضية فى حد ذاتها وكان اهتمامنا منصبا حول توعية الناس به وما أعراض الإصابة به ومعلومات عن التعافى منه والتأقلم والتعامل بشكل طبيعى وكذلك مسلسل فرح ليلى الذى ناقش قضايا متعلقة بمرض سرطان الثدى والمصابات به وكيف يؤثر المرض على تعاطيهن مع الحياة واتخاذ القرارات وتعاملهن مع من حولهن. أما فى هى ودافنشى فنناقش الهوس بشكل مباشر ولكن من خلال تاريخها ومن خلال ردود فعلها أثناء أزمتها وكيف تتعاطى معها وتستفيد من أزمتها السابقة للمرور من أزمتها الحالية وما تتعرض له من ضغوط. • وكيف تعدين لمثل هذه الشخصيات؟ - غالبا ما أستعين بقراءة العديد من المراجع خاصة فيما يتعلق بشخصيات مثل «شمس» ومرض الهوس الاكتئابى، استشرت المختصين وقرأت العديد من المراجع وبحثت على الإنترنت عن أى أعراض مرضية تخص الشخصية. • مشروع نوافذ فى دورته الثانية، ما الذى يمثله بالنسبة لك وما تقييمك للتجربة؟ - مشروع نوافذ هو عمل حقيقى ومن القلب نتيجته ملموسة فى وقتها وبشكل سريع وعلى أرض الواقع وتلمسى الحماس والشغف الذى يعمل به الجميع وهذا هو ما جعله الأقرب لقلبى فهو مشروع حقيقى ونتائجه حقيقية ويحقق نفع لفئات كثيرة. • لماذا «الخضرة والماء والوجه الحسن» تحديدا بعد غياب عن السينما، وما الذى جذبك للعمل؟ - هذا الفيلم حالة جميلة جدا ومختلفة وعلى الرغم من أنه حالة مميزة فإنه بسيط جدا وبعيد عن التنظير أو التقعير، بل إنه رغم بساطته عميق وواقعى جدا، كل هذا شجعنى جدا للعودة للسينما بالإضافة إلى اسم مخرج العمل الأستاذ يسرى نصر الله، فهو من أهم المخرجين على الساحة وواحد من المخرجين الذين كنت أنتظر العمل معهم، ولنضيف إلى هذه الأسباب أيضا فريق العمل ومجموعة الأبطال، منة شلبى وصابرين وباسم سمرة، كل عناصر العمل أحببتها وقريبة إلى قلبى فأنا كنت أذهب إلى اللوكيشن أيام التصوير وأنا سعيدة ومتحمسة واعتقدت أن هذه الطاقة الإيجابية كانت منعكسة على أجواء العمل كله. • هل اهتممت بمتابعة الأعمال الأخرى المعروضة فى شهر رمضان؟ - بالتأكيد، تابعت أفراح القبة، وونوس وجراند أوتيل وفوق مستوى الشبهات والميزان، ولفت انتباهى أن هذا العام غنى جدا فيما يتعلق بجودة الأعمال المقدمة، كانت مشرفة جدا وواجهة عظيمة للصناعة من أول الإخراج، للديكور إلى مدير التصوير والمؤلفين، فعلا تحية منى لهم فهم قدموا أعمالا بالغة التميز وكل هذا فى صالحنا كصناع وفى صالح المشاهد والمتلقى. • على الصعيد المهنى.. هل هناك أحلام لليلى علوى لم تتحقق بعد؟ - حلمى الذى لم يتحقق بعد هو ليس شخصيا بقدر ما هو للفن بشكل عام.. فأنا أحلم بمسرح عظيم واستوديوهات على أعلى مستوى فى مصر وأماكن تصوير مميزة ومبهرة.. فكل هذا سيأخذ الصناعة إلى منطقة مختلفة وهذا هو حلمى الحقيقى.•