فى يوم من أيام الإنجازات يفتتح الرئيس مجموعة من المشروعات التنموية فى الإسكان والنقل والطرق والمرافق.. لكن كانت هناك صورة أغضبت الرئيس السيسى ووصف عرض الفضائيات لها بأنها دعاوى تشويه لمصر وإظهارنا على أننا فقراء.. والحقيقة أنها الواقع المر وليست دعاوى تشويه.. فالعشوائيات هى الكارثة التى يندى لها كل جبين. فيها بشر يعيشون فى دائرة النسيان وعلى الهامش منذ عقود وسنوات طويلة وكل ما يربطهم بالحياة هى وعود من أنظمة سابقة بالخروج على وش الدنيا وتمضى الأنظمة ويبقى الحال على ما هو عليه. لكن يبدو أنه آن الأوان لكى نرى تتر النهاية لهذه العشوائيات ليطفو ساكنوها على سطح الحياة الاجتماعية الآدمية وسط الركام وروائح الدخان المنبعثة هنا وهناك من حرائق تهدم وتخرب بيوت وأرزاق الغلابة ولا نعرف إن كانت بفعل فاعل أم صدفة .. كان هناك فاعل آخر يبنى بيوتًا ويمهد طرقًا ويمد مرافق ليصنع حياة جديدة لائقة للمصريين. فقد قالها الرئيس «هذه الحياة غير لائقة بمصر ولا المصريين».. فقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن الدولة لن تترك المواطنين فى العشوائيات الخطرة. وذلك خلال افتتاحه ل32 مشروعا تنمويا فى 19 محافظة، شملت وحدات الإسكان الاجتماعى بمدينة بدر التى تضم 8688 وحدة سكنية بتكلفة 1.1 مليار جنيه، بالإضافة إلى مشروعات الإسكان الاجتماعى فى العديد من المحافظات، إلى جانب مشروعات معالجة المياه، والصرف الصحى، ومشروعات فى قطاع النقل وإنشاء الطرق والكبارى وتطوير السكك الحديدية. وقال الرئيس السيسى «إن بعض القنوات تصور هذه العشوائيات وتقدمنا على أننا فقراء، ولن يحدث ذلك مرة ثانية، موضحا أن هذه المناطق يقدر عدد سكانها بحوالى 850 ألف مواطن وتحتاج إلى 14 مليار جنيه لتطويرها». وأضاف أن تطوير هذه المناطق يتطلب وقتا، ويقوم على فكرة إخلاء المنطقة من السكان الذين يعيشون فيها ثم إعادة بنائها من جديد، لافتا إلى أنه فى حالة إخلاء هذه المناطق سيتم تطويرها خلال سنتين وليس 3 سنوات، وذلك مثل منطقة الدويقة، مشيرا إلى أن هؤلاء المواطنين يحتاجون إلى مناطق قريبة من التى كانوا يقطنونها». وشدد الرئيس السيسى على أن الدولة فى حالة توافر الفرصة ستقوم بإنهاء تطوير المناطق العشوائية فى أسرع وقت ممكن، لأن هذا الشكل غير لائق بمصر ولا بأهل مصر، منوها بأنه سيتم توفير ال14 مليار جنيه التمويل اللازم لهذه المشروعات من خلال جزء كبير تتحمله الدولة والباقى من الموارد الأخرى. وأنه يتعين زيادة المشاركة المجتمعية للمساهمة فى ذلك من خلال تخصيص قيمة رمزية من ثمن قِطع الأراضى المخصصة لمشروعات الإسكان، أو من خلال استحداث طابع للتكافل يُخَصص عائدُه لصالح تطوير العشوائيات. وفى مجال تطوير العشوائيات، أوضح وزير الاسكان المهندس مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، أنّ استراتيجية تطوير المناطق العشوائية تشمل خطة قصيرة المدى خلال الفترة من 2016-2019 وخطة متوسطة المدى خلال الفترة من 2016-2021 وخطة طويلة المدى خلال الفترة من 2016-2026 كما سيتم الانتهاء من إزالة غالبية المناطق المهددة للحياة وتطوير العشوائيات المقامة على أملاك الدولة وبعض الأملاك الخاصة بنهاية العام المالى 2015/ 2016، موضحًا أنّه تمَّ الانتهاء من إزالة 25 منطقة ب6 محافظات بإجمالى 22606 وحدات، كما يجرى العمل ب36 مشروعًا لتطوير العشش بإجمالى 15894 وحدة، مضيفًا أنّ حوالى 850 ألف نسمة يعيشون فى المناطق غير الآمنة فى الجمهورية يفتقرون للمساكن الآمنة أو الملائمة ويفتقرون لضمان الحيازة. ولفت إلى أنّ تكلفة مشروعات وزارة الإسكان التى تنتهى 30 يونيو 2016 تصل حوالى 34.8 مليار جنيه بواقع مشروعات إسكان بقيمة 19 مليار جنيه ومشروعات مياه وصرف صحى بقيمة 13 مليار جنيه وخطة للطرق والتنمية المتكاملة بقيمة 1.5 مليار جنيه وتطوير عشوائيات بقيمة 1.3 مليار جنيه بخلاف مشروعات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة. سيدى الرئيس لم يكن عرض صورة العشوائيات غرضه التشويه وإنما بغرض التنبيه ودق ناقوس الإنذار للمسئولين وهو ما أوصلنا لهذه النتيجة. •