شاهدته من بعيد وهو يبدو كأنه انفصل عن عالمنا، يعزف مقطوعاته فى عالم آخر اختاره هو واختار شروطه وفرض ذوقه عليه، يصطحبنا معه لمدة ساعتين مدة الحفلة لنستمتع معه فى رحاب هذا العالم، نظرت إلى يحيى خليل وهو يعزف فى آخر حفلة حضرتها له وكنت أتابعه وأتابع ردود فعل جمهور الحفل وقلت لنفسى هذا الرجل أسطورة لن تتكرر. فى حضرة موسيقاه لا مكان لأى شىء سوى للجمال والحب والرُقى.. انسَ العالم الخارجى بقُبحه ومشاكله، اترك الجمال والألفة النابعة من موسيقاه تدخل لقلبك. حُب الحياة وتذوقها، وترسيخ ثقافة الجمال ونشرها فى المجتمع هو حلم يحيى خليل ودافعه للاستمرار فى تقديم فنه وما جعل منه أيقونة مصرية قدمت الجديد والمُختلف وصاحب مدرسة ومنهج خاص به، كل هذا جعل من يحيى خليل كنزًا نمتلكه ويجب أن نفخر بمصرية هذا الرجل وانتمائه لنا، هذا الفنان الذى يهز اسمه أرجاء أى حفل عالمى أو مهرجان يشارك فيه بموسيقاه. جلست مع يحيى خليل واسترجعت معه أعوام البداية والحلم، وخطوات تحقيقه حتى وصل إلى مكانه الآن وأسّس ورسّخ لمنهجه الذى لا يشبهه فيه أحد، ولمدرسة خاصة به لم ولن تتكرر مرة أخرى. • كلمنى عن بداية الحلم وموسيقى الجاز التى تعلقت بها روح يحيى خليل. - أنا من صغرى منجذب للموسيقى بشكل غير طبيعى، وبطبيعة العصر لم يكن لدينا فرصة للاستماع للموسيقى سوى عن طريق الراديو، وكنت أستمع إلى الموسيقى فى الراديو منذ سن مبكرة، وكان ذلك من خلال البرنامج الأوروبى الذى عرض فقط موسيقى كلاسيك أو بوب، ولم تكن الخيارات متعددة، ولم يكن هناك جاز، وفى مرة من المرات بالصدفة سمعت مزيكا شدتنى جدا فاهتممت بهذه المحطة وجذبتنى جدا واكتشفت أن هذا برنامج اسمه ساعة مع الجاز jazz hour يقدمه willis conover من واشنطن، سمعت موسيقى ساحرة جذبتنى لدرجة الجنون وأصبحت أتابع هذا البرنامج وكان لدينا ريكوردر قديم بدأت أتعلم كيف أسجل البرنامج على هذا الريكوردر لأتمكن من سماع الموسيقى مرة واثنتين وثلاثاً وقتما أريد، وابتدأ الارتباط يزيد يوما بعد آخر وعشقت هذه الموسيقى وآلاتها المختلفة، إلى أن شاهدت فيلمًا عن حياة شخص اسمه gene krupa وهو لاعب درامز، وكان أول نجم فى عالم الجاز، وكانت قصة حياته غير عادية وتسمح لأن تتحول لفيلم سينمائى خاصة لما حققه من نجاح كبير وكان أحد نجوم عالم الجاز وقتها، وفى الحال عشقت هذا الشخص وأسلوبه، وهذا ما جعلنى أبدأ أفكر أن أدخل إلى عالم الجاز وأكتشفه. فى أسرتى لم يكن هناك أحد يستهويه الفن، وهذا الجانب الذى أسرنى ولم أجد تشجيعًا لما أنا مقبل عليه، وهذا فى المجتمع بأكمله وقتها فالموسيقى لم تكن تلقى تشجيعا كوظيفة وكان العمل فيها فى الغالبية مقتصرًا على الأجانب الذين يعيشون فى مصر إلا قلة قليلة من المصريين الذين آمنوا بموهبتهم وعملوا على تنميتها خاصة الجاز والموسيقى الأوروبية أكملت دراستى إلى جانب شغفى فى الموسيقى. وقررت فى مرحلة ما أننى يجب أن أسافر إلى أمريكا وأتعلم من عظماء فن الجاز هناك وأن أقترب منهم لانبهارى الشديد بهم، وكنت أشعر ببعد المسافة بينى وبينهم وأننى يجب أن أتواجد فى المكان المناسب لتحقيق أقصى استفادة من خبراتهم خاصة أننى شعُرت أننى قمت بأقصى ما يمكن إنجازه فى مصر وقتها بعد تكوينى أول فرقة جاز مصرية، فحتى منتصف الستينيات تقريبا كان كل من يلعب موسيقى غربية أجانب كما أخبرتك ولم يكن هناك مصريون. هناك أشخاص كان لهم الفضل فى تشكل معرفتى فى هذا المجال، أولهم كان لبيب حنين وهو واحد من الموهوبين وكان عازفًا مبهر ًا، والثانى هو جيوفانى المانزا وهو رجل إيطالى كنت أسافر إلى الإسكندرية خصيصا أسبوعيا لأتعلم منه. • الرحلة إلى أمريكا وبداية الحلم.. بدأت أفكر جديا فى السفر لأمريكا رغم صعوبة الإجراءات وقتها، وسافرت من مصر إلى لبنان بخمسة جنيهات وفيزا مدتها شهران، وقضيت سنة فى بيروت ومنها إلى نيويورك، ومن نيويورك أخبرنى صديق أن gene krupa وهو النموذج بالنسبة لى، سيقوم بتقديم حفلة فى شيكاغو، والمفاجأة الكبرى أثناء تواجدى هناك علمت أن الشخص الذى قام بتعليم جين مازال على قيد الحياة ويمتلك واحدة من أشهر وأكبر مدارس الجاز هناك، ومازال يُدرس.. فذهبت إليه لأتعلم على يده فأخبرنى أنه لم يعد يُعلم إلا تلميذا أو اثنين فقط خلال العام بأكمله فطلبت منه أن أكون واحدًا من هذين الطالبين، وحاولت أن أقنعه لفترة طويلة وتحدثنا طويلا عن مصر والمصريين ومفارقات خفيفة الظل إلى أن وافق مع الوقت فبدأت رحلتى فى مدرسته وكانت هى النقلة الكبيرة بالنسبة لى وكنت محظوظًا فى هذه المرحلة أننى التقيت بشخصيات ناجحة فى عالم الموسيقى مما فتح لى طريقًا للمشاركة مع الفرق الكبيرة فى عالم الموسيقى وفرق الروك فى عز مجدها وفرق بلوز وكنترى، وسجلت ألبوما مع فرق كبيرة، لففنا فى أكثر من ولاية بحفلاتنا وشاركتنا فرق كبيرة فى تلك الحفلات التى كان يحضرها آلاف المتفرجين. بعد هذه الجولات عدت وقررت إنشاء فرقة خاصة بى وأسست فرقتى الخاصة وقتها، ومع الوقت بدأت تراودنى الأفكار فيما يخص الموسيقى المصرية ودمجها بالجاز. فإذا عدنا لتاريخ موسيقى الجاز نجد أن تاريخها يعود إلى القرن الماضى وبعد السبعينيات بدأنا نشاهد الدمج بين موسيقى الجاز وموسيقات أخرى فظهر الكلاسيكال جاز وكذلك المزج بين الموسيقى الجنوبية وبين الجاز فظهر ما يسمى بال latin jazz أو الجاز اللاتينى، وأخذت أيضا فرق أفريقية الموسيقى الأفريقية الفلكلورية ومزجتها بالجاز الحديث وأرست موسيقى الأفريكان جاز، فبدأت أنا فى التفكير بوضع بصمة مصرية على هذه الموسيقى العالمية وتكوين الاتجاه الخاص بى بعد كل الخبرات التى اكتسبتها فى تلك السنوات من مشاركتى لهذه الفرق العالمية والحياة التى تعلمتها والفلسفة التى اكتسبتها من الوعى والرؤية المختلفة، فالموهبة يجب تنميتها وثقلها بثقافة الجمال وحب الحياة، وهذا ما اجتهدت للعمل عليه. قررت العودة لمصر مرة أخرى بكل ما اكتسبته وتعلمته رغم شعورى أننى لم أنه مشوارى بعد، ولكن كانت هناك ظروف عائلية توجبت عودتى إلى مصر ، ومن هنا بدأ تفكيرى بجدية لتحقيق حلمى فى تطوير شكل موسيقى خاص بى بعيدا عن الموسيقى التقليدية التى مل الناس منها، وكان هذا فى أواخر السبعينيات، ثم بدأت مشوارى مع عدد كبير من المطربين الذين صنعت نجاحاتهم موسيقى يحيى خليل، وهذا ما سيشهد عليه التاريخ. • فى حوار لك فى «صباح الخير» عام 1982 أجرته معك الكاتبة منى سراج وكان العنوان «حوار مع شاب حالم بموسيقى مختلفة»، هل تشعر الآن أنك حققت هذا الحلم بعد مرور هذه السنوات؟ - بالتأكيد، فخلال مشوارى استمررت فى مشروعى وقدمت حفلاتى فى الأوبرا وقدمت أكثر من مشروع مع عدد من المطربين، ومن ثم برنامجى عالم الجاز استطعت نشر هذا النوع من الفن الراقى فى هذا المجتمع، واعتقد أن هذا ساهم بشكل كبير فى تعريف الناس بهذا النوع من الموسيقى فى المجتمع المصرى وتذوقه عدد كبير من المصريين باختلاف أرضياتهم الثقافية وطبقاتهم الاجتماعية، فالفن الجيد يتفق عليه الجميع دون النظر إلى المستوى الاجتماعى، وحاولت تعريف الناس بتاريخ الجاز وأنواعه المختلفة وتجارب وأمثال حية من هذه المقطوعات، واعتقد أننى نجحت فى مشروعى هذا بالنظر إلى ما حققته فى تاريخى والسنوات الماضية. الجاز موسيقى تنادى بالحرية وهذا ما حلمت بنشره فى مجتمعنا. موسيقى الجاز استطاعت أن تحقق لنفسها فى خمسين عاما ما لم تحققه أى موسيقى فلكلورية أخرى، أنا تعمدت الوصول إلى قلوب الناس، وهذا لم يحدث إلا بالصدق فقط لأنى حاولت طوال السنوات الماضية تقديم ما أحبه فقط وأتمنى من قلبى أن يحب الجمهور ما أحبه ويشعر بما أشعر به، وهذا هو سر معادلة النجاح والاستمرارية، فمن يحضر حفلاتى يجد من الحضور مختلف الأعمار والخلفيات الثقافية الذين جمعهم فقط حب الموسيقى وتذوق الجمال وحب الحياة. • بالتأكيد مررت بصعوبات فى تلك الرحلة، هل شاركتنا بعضها؟ - فى لحظة ما كنت أريد تأسيس مركز لموسيقى الجاز داخل الأوبرا وتقدمت بالمشروع منذ أن كان فاروق حسنى وزيرا للثقافة ومصطفى ناجى رئيسا للأوبرا وتمت الموافقة على المشروع وحصلت على المكتبة الموسيقية كمقر للمركز، وكان بدروم المكتبة يعانى من بعض المشاكل ولكنى تغاضيت عنها وبدأت تجهيز المكان، وكنت على اتصال بمجموعة معاهد فى أمريكا أبدوا ترحيبا فى مشاركتنا فى التدريس والتعليم وتقديم ورش عمل، بعدها جاء سمير فرج رئيسا للأوبرا وأخذ منى المكان وعندما سألته قال لى: آسف يا أستاذ يحيى ولكنك لست تابعا للقوى العاملة.. أصابتنى الجملة كالصاعقة، فكيف يكون ردى، هذا واحد من المواقف المحبطة القاتلة لحلم وفكرة مشروع. أحلم بتقديم حفلاتى وألف المحافظات المصرية وتقديم هذا الفن للجمهور المصرى والشباب المحرومين منهم لأنهم يعيشون فى محافظات مصر ولا يستطيعون القدوم إلى القاهرة لحضورها، ولكن تمنعنى البيروقراطية فأنا كل شغلى ونجاحاتى اجتهاد شخصى منى، وهذا الحلم تحقيقه يتطلب تعاونًا من المسئولين وأنا طوال عمرى أطلب هذا الطلب من أى مسئول يتقلد منصبه ويكون الرد بكلام جميل مُشجع، ولكن لم يحدث فعلياً على أرض الواقع، فكل مسئول يكلف آخر بدعم المشروع، ولكن لا شىء يتم تنفيذه، أين قصور الثقافة التى تتحمل إقامة حفل مثل هذا فى المحافظات أو مسارح تابعة للدولة فى تلك المحافظات للبدء فى هذه الجولات، وبسهولة ستجد الدولة رعاة لهذا المشروع لأن هذه الحفلات ستكون ناجحة ولكنى أحتاج إلى دعم الدولة ووزارة الثقافة فى هذا المشروع. كذلك توقف برنامجى «عالم الجاز» بعد أن كنت أقوم بإعداد وتقديم مادة ثرية لتعريف الناس بهذا الفن الراقى، وبدأت مواعيد عرض البرنامج تتغير دون خطة منظمة ما جعلنى أتوقف عن تقديمه. تعلمت كيف أتعامل مع الحياة ومع المواقف السلبية وأتمسك بتحقيق حلمى ومشروعى، كل ما قدمته حتى الآن بمجهودى ولكن لا أحد يستطيع أن يعيش بدون أمل وأنا عايش بالأمل ومستمتع بالمشوار وما حققته ومازال لديّ أحلام أريد تحقيقها فى بلدى، فأنا فى نهاية المطاف أنادى بالحب وأنادى بالسلام والأمل. • على أى أساس يختار يحيى خليل الأغنيات التى سيقدمها فى كل حفلة، هل أعتبر أن الحالة الراهنة والمناخ السياسى فى توقيت الحفلة يكون عنصرا فارقا فى اختيار تلك الأغنيات؟ - لا أضع فى اعتبارى برنامجًا محددًا للمقطوعات التى أقدمها فى الحفلات، وأحيانا حتى آخر لحظة أكون لم أقرر بعد ما الذى سأقدمه وأترك المسألة للحالة ومزاجى الشخصى ومزاج الجمهور وما الذى يريد أن يسمعه ويتفاعل معه وهذا أستشعره فى وقت الحفل نفسه فأنا أعتبر الحفل فرصة لأستمتع أنا وأمتع الجمهور، لذلك فالترتيب قد يُفسد هذه المتعة. • وهل هذا يعود أيضا على حفلاتك خارج مصر؟ - أحيانا فى الحفلات العالمية أركز على أن تكون المقطوعات التى أقدمها ذات طابع شرقى أكثر لأن هذا هو نهم المستمع الغربى والمختلف بالنسبة له وما يميز ما أقدمه فقمة العالمية هى الإغراق فى المحلية وبصمتى التى أتركها فى كل بلد أزوره تلك النكهة الشرقية على موسيقى الجاز. •عادت الروح مرة أخرى لأغانى سيد درويش والشيخ إمام خاصة بعد ثورة يناير رغم مرور سنوات، لماذا الأغانى الموجودة على الساحة الآن ذاكرتها قصيرة وبعيدة عن صفة الاستمرارية؟ - السبب الحقيقى هو أن الجانب المادى أصبح هو الغالب على صناعة الموسيقى بعيدا عن الpassion أو الشغف المتعلق بحب الفن وخلق أغنية تحقق حالة ما أو شعورًا ما، هذا هو سر خلود الأغانى القديمة وبقائها فى ذاكرتنا وهو نفس سبب ضياع ما يتم إنتاجه الآن من الذاكرة ونسيانه، فالأغانى القديمة والأوبريتات تم تقديمها بحب وعشق للفن وليس مجرد «سبوبة» بين مطربين وملحنين ينتهى بهم الأمر فى النهاية بالخلاف وإلقاء الشتائم على بعضهم على شاشات القنوات الفضائية، وفى النهاية نجد منتجًا قميئًا لا عمر له، نحتاج إلى مناخ مظبوط ولدينا مواهب جيدة لكنها لم تأخذ فرصها. • هل للفنان فعلا دور فعال فى ظل ظروف سياسية متوترة كالتى نعيشها؟ - كل فنان إذا كان لديه من الوعى والثقافة والقدرة على التمسك بحلمه وقدرته على التغيير مهما كانت المعوقات سيصل لأى مكان وسيصل إلى قلوب الناس ويستطيع تطويعهم وتغيير ذوقهم للأفضل، فالناس دائما يتقبلون الجيد ويستطيعون الفرز جيدا بين ما هو قيّم وما هو دون ذلك ويستطيع التفرقة بين الموهوب والأكذوبة. • «أسطورة الجاز»، «صانع النجوم» وغيرهما من ألقاب أطلقت على يحيى خليل، هل تعترف بذلك أم يمنعك تواضعك من الاعتراف أنك أرسيت قواعد مدرسة مصرية ستعيش للأبد؟ - أنا تركيبتى الإنسانية أننى شخص بسيط، وأتعامل مع كل شىء ببساطة حتى الإنجاز أو النجاح الذى أحققه وأحب ألا أتكلم عن شىء قدمته، بل أترك الناس هى التى تقرر وتتحدث، وأنا سعيد جدا بإنجازاتى وأشعر أننى قدمت شيئا ما حلمت طوال عمرى بتقديمه وهو أننى نجحت فى نشر هذا الفن الراقى بين الناس بعد أن كان همى فقط تعريف الناس بال jazz فالفن هو حالة من الحب والحب هو إضاءة روح بروح أخرى وتواصل واعتقد أننى نجحت فى تحقيق هذا التواصل مع الناس، وهذا ما قرب الناس ليحيى خليل بشكل خاص ومن ثم لما يقدمه من فن مختلف ومميز. • قلت فى أحد التقارير التليفزيونية إنك قادم فى مهمة إصلاح للمجتمع، هل مازال هناك مكان ما فى نفوسنا قابل للإصلاح من خلال الفن والموسيقى بعد ما أفسدته السياسة والمجتمع؟ - بالفعل أنا أشعر أننى فى مهمة طوال الوقت، وهذا دورى بسبب إيمانى الشديد بأن الموسيقى لها دور كبير ومهم فى المجتمع وتستطيع بالفعل أن ترتقى بأخلاق الناس وذوقهم، وهناك دائما أمل فنحن لا نستطيع أن نعيش بدون أمل والأشخاص الإيجابيون موجودون حولنا بكثرة والمصريون الأصليون موجودون، لذلك يجب أن ننشر الفن الراقى المغذى للروح والفن صاحب التأثير الإيجابى، وهذا هو الصراع الذى يجب أن نربحه والحال مهما كان سيئًا لا يستمر كما هو والأحوال تتغير طوال الوقت.•