فى البيت المبنى بحجر الجير والصبر وعرق الطين ومسقوف بخوص الناس وجريد النخل وورق الموز عيل عنده اتناشر حول وشهور وأيام متكفيش لزرعة قيدى تطيب وعاوز يكبر: يا أمه أنا عاوز جنيه ونص هشترى بيهم منجل من دكانة النص وهعدى من الفجرية الغرب مع ود النادى وعيلة كتيرة من الدرب شغلانة بسيطة.. هنحصد قمح هنخوض م العزابيل فى الضلمة ونشق بخطاوينا كرم النخل نرمى ورانا أرض أبو ديل وأرض الشيخ وف وادى خميس هنلاقى المركب مستنينا ربع جنيه للفرد.. رايح جاى هتعدينا - قولت لأبوك..؟ - مقلتلوش وأمانة يا أمايا تخليه يوافق هو أنا ناقص ع اللى ف سنى؟ دا كمان فى عيال أصغر منى وبتعدى الغرب وضربت أكتر ع الوتر الحساس وفضلت أبكى والأم تدوب تصبح أطرى من قلب رغيف طالع م الفرن لو حست إن ضناها وشه محجوب يتغير لونها وقليبها يئن لو شافت على خده دموع وتموت.. لحظة م تصدق قول الناس وتأمن إن ولدها خلاص مش هيعود.. وأنا أمى حنينة أطيب من كل أمهاتكم وأحن من كل الحنية اللى شفتوها فى حياتكم أحن من الشمس اللى بتطلع على زرع جعان للضى وأحن م الضهر اللى يأذن ويفك قيود الفأس من إيد عامل قضى عمره فى أرض الناس ولساه محتاج لشى وعشان الحنية الزايدة دى هى وافقت إنه يعدى الغرب - إسرح يا ضنايا وخليك وسط عيال الدرب دول عيال عمك.. وهما النجدة ساعة الكرب إن رجعوا إرجع وإذا فتح المولى عليكم بالأشغال اتعلموا م الطير وامشوا زيه فى سرب كتف فى كتف.. ويد فى يد.. الطول يقصر ويقرب بعد وبلاش تتعاركوا ولا تتحاربوا.. امشوا خيان دا الشقا فى الحرب فبلاش الحرب - وأبويا خلاص هيوافق..؟!! - هيوافق بس انت روح نام والفجر يعدلها الرب. جرى على سريره اتمدد معرفش ينام اتقلب معرفش ينام وكأنه صابح عيد فرحان لكن فرحه قلقان خايف يصبح أضعف م الرفقان فى الشغل أصلهم كل يوم ياجوا ويحكوله ويتمسخروا على أضعف واحد كان فى الشغل: -معرفش يحصد -كان يتأخر -لولانا كان صاحب الأرض هيضربه ويمشيه من غير ولا مليم ويضحكوا.. وكلامهم ووضحكهم فى ودانه طول الليل معرفش ينام شال هم بكرة وصاحب الأرض والحصيد وضحك الرفقان «وأول خطوة فى شيب الإنسان شيلان الهم» والأم بتحط الكنكة فوق البابور قبل م تتغط على كبس النور فكراه نايم ولا تدراشى إن ضناها العايم فى غيطان قلقه جفنه عن النوم صايم كسرت له البيضة ضوت له الأوضة غسل وشه صبت له الشاى - شربه وراح قايم- فتحت له الباب وسندت عودها على القايم وفضلت واقفة لحد م غاب ••• لساه غرقان فى غيطان قلقه أول مرة يعدى الغرب والرفقان حوالين النار تحت الحيطة بيدفوا مش حاسين بالفرحة البردانة فى عيونه من لسع الكرب مفضوحة الدنيا قدامه وبيطوى أول مشاويرها بأقدامه مفضوحة الدنيا قدامه مليانة غش وكدب -واللى يشوف من صغره فى الدنيا عيوب يبقى مكتوب على باقى أيامه الغلب قعمز وسطيهم.. وفرد إيديه وسط إيدهم وقرب م النار وبرغم إن النار أحمى من شمس القيالة فى عز نهار محسش بالدفا زييهم وزييهم ملا كفه تراب وردموا النار واتوكلوا ع الرحمن كل اللى فى جيبه حكاية حكاها إلا هو لساه غرقان فى غيطان قلقه والندى غرق ديل جلبيته ونشف قدمه م الزرع كمان عنده هموم وحكاوى بيطلعها فى كل صباح ما يشيلها غير قدم الغلبان وصلوا المركب والمركب أكبر أصغر من مركب نوح ميعرفشى لكن بتشيل أكتر من ميت إنسان أول م تغرب جوه الميه وتعدى أول خيط م الهيش الهيش اللى عمره م عداه بيرمى كل حبال أفكاره فى بحر النيل ويمسك فى الحبل المدلدل من قلع طويل -إن غرق المركب هفضل متطلطح فى الحبل لحد م أوصل لآخر نقطة فى هذا القلع والقلع خشب بيعوم وأنا بعرف أعوم - ياد بطل هرجلة منك له، دى الريح طياب والموجة عالية، والبحر كبير والروح غالية، وإحنا سايرين فوق كف الرحمن- قالها صاحب المركب بإيمان زايد وإيمانه الزايد مورهوش إن إحنا على آخر طرف فى كف الرحمن المايلة لدرجة إن أصغر موجة بتنط المركب وتزاحم هذا الراكب وتضايق هذا الواقف وتبل هدوم كل القاعدين وهذى الكف بتاعت الرحمن شايلة الدهبية ورفعاها فوق المية وحطالها المواتير اللى بتصنع موجة أعلى من موجة الطياب. قيدي: الذرة الشامية العزابيل: التسابيح التى تسبق آذان الفجر قعمز: اجلس متطلطح فى الحبل: أمسك فى الحبل الدهبية: المركب السياحى •