فى الصف الأول الابتدائي، تلتقى مجموعتان لأول مرة فى نفس المكان، الأولى التحقت لعامين بفصول رياض الأطفال، والأخرى جاءت من البيوت ومن اللعب أمامها فى أحسن الأحوال. المجموعتان تستقبلهما كتب واحدة، تبدأ بجمل وليس بحروف، كما تعلمنا قبل سنوات طويلة. سرعان ما تندمج المجموعة الأولى وتسير فى الطريق، بينما تصطدم الثانية ب «الجملة»، فيتعثر الكثيرون، ويتعرضون لعنف المعلمين والزملاء، ولا يكون أمامهم سوى ترك المدرسة بلاعودة. هذه الحقيقة التى يعرفها المسئولون والعاملون فى الميدان، دفعت جمعية مصر المحروسة بلدي، إلى التركيز فى القرى التى يعملون بها على فتح فصول رياض الأطفال، لغلق حنفية الأمية التى لم تنجح المحاولات الرسمية أو الأهلية فى غلقها منذ عقود. بدأ المشروع الذى تدعمه مؤسسة بنك مصر لخدمة المجتمع منذ عام 2007 لتنتشر الفصول فى خمس محافظات«القاهرة، الفيوم، المنوفية، الأقصر، سوهاج»، كما يؤكد خالد عبدالمنعم المسئول بالجمعية. يرى خالد أن التوسع فى فتح فصول للأطفال فى الفئة العمرية من 4 إلى 6 سنوات، هى مسئولية الدولة، التى بإمكانها أن تحقق هذا الهدف بتكامل ثلاث طرق، بناء فصول رياض الأطفال داخل المدارس الابتدائية، وإلزام مراكز الشباب بتخصيص أماكن لهذه الفصول، وأن تلزم الجمعيات الأهلية الموجودة بالفعل فى كل قرى مصر بفتح هذه الفصول، بدلاً من إهدار الميزانيات التى تخصص لمشروعات محو الأمية التى لم تؤت ثمارها. • أوضاع غريبة يشرح عادل بدر مسئول التعليم بالجمعية أن وزارة التربية والتعليم تشترط مساحات واشتراطات معينة للفصل حتى تستطيع الجمعية متابعة العمل، والحصول إشراف الوزارة وعلى الاعتراف الرسمى الذى يتمثل بمنح الوزارة التلاميذ شهادة معتمدة تفيد اجتيازهم لهذه المرحلة. إن أغلب الجمعيات لا تستطيع استيفاء هذه الاشتراطات، وفى هذه الحالة تتبع هذه الفصول وزارة التضامن الاجتماعى. خطورة ذلك بحسب عادل أن الكثير من فصول رياض الأطفال لا نعرف ما يتعلمه التلاميذ فيها، مقترحاً التقليل من هذه الاشتراطات لضم هذه الفصول لإشراف وزارة التربية، لأن الدستور يعتبر هذه المرحلة ضمن مراحل التعليم الأساسى, مصر المحروسة تحرص على تدريب المعلمين على مراعاة المهنج التعليمى الذى يعتمد على الأنشطة واللعب لاكتساب المهارات الحياتية. •