وحيد مخيمر فنان وسينمائى معروف فى الوسط الثقافى، مهموم، وحيد - خريج فنون جميلة قسم تصوير زيتى 1977، معهد السينما 1982 - بفكرة الانتماء وتسليط الضوء على قيمة مصر والمصريين فى كل أعماله, ومن هنا جاءت فكرة اللوحات التشكيلية التى قدمها عن مشروع قناة السويس الجديدة التى نتجت عن مبادرة شخصية منه ومعه 40 فنانًا تشكيليًا ينتظرون عرض أعمالهم الشهر المقبل فى احتفالية ضخمة بالسويس برعاية وزارة الشباب والرياضة. وقد تميزت اللوحات التى قدمها وحيد مخيمر عن مشروع القناة بصدقها وإبداعها الذى انتصر لفكرة الإنسان المصرى الذى تحدى الصعاب وانتصر عليها واستطاع ومعه فريق من التشكيليين أن يعكسوا حالة العمال فى مشروع القناة، والإصرار والتحدى والبهجة التى وضحت فى أعماله جاءت مختلفة تماما عن مجرد رصد فكرة مشروع قومى لتتحول إلى قيمة تشكيلية وإبداعية مسجلا فيها انطباعاته ومعايشته فى موقع القناة، لهذا وجدنا الإصرار والتحدى والفرح باديا فى اللوحات التى جاءت متميزة على مستوى اللون والحركة وتأكيد قيمة الانتماء والفرح بمشروع قومى مهم يعكس تحدى المصريين لأنفسهم وقت الشدائد والتحديات. • مبادرة شخصية ويحكى وحيد مخيمر عن فكرة اللوحات التى قدمها عن مشروع قناة السويس الجديدة قائلا: ذهبنا بمبادرة شخصية من مجموعة من الفنانين إلى موقع القناة لنرى على أرض الواقع ملامح هذا المشروع المهم وقدرة العاملين فيه على تجاوز الصعاب والتحديات وكنا 40 فنانا تشكيليا يمثلون مختلف الأجيال الفنية وقومسير المعرض هو الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن، واللجنة المنظمة له تتكون من الفنانين عمر الضوى، إبراهيم الطنبولى، وحيد مخيمر، إيمان عزت، ومعنا عدد كبير ومتميز من الفنانين منهم رضا عبدالسلام، محمد الطراوى، منى عليوة، إبراهيم غزالة، السيد القماش، أحمد شيحة ومصطفى فياض وآخرون، وينتظر أن نعرض أعمال هؤلاء الفنانين فى معرض مهم يوم 12 سبتمبر القادم بمدينة السويس وذلك بالتعاون مع وزارة الشباب، وكل فنان ستعرض له لوحة كبيرة متر * متر، بالإضافة إلى جدارية ضخمة تضم أعمال الفنانين مجتمعين. ويضيف: إن الفنانين الذين ذهبوا بمبادرة شخصية إلى موقع القناة انفعلوا بالحدث وعايشوا مراحل الحفر وتحدثوا مع العاملين فى الموقع. واعتبروا أنفسهم فى مهمة وطنية وقتالية، وكل فنان تناول الموضوع من وجهة نظره، أما بالنسبة له فقد اشتغل على فكرة الإنسان المصرى من خلال تسليط الضوء على التجمعات الموجودة وحالة العمال المزاجية وحركتهم، لهذا رغم صغر حجم هؤلاء العمال فى اللوحات واختفاء ملامحهم، فإنهم يمثلون البطل الرئيسى فى اللوحات التى تعكس فرحتهم ومعاناتهم، فضلا عن أن اللوحات احتوت على تواصل إنسانى مع المشروع والناس معا ليس بشكل مباشر، وإنما بصورة إنسانية تؤكد قيمة مصر والانتماء إليها من خلال مشروع مثل تحديا كبيرا لكل المصريين. • حلول مختلفة وأضاف مخيمر: إن اللوحات مرت بمراحل تحضيرية كثيرة إلى أن استقر على الشكل الذى خرجت به، وصحيح أن بها رسما وتلوين وحسا تشكيليا، ولكنه كان يهدف إلى أن تخرج اللوحة بشكل إنسانى بمعنى أنسنة اللوحة والموضوع معا، وهذا هو الجديد المختلف الذى أتبعه وأستخدم منه حلولا مختلفة سواء على مستوى اللون أو الحركة داخل اللوحة أو استخدام مجموعة خامات.. ولفت النظر إلى أنه كان واعيا لأن تخرج اللوحات التى تجاوزت العشر عن جو المناسبات المباشرة لهذا تجد فيها حالة ونس ومعايشة تجعل المتلقى يشعر بقيمة الموضوع وإصرار كل التجمعات البشرية الموجودة بالمشروع على إنجازه مهما كان الوقت ضيقا والصعاب كثيرة، ففى مشروع القناة أنت تصارع الوقت وإثبات الذات، ولهذا فأنا مقتنع أنه منذ اليوم الأول لطرح المشروع كنت على يقين بإنجازه والخروج من نفق إثبات الذات وأنه دعوة للحياة ولهذا أطلقت على اللوحات أسماء تعبر عن ذلك مثل تحدى النهر، تحدى الليل وتحدى الفجر فى إشارة إلى أن العاملين بالمشروع كانوا يعملون 3 ورديات فى اليوم دون توقف، مما يؤكد أن المصرى عندما يوضع فى تحدٍ مقتنع به ينجز ويقدم مفاجأة للجميع، وهذا هو المصرى الحقيقى القادر على إبهار العالم دائما. • الانتماء لمصر وأكد مخيمر أن الإيمان بالمشروع ودوره فى دفع الحياة إلى الأمام هو الذى حركه وجعله ينفعل به فى شكل لوحات تعبر عن البهجة والفرحة وحب الحياة وانتصار الإرادة وجاء انفعاله بشكل مختلف عن أعماله السابقة لدرجة أن كل من رأى اللوحات فوجئ بمستوى الأعمال الذى جاء مغايرا لأعماله السابقة، على الرغم من أن كل أعماله تؤكد فكرة الانتماء وقيمة مصر وتراثها وثقافتها والمزاوجة بين الفن التشكيلى والفن السينمائى من خلال التأكيد على درامية اللوحة وتكاملها على مستوى اللون والحركة والظل والنور والموضوع أيضا. وينهى وحيد مخيمر حديثه معى بأنه فخور بهذه التجربة خاصة أنه تمكن من خلالها من تقديم أعمال مختلفة تحمل قيمة إنسانية تجسد فكرة الإرادة والتحدى وانتصار الحياة فى وجه الأفكار المحيطة، كما أنه سعيد بالتجربة لأنها خرجت انفعالية بعيدا عن أى انتماء لتيار أو حزب سوى مصر التى ينبغى أن نلتف حولها ونعمل من أجلها خاصة أننا لن نتقدم سوى بالعمل وربما يكون مشروع القناة الجديدة دافعا لنا لكى نعمل ونتقدم ونتحدى الصعاب التى تواجهنا.•