فى لمسة وفاء كزوجة ومحبة لأعماله وضعت مدام جيهان زوجة فناننا الراحل تاد على عاتقها تقديم معرض فنى فى ذكرى ميلاده تصور فيه أعماله الصحفية والإبداعية التى تألقت على صفحات مجلة صباح الخير، ونجحت جيهان وأقامت المعرض فى متحف طه حسين وحضره رئيس قطاع الفنون التشكيلية د. أحمد عبدالغنى وعدد كبير من محبى الفنان تاد الذى غاب عنا بجسده وحضر بأعماله المدهشة. 195 اسكتشا لا تزيد مساحتها على 10 سم * 10 سم زينت جدران متحف طه حسين تضمنت أفكار وإبداعات الفنان الراحل تاد «من 26 أغسطس 1964 إلى 20 مايو 2007 وسجلت بالأساس علاقات الحب المختلفة بين الرجل والمرأة بكل معانيها من عشق وسيطرة وصراع وفرح وألم، وبرزت فكرة الصراع الدائر بين آدم وحواء من الشجرة إلى الأفعى إلى التفاحة المقسومة بين الطرفين، وتناولت الأعمال أيضا فكرة الحب بمفهومه العام بين البشر والطيور، وفكرة الحرية والانطلاق نحو الحياة التى رآها تاد بعينيه أكثر حبا وتفاؤلا وسعادة. • فى حب تاد حول لوحات تاد التف عشرات من محبى الفنان وأعماله جاءوا ليحتفلوا بذكرى ميلاده وتأكيدا على الإبداع المستمر فى أعماله الإنسانية المتميزة، فها هى الدكتورة فينوس فؤاد الأستاذة بكلية التربية الفنية تؤكد على أن الجزء التعبيرى بلوحات الفنان الراحل تاد قوى جدا ولديه إحساس بالموضوع وتأثيراته كما أن استخدامه للون الواحد صعب جدا حتى ولو زاد على لونين أو ثلاثة فإنه يعبر عن أشياء متناقضة فى نفوس أبطاله الذين يرسمهم بأوضاع نفسية وفكرية مختلفة فنجد الغضب والفرح والحزن حسب طبيعة الموضوع. بينما تحدثت الفنانة التشكيلية الشادية د. رانيا علام مدير المكتب الفنى للمتاحف عن قدرة الفنان على توصيل رسالته للمتلقى بإحساس عال برغم صغر حجم اللوحة وهو ما يؤكد على قدرته الفنية وامتلاكه لأدواته كما أن اللوحات فيها بساطة وفكر وعمق وجرأة وتمزج بين الفن التشكيلى البسيط وفن الرسم الصحفى.. أما الكاتب المسرحى بهاء عز العرب فقال إنه قابل رسامين كثيرين فى فترة الثمانينيات، وعندما قابل الفنان تاد غير نظرته فى الكتابة حيث تواصل مع أعماله وبالذات التى عبرت عن نبض الشارع المصرى وحظيت بثراء فنى عال واستفاد منها فى كتاباته. • تسويق الإبداعات وتحدث رجل الأعمال السعودى محمد على قائلا: لم أقابل الفنان تاد فى حياته ولكن تعرفت عليه من خلال أعماله ولوحاته التى أعتبرها أعمالا تحظى بقيمة فنية عالية وثراء إبداعى لا يتوقف، وقد اقتنيت من أعماله الكثير لإعجابى بأسلوبه وحاولت أن أسوقها فى أوروبا وأتمنى أن أوفق فى ذلك بالنسبة له ولغيره من الفنانين المصريين المبدعين . وأكد محمود نوار مدير متحف طه حسين أنه رحب باستضافة معرض الفنان تاد عندما خاطبته أسرته على الفور لما لأعماله من ثراء فنى وإبداعى واقترح أن يتم توثيق تلك الأعمال بالتعاون مع مؤسسة روزاليوسف وأسر الفنانين الذين انضموا إليها وتركوا إبداعات مهمة فى رحلة الفن.. فى حين قالت مدام جيهان زوجة الفنان تاد إنها سعيدة جدا بإقامة معرض لأعمال زوجها الراحل وطالبت بالاهتمام به كفنان لم يحظ بحقه أدبيا ولا ماديا من خلال تكريمه دائما فى ذكرى ميلاده. • كتاب توثيقى وكان المجتمعون فى حب تاد قد اتفقوا على ضرورة أن يكون هناك كتاب توثيقى لتاد يضم أعماله الفنية المختلفة سواء الرسم الصحفى أو الفن التشكيلى أو الرسوم التى رسمها للأطفال وكلها برغم تنوعها تمثل رؤية واحدة تنتصر للحياة.. وجدير بالذكر أن الفنان تاد شارك بريشته فى مجلة «صباح الخير» منذ عام 1966 وظلت رسومه تصاحب رسائل باب نادى القلوب الوحيدة لأكثر من عشرين عاما، ورسم لوحات باب «أنا والحياة» كما نقلت لوحاته نبض وبساطة الحياة المصرية على أغلفة «الصبوحة» وصاحبت ريشته أغلفة كتب عديدة لكتاب وشعراء وقصاصين، ورسم لوحات لكتب الأطفال وساهم بلوحاته فى فيلم «امرأتان ورجل» وعمل فى مجموعة من الصحف المصرية والعربية، وهو عضو نقابة التشكيليين أيضا. •