على مدى أسبوع قدمت فعاليات المهرجان الدولى للطبول والفنون التراثية الذى قدم عروضه فى أكثر من مكان بالقاهرة وبحضور أعداد غفيرة من الجمهور لم تشاهدها من قبل أى فعالية من وزارة الثقافة، مما يجعلنا نقدم الشكر للفنان انتصار عبد الفتاح مؤسس ورئيس المهرجان ولوزارة الثقافة وكل من شارك فى هذا النجاح.. ولكن كان هناك بعض المعوقات التى قابلها المشاركون ولابد من طرحها بكل صراحة .. • من كل الطبقات اختتمت فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولى للطبول والفنون التراثية الذى ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية، بحضور الدكتور عبدالواحد النبوى وزير الثقافة، الدكتورة هالة يوسف وزيرة الدولة للسكان، والمهندس محمد أبوسعدة رئيس قطاع الصندوق، والدكتور عمرو العزبى مستشار وزير السياحة، ومحمد عبدالحافظ رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وفى كلمته قال د . انتصار عبدالفتاح رئيس ومؤسس المهرجان: إننا اليوم نحتفل بذكرى عزيزة علينا جميعا وهى ذكرى تحرير سيناء، التى تتزامن مع ختام المهرجان الدولى للطبول والفنون التراثية بمشاركة أكثر من عشرين دولة من مختلف شعوب وثقافات العالم جاءوا إلى مصر ليعزفوا معزوفة واحدة من أجل السلام، ومن خلال مجموعة عمل المهرجان تم رصد 33 عرضا فى 8 مواقع بمعدل 4 فرق فى القاهرة والأقاليم، ولأول مرة فى الأحياء الشعبية ، بحضور جماهيرى قارب عشرين ألف متفرج ، وفى الدورات القادمة سيتم تنظيم عروض المهرجان فى الأقاليم إيمانا برسالة المهرجان فى نشر ثقافات الشعوب المختلفة والتأكيد على عمق الحضارة وثقافة مصر الحديثة والتى تملك من الحرف الشعبية المصرية المختلفة ثروة قومية يجب الحفاظ عليها ودعمها، وقدم د.انتصار عبد الفتاح الشكر لكل من ساهم ومع بداية الحفل كرم وزير الثقافة اسم الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودى تسلمتها ابنته (آية)، واسمى الشاعر الكبير فؤاد حداد والملحن سيد مكاوى وتسلمته نيابة عن الأسرتين دكتورة إيناس مكاوى ابنة الراحل سيد مكاوى، كما أهدى ضيفى شرف المهرجان (اثيوبياوالمكسيك) درع المهرجان وشهادة تقدير، بالإضافة إلى تكريم راوى السيرة الهلالية سيد الضوى. ثم قدمت الفرق المشاركة عرضا جماعيا ثم تلا ذلك عرض مجمع لكل الفرق احتفالا بأعياد تحرير سيناء، حيث استطاع المخرج د. انتصار عبد الفتاح أن يجعل كل الفرق المضيفة تغنى على أغنيات انتصارات أكتوبر احتفالا بعيد تحرير سيناء. فنالت إعجاب الجماهير الكبيرة التى ملأت جنبات مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين.. وكان عدد الواقفين أكثر من الجالسين ومن كل طبقات المجتمع وكل الأعمار مما أثار إعجابى ودهشتى رغم صعوبة الوصول للمكان وجعلنى أسأل بعض الشباب الحاضرين .كيف ولماذا هذا المهرجان حضرتم إليه؟ قالولى.. أولا لأنه بالمجان ثانيا المكان مفتوح ورائع فى قلب القلعة وقريب من بيوتنا والأهم أننا نشاهد عروضا وملابس للفرق المشاركة جميلة جدا.. دخلت فى نقاش مع سيدة ترتدى عباءة وملامحها ملامح بنت البلد من أهالى المنطقة التاريخية فى قلب القاهرة وقالت لى: أنا حضرت أنا وأولادى رغم قرب الامتحانات لكن علشان نشوف بلدنا حلوة إزاى والناس من كل الدنيا جايه عندها ومش بنخاف من الإرهاب .. ثم أقبل على مجموعة من الشباب وشاركونا الحوار قائلين مش بنخاف وحنرقص ونغنى مع كل شعوب العالم زى مارقصنا النهارده. • الفنون من كل الدنيا شاركت هذا العام فى الدورة الثالثة للمهرجان دول وفرق من روسيا وأرمينيا وجورجيا وليتوانيا واليونان والهند والمالديف وسيريلانكا وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وباكستان وبورندى وغانا وتوجو ونيجيريا ومصر والسودان والجزائر والأردن والإمارات وكان ضيف الشرف فى هذه الدورة المكسيك وإثيوبيا ومن الفرق المصرية التى شاركت فى المهرجان فرقة الطبول النوبية الآلات الشعبية, فرقة توشكى للفنون الشعبية التلقائية والعريش للفنون الشعبية وبورسعيد للفنون الشعبية والشرقية للفنون الشعبية والأنفوشى للفنون الشعبية وسوهاج للفنون الشعبية ووزارة الشباب للفنون الشعبية وفرقة حسب الله وفنون القاهرة فى 1000عام، وكانت أماكن العروض فى قلعة صلاح الدين بمسرح بئر يوسف ومسرح صحن القبة بقبة الغورى ومسرح الميدان بساحة الهناجر ومسرح قصر ثقافة بنها ومركز الطفل للحضارة والإبداع (متحف الطفل بمصر الجديدة) ومكتبة الزاوية الحمراء وبشارع المعز لدين الله الفاطمى وبقصر ثقافة بهتيم .. • أنقذوا الفنون الشعبية التقيت بمجموعة من أعضاء الفرق المصرية للفنون الشعبية بعد حفل الختام الذى يسعدنى الحظ باللقاء بهم فى كل مكان بمصر فى أسوان والأقصر والشرقية والسويس والإسكندرية واستمعت لشكواهم منذ سنوات - ومازلت - ولم تكن هى شكواهم فقط ولكن أثناء حوارى مع العظيمة الفنانة الكبيرة فريدة فهمى منذ سنوات قالت لى: أنا أخشى على الرقص والفن الشعبى الذى جمعنا تراثه وطرقه من كل بقاع مصر وكنا نبهر به العالم وكانت فرقنا المصرية الفرق الوحيدة فى العالم تفتح لها الساحات لكى يرانا أكبر عدد من الجمهور فى كل مكان نذهب إليه الآن الفرق والفن يرى إهمالا كبيرا من المسئولين ووزارة الثقافة وأهم المشاكل هى المادية وضعف المرتبات والمكافآت وخطط جديدة للتطوير والاهتمام بالملابس وطرق جديدة لجذب الأجيال والشباب للاشتراك واستكمال مسيرة النجاح التى حققتها فرقة رضا والفنون الشعبية فى الستينيات والسبعينيات». للأسف مازالت نفس المشاكل ونفس السلبيات وقلة الإمكانيات يعانى منها أعضاء الفرق المصرية للفنون الشعبية رغم أن هذه الفرق هى الفرق الوحيدة الأكثر تمثيلا لنا فى الخارج لأن الفن الشعبى لكل الدول هو الفن الأكثر جذبا وإعجابا للشعوب, فهل من مجيب ياسادة لإنقاذ هذا الفن البديع ؟•