«لما تقول لواحد مش لاقى ياكل لازم تحافظ على البيئة وتزرع شجرة عشان نقلل من كمية ثانى أكسيد الكربون فى الهواء، مش هايسمعك، لكن لما يحس إن الشجرة دى هاتعود عليه بالمنفعة سيختلف الأمر»..هذه ببساطة هى فكرة مبادرة «شجرة» التى تأسست فى نوفمبر 2011، كما يوضح مؤسسها محمد عبدالصمد، الذى أراد مع أصدقائه الثلاثة وقتها أحمد رفقى، ومحمد هدايت ومحمود توفيق، أن يقوموا بمبادرة إيجابية للحد من الاحتباس الحرارى المنتشر فى العالم، وتقليل تلوث الهواء فى مدن مصر، والمساهمة فى حل مشكلة الفقر، عن طريق إعطاء الثمار والمحاصيل المزروعة لبعض الفقراء ومحدودى الدخل ليقوموا ببيعها والتربح عن طريقها. محمد الذى كان يبلغ 23 عاما وقت تأسيس جمعية شجرة استعان بمهندسين زراعيين ومصممين معماريين، لتنفيذ مشروعات الجمعية فى المناطق المختلفة، بما يلائم البيئة، بالتركيز على الأشجار المصرية الأصيلة مثل الجميز، والسنط والأكاسيا، سواء فى زراعة الأسطح أو المساحات الأخرى، بالإضافة للنباتات المدرة للدخل مثل النباتات الطبية والورود والياسمين والخضراوات. •شجرة فى المدرسة هو أول مشروعات المبادرة، التى تم تنفيذها فى مدرسة حسن أبوبكر الثانوية التجريبية بالقناطر، التابعة لمحافظة القليوبية، بدعم من السفارة السويدية، وبدأ قبل 3 سنوات ومازال مستمرا حتى الآن. لم يقتصر الأمر على زراعة الأشجار فى أنحاء المدرسة، بل امتد إلى زراعة أسطحها التى تمتد إلى 112 مترا مربعا بالنباتات المثمرة والنباتات العطرية والطبية، ليس فقط للحد من ثانى أكسيد الكربون، بل لتحسين جودة البيئة المدرسية، وإتاحة الفرصة للطلاب لممارسة الزراعة والإحساس بأهميتها، بالإضافة إلى إدخال موارد للمدرسة ومدرسى الزراعة وعمال النظافة «النباتات الآن تباع قبل حصادها لأنها مزروعة دون مبيدات وبمواصفات تجارية كما حصلت المدرسة على شهادة الاعتماد من هيئة جودة التعليم بعد استمرار تطبيق المشروع». محمد عبدالصمد المتخصص أصلا فى العمل البنكى، كان يتمنى تعميم تجربة مدرسة حسن أبوبكر فى أكثر من مدرسة أو على كل مدارس الجمهورية، لكن الإجراءات البيروقراطية فى وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الماضية لم تمكن محاولاته من النجاح. لكن نجحت المبادرة فى زراعة سطح دار للأيتام فى شبرامنت، وزراعة أسطح بعض البيوت فى المريوطية ومنشأة ناصر، لتدر دخلا على أصحابها، كما نجحت فى استخدام جريد النخل بدلا من الخشب فى تصميم زراعة هذه الأسطح وفى مدرسة حسن أبوبكر فى العام الثانى، بدعم من هيئة التعاون الألمانى، فجريد النخل كثيف العمالة، ويغنى عن استيراد الأخشاب. كما استخدمت تلك التجارب قش الأرز وبعض الأحجار الطبيعية لتكون البيئة الحاضنة للزرعة أو الشجرة، على يد الفريق الجديد للمبادرة، إسلام وإشراق ومحمود وزياد مع محمد عبدالصمد، حيث ستتحول المبادرة إلى شركة. •