بعد فراق استمر 17 سنة ما بين الملحن الكبير محمد على سليمان وابنته المطربة أنغام، ها هى المياه تعود لمجاريها لتعود إلينا الأعمال المتميزة والغناء الأصيل مرة أخرى، فقد باعدت سنوات الغياب بينهما منذ آخر تعاون بينهما فى أغنية «يا طيب»، فقد كانت ألحان الأب محمد على سليمان هى محطة الانطلاق لأنغام لعالم الشهرة والنجومية والتميز خاصة فى أغنياتها «حسك فى الدنيا يا با» و«الركن البعيد الهادى» و«ببساطة كده». وهاهى العلاقة الأسرية والفنية تعود على ضفاف نهر الخير وبتوقيع «الحب زايد» ذلك الأوبريت الذى سيتم تقديمه على هامش «ماراثون زايد» لصالح مستشفى 57357 ويشاركها بالغناء فيه المطرب مدحت صالح والطفل أحمد، أحد الأطفال الذين تم شفاؤهم من المرض فى المستشفى. تحدثنا إلى صناع التجربة الملحن محمد على سليمان وطارق ثابت صاحب كلمات الأغنية فى تجربته الأولى.. الملحن محمد على سليمان يقول عن هذه التجربة: الأوبريت هو عودة لى بعد فترة طويلة من التوقف عن العمل.. بصوت أنغام ومدحت صالح وطفل اسمه أحمد وكلمات طارق ثابت أحد أعضاء مجلس أمناء المستشفى، وهو رجل موهوب جدا وصاحب إنتاج غزير ولكنها تجربته الأولى وأنا لا أثنى عليه كشاعر. الأوبريت مدته عشرون دقيقة ويتناول موقف دولة الإمارات مع المستشفى ومشاعر شعب مصر تجاه دولة الإمارات. هذا العمل فى هذا التوقيت الذى نمر به مهم جدا لأننا بحاجة إلى هذه الحالة الإنسانية التى فقدناها، فبعد ثورتين فقدنا بعض الإنسانية فى مشاعرنا، فيجب أن يكون هناك تحضر فى علاقات البشر ومن يتعاون معنا نعترف بالجميل ونقدم الشكر لمن يستحقه؛ فالأغنية المصرية فقدت إنسانيتها والحديث فيها أصبح ماديا، لذلك نحن بحاجة لعمل مثل هذا خالٍ من القيم الاستهلاكية وإنسانى بالدرجة الأولى ووجدت نفسى أمام كلمات شاعر انفعل وكتب بقلبه، كما أن هذا الأوبريت عودة للتعاون بينى وبين ابنتى أنغام بعد حوالى 17 عاما منذ أغنية «شنطة سفر» و«يا طيب»، وأنا سعيد جدا بهذا التعاون فمهما حدث بينى وبين أنغام فأنا أحب ابنتى وسعيد بالعودة بهذا العمل فى الخير فى مناسبة عظيمة ومهمة جدا. طارق ثابت رجل أعمال وعضو فى مجالس أمناء مستشفى 57357 ومؤلف الأوبريت: أنا رجل أعمال أهتم بالنواحى الأدبية وأحب الكتابة لنفسى فقط لم أفكر من قبل فى استغلالها أو أن يكون لى إنتاج فنى، فأنا رسام ولكنى متوقف عن الرسم منذ سنوات عديدة وأكتب الشعر ولكن لم أصدر ديوانا خاصا بى رغم نصائح المقربين والأصدقاء لأن ظروف عملى لم تتح لى الوقت حتى الآن. أما بالنسبة لموقعى فى المستشفى فأنا أمين الصندوق وعضو مجلس الأمناء ومعى مجموعة من الزملاء كل منهم فى مجاله له بصمة، وهم بمثابة حراس المعبد فى ذلك الكيان العظيم الذى لا أعتبره أعظم كيان فى مصر، بل فى العالم العربى كله. لدرجة أننى أتمنى أن تصبح مصر كلها 57357 من حيث الدقة والاهتمام والنظام والدأب فى العمل، فهى منظومة نجاح متكاملة ونحن فى المستشفى لا يهمنا أولا وأخيرا سوى الطفل، فالمستشفى قطع شوطا طويلا على مستوى العالم فيما يتعلق بنسبة الشفاء التى وصلت إلى 72 %. ويضيف قائلا: الفكرة الأساسية كانت كتابة أوبريت بمناسبة ماراثون زايد وهو ماراثون مهم جدا ويقام منذ عشر سنوات، كما أن آل زايد معروفون بحبهم الشديد لمصر وللشعب المصرى، وهى مشاعر متبادلة بين الشعبين وأن يتم نقله فى هذا التوقيت إلى مصر لصالح مستشفى 57357 فهذا يحمل رسالة معينة لصالح مصر ومشكورة اهتمت القوات المسلحة بالحدث وهى التى ستقوم بتأمين الماراثون. وعلى هامش الماراثون فكرنا فى تكريم دولة الإمارات، فهم وقفوا معنا فى مواقف كثيرة جدا ودعمونا من أول الشيخ زايد وحتى أبنائه. • الحب زايد عندما تطرقنا لفكرة الأوبريت لم يكن فى ذهنى إطلاقا ولا بنسبة واحد فى المليون أننى سأقوم بكتابة هذا الأوبريت خاصة أن معظم أشعارى ذات طابع سياسى، ولكن زملائى لديهم خلفية بميولى الأدبية، وكان فى ذهننا فنان آخر سيقوم بكتابة كلمات الأوبريت، ولسبب أو لآخر اعتذر عن عدم الكتابة واقترح عليّ الزملاء بعدها فى مكالمة تليفونية طويلة أن أشرع فى الكتابة وأغلقت الهاتف وبدأت فى التفكير، وبالفعل بدأت بكلمات الأوبريت وثانى يوم عرضت عليهم ما قمت بكتابته من كلمات وانبهروا بها كثيرا، وعندما بدأت فى الكتابة كان اعتمادى على أكثر من محور. فتحدثت عن جذورنا كعرب وعن حب الشيخ زايد ووضعنا له عنوان (الحب زايد) وبحثنا عمن لديه القدرة لتلحين هذه الكلمات، ولم نجد أهم من الفنان محمد على سليمان ليشرفنا بألحانه لتكون عودة له بعد فترة غياب طويلة يطل على الجمهور، وبعد انتهائى من الكتابة شعرت بفخر شديد جدا عندما تقرر أن يكون الغناء بأصوات مهمة مثل صوت أنغام والفنان الراقى مدحت صالح، وعودة للفنانة أنغام للعمل مع الفنان محمد على سليمان، فنحن نتحدث عن عمل يعد أفضل تمثيل لمصر تمثله أصوات ونماذج مشرفة بمشاركة طفل مر بالتجربة وتم شفاؤه اسمه أحمد، وأستطيع أن أقول إن الخير جمعنا لتقديم هذا العمل. جميع الفنانين تبرعوا بأجرهم مقابل نجاح العمل والغرض النبيل الذى يتناوله.. مصر بخير ودرع العرب الباقى أبدا وهذا أيضا من مفردات الأوبريت الداعم للتعبير عن مكانة زايد وأولاده فى قلوب المصريين وأيضا يتحدث عن السبق العربى وتمسكنا بالعلم والعمل لمحاكاة الريح على مضمار ماراثون التحديات وأيضا التعبير عن معاناة الأطفال المرضى والكثير من المعانى النبيلة فى عروبتنا وجذورنا. (أوبريت الحب زايد) طرح النخيل عالى .. وجذوره مده بعيد ف أرض رى الخير .. بتوفى ف المواعيد ولاده فيها السر .. مربوط بحبل وريد بيضم أمجادنا .. مع كل مجد جديد والحب كان زايد .. وكل يوم بيزيد. •