يرى مقدمات الأزمة ويملك مفاتيح العلاج.. قليلون من يلجأون إليه ظنا منهم أنه شىء يعيبهم.. بعينه يلاحظ عدة أشياء قد تحدث للطفل الذى يعانى من مشاكل ما قبل وبعد الطلاق.. والأزمات التى تحدث بين الأبوين بسبب الرؤية والمشاكل القضائية ويزج الطفل فيها دون رغبة منه ويكون هو الضحية الأولى وربما الوحيدة فى تلك الظروف. لاحظ د/ إيهاب عيد استشارى طب نفس الأطفال والعلاقات الأسرية العديد من المشكلات التى يعانى منها أطفال الطلاق. يقول بداية إن الأطفال الأصغر سنا عادة ما يكونون أكثر تقبلا وتكيفا مع مشاكل الطلاق مع أن الأزمات تتشابه فى أغلب الأحيان ولكن تتفاوت درجة شدتها ووجد أن أزمة الطلاق قد تتشابه كثيرا مع أزمة فقدان أحد الأبوين، بل إن الممارسات التى تحدث بعد الطلاق قد يجعله أشد وطأة من موت أحد الأبوين. ويضيف: إن الأطفال الذين يتم إبعادهم عن الأب تنتابهم مشاعر غربة تجاهه حتى وإذا سمح له برؤيته مرة واحدة أسبوعيا فهذا لا يفيد وأحيانا تسمح الوسائل التكنولوجية الحديثة للطفل بالتواصل سمعيا ومرئيا مع الأب وهذا ما أنصح به.. ففكرة رؤية الأب بمواعيد وشروط تخلق نوعا من الجفاء يسبب للطفل عدة مشاكل نفسية مثل العدوانية الشديدة والشعور الدائم بالذنب والقاء اللوم على نفسه وتحميلها قدرا من المسئولية تجاه طلاق والديه، بالإضافة إلى أحلام مفرطة بلم الشمل ورجوع الوالدين وعادة ما يصاب بخيبة أمل لعدم حدوث ذلك. وهناك بعض الأطفال لا يحصلون على تفسير منطقى لاختفاء أحد الوالدين ظنا منهم أنه لن يفهم ما يقال وهذا قد يزيد المسألة تعقيدا فهؤلاء الأطفال يصابون بالقلق المبالغ فيه على الوالد الحاضن والخوف من فقدانه، بالإضافة إلى الخوف من المدرسة والرهاب الليلى وربما التبول اللاإرادى فأنا أنصح دائما بأخبار الطفل بالحقيقة مهما كان عمره ولكن بشكل مبسط فحينها تكون الأضرار أقل كثيرا.. وأنصح أحيانا بضرورة البحث عن طفل قد تكون له ظروف مشابهة فكلامهم معا من الممكن أن يقلل من مشاعره السلبية ويقلل لديه الشعور بالوحدة. ويكمل حديثه: الأطفال فى المرحلة الابتدائية يعانون من مشاكل فى التحصيل الدراسى والقدرة على الاستيعاب ومشاكل فى العلاقات بين أقرانهم بسبب اكتسابهم لخصال نابعة عن عدم الاستقرار الأسرى مثل النميمة ونقل الكلام بين الأصدقاء والرغبة فى توبيخ الأطفال دائما وعقابهم وكلها صفات تجعل الأطفال ينفرون من مصاحبتهم، بالإضافة إلى تعرضهم لبعض الأعراض المرضية التى تنجم عن المشكلات النفسية بهدف لفت الانتباه وتجميع الوالدين مثل القىء والإسهال والمغص والصداع والتبول اللاإرادى. ويستطرد: فى بعض الأحوال يعيش الطفل فى بيت الجد والجدة بسبب زواج الطرف الحاضن وينتج منه عدة مشكلات.. أولها شعور الطفل أنه غير مرغوب فيه ويظهر ذلك فى عدوانية شديدة وانفلات أخلاقى مع الأب والأم لإشعارهم بفداحة الذنب إلى جانب شعوره بالغربة لأنه لا يملك بيتا خاصا به. أما بالنسبة للمراهقين فإنهم يعانون من نوعية مشكلات أكبر وأكثر تعقيدا وتسيطر عليهم مشاعر كآبة وغضب وحزن عميق أغلب الأحيان بالإضافة إلى الخوف والقلق، ويكبر معهم شعورهم بالاستغناء عن كلا الأبوين ويصبح أكثر اعتمادا على نفسه فى كل أمور حياته مما يدفعه للوقوع فى تجارب قد تؤثر على مستقبله مثل المخدرات والتجارب الجنسية المكتملة المبكرة.. هذ إلى جانب شعوره بالذنب الدائم إذا تجمع والداه فى مكان واحد بسببه وشعر كل منهم بالضيق.. وهذا يولد لديه شعورا بالخيانة وألا قيمة له فى الحياة ويدفع عقله باتجاه بعض الأفكار الانتحارية..