تأتى الدورة التاسعة عشرة لسيمبوزيوم أسوان الدولى للنحت هذا العام، الذى ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية لتبشر بمولد جيل جديد من الشباب «نحاتين الصخر» من المصريين مما جعل الفنان الكبير «آدم حنين» صاحب فكرة هذا السيمبوزيوم والقوميسير العام أن يقول: الآن لقد تحقق الحلم وعاد الشباب بكل حب وإيمان لجذورهم لهذا الفن الصعب من نحت الجرانيت ولنثبت أن أحفاد الفراعنة يعيدون للعالم الحوار الدائم بين الحجر والبشر ولمصر مكانتها وسط فنانى العالم من النحاتين. ∎ 19 عاماً من الفن الصعب
هذا الملتقى الدولى السنوى للنحت الذى ينظمه صندوق التنمية الثقافية للعام التاسع عشر على التوالى الهدف منه هو إحياء فن النحت المصرى القديم، ومعايشته بالحديث واحتكاك الفن المصرى بالأجنبى واستلهام التاريخ القديم وربطه بالفن الحديث، مما يسهم فى جذب الأنظار والترويج الثقافى والسياحى لمدينة أسوان الذى خرج من محاجرها أحجار كثيرة ليصنع بها الفراعنة المعابد والتماثيل فى كل ربوع مصر القديمة لتكون شاهدة على عظمة حضارتهم عبر آلاف السنين، وقد شارك فى دورة هذا العام 4 نحاتين أجانب من دول «بريطانيا، كريس بيترسون ومن إيطاليا فابريتزيو دييتشى، ومن بلغاريا رادوسلاف سالتونف ومن هولندا تون كال» و5 نحاتين من مصر أكرم المجدوب وأحمد موسى وإسلام عبادة وكمال الفقى ومحمد صبرى، بالإضافة إلى 3 نحاتين مصريين مشاركين فى ورشة النحت المصاحبة للسيمبوزيوم وهن آلاء يحيى وإيمان بركات وريم أسامة وقد استمر عملهم من (21 يناير إلى يوم 7 مارس) 2014.
وجاءت أعمالهم هذا العام إضافة جيدة، وإضافة لتأكيد الفكرة التى أقيم من أجلها السيمبوزيوم، خاصة أن أغلب المشاركين هذا العام من الشباب، فتقاربت أفكارهم ولغة الحوار التشكيلى مع الحجر والتناغم رغم اختلاف جنسياتهم وساعد على ذلك الجو والمناخ والطبيعة والآثار التى تتميز بها مدينة أسوان ونجح الفن إنسانيا فيما لا تستطيع السياسة تحقيقة كمال قال الفنان الكبير آدم حنين، والذى قال أيضا عن السيمبوزيوم فى عامه ال19: لقد نجحنا فى عودة النحات لعمله الأساسى نحات فقط!! وكان يعمل بالنحت أحيانا ويعود إليه حسب الظروف وأصبح هناك كثيرون يمارسون فنهم يوميا والجميل أننا اكتشفنا عددا كبيرا من الشباب أحبوا هذا الفن الصعب وبدون مجاملة موهبون ولهم مستقبل مبشر وعظيم والدليل أيضا على نجاح السيمبوزيوم أن الملتقيات العالمية وفى أى بلد فى العالم تستضيف فناناً أو اثنين من النحاتين المصريين اعترافا بفنهم المتميز فى هذا المجال.
∎المتحف المفتوح
أقيم المتحف المفتوح بمنطقة الشلال جنوب مدينة أسوان، والذى يقع فى بقعة مساحتها 33 فداناً مرتفعة ساحرة تطل على نهر النيل جمعت فيه على مدار 19 عامًا، أكثر من 250 عملاً نحتياً متنوعة، منها 137 عملاً فى أرضه، و72 فى بعض الميادين والطريق المؤدى إليه، و24 عملاً موزعة على 7 مدن من شمال القنطرة إلى جنوبه.
هذه الأعمال أبدعها فنانون مصريون وعرب وأجانب، إذ اشترك من الفنانين المصريين أكثر من 05 نحاتًا على الجرانيت فى سابقة تعد الأولى من نوعها فى تاريخ النحت المصرى الحديث، لتعود حركة النحت المصرى المعاصر إلى الساحة العالمية قوية ومتألقة من جديد.. شارك فى نحت هذه الأعمال من الفنانين الأجانب حوالى 132 فنانًا من أهم فنانى العالم فى النحت يمثلون 44 دولة، آملين بذلك أن تشهد مصر متحفًا من أكبر وأهم متاحف العالم المفتوحة للنحت المعاصر فى مدينة أسوان. والآن تم وضع «المتحف فى الخريطة السياحية للمدينة بعد أن اكتملت عناصره ليكون إضافة مشرفة للمواقع السياحية لمصر.
∎ حفل الختام
شهد وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب، ختام أعمال السيمبوزيوم والذى كان، تحت شعار «أسوان آمنة ومصر أم الدنيا». ومعه سفير بلغاريا بالقاهرة رومن بترووف والفنان آدم حنين مدير عام السيمبوزيوم والمهندس محمد مصطفى سكرتير عام محافظة أسوان نائبا عن محافظ أسوان مصطفى يسرى- والذى كان يحضر بورصة ألمانيا للسياحة مع والوفد مصرى- بالإضافة إلى الفنان خالد جلال رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية والمهندس محمد أبوسعدة رئيس الصندوق السابق ورئيس قطاع مشروع مصر الحضارى حاليا والذى كرم أثناء الاحتفال.. وشهد الحفل عدد كبير من الإعلاميين ومن أهالى مدينة أسوان، والذى أقيم بالمتحف المفتوح بمنطقة الشلال جنوبأسوان، وبدأت فعاليات حفل الختام بتفقد الوزير أعمال مهرجان السيمبوزيوم الدولى للنحت الورشة الفنية لهذا العام ثم انتقل إلى المتحف المفتوح للسيمبوزيوم بمنطقة الشلال جنوبأسوان. وفى كلمته أثناء الحفل قال الدكتور صابر عرب: إن فن النحت هو السبب الرئيسى فى حفظ التاريخ المصرى والوسيلة المهمة التى حافظ بها المصرى القديم على تراثه وثقافته وليؤكد هذا المتحف على أن المصريين هم أول من جسدوا تاريخهم وحضارتهم على الحجر، وأشاد سيادته بدور محافظة أسوان فى تقديم التسهيلات أمام استمرار دورات السيمبوزيوم المتعاقبة على مر السنوات بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية وأيضا مختلف السفارات التى تشارك دولها فى دورات السيمبوزيوم ومن جانبه أشار محمد مصطفى السكرتير العام للمحافظة فى الكلمة التى ألقاها نيابة عن محافظ أسوان، إلى أن حفل ختام السيمبوزيوم هو بمثابة افتتاح للمتحف المفتوح والذى سيتم ضمه لأجندة الزيارات السياحية من خلال التنسيق مع منظمى البرامج السياحية وهو يقع فى منطقة ساحرة على مساحة 33 فدانا تتعانق فيها عبقرية المكان مع عبقرية الإنسان، مؤكدا على حرص المحافظة فى احتضان الأعمال الفنية للسيمبوزيوم فى منظومة التطوير والتجميل داخل الميادين وبالشوارع الرئيسية لتشكل معا بانوراما فنية تليق بمكانة أسوان فيما قال الفنان آدم حنين: السيمبوزيوم أصبح محط أنظار فنانى العالم، لأنه رفع اسم أسوان عاليًا، حيث يصبح ثالث أهم حدث تاريخى بعد بناء السد العالى ونقل معبد أبوسمبل.
وقال خالد جلال، رئيس صندوق التنمية الثقافية: السيمبوزيوم حدث فنى ثقافى ينمو بخطى ثابتة ويحظى بمكانة دولية، ووجه الشكر إلى محافظة أسوان لاستضافتها أهم فنانى العالم فى النحت وتوفير المساحة وإمكانيات لإقامة أول متحف مفتوح لفن النحت المعاصر، فضلا عن إتاحة الفرصة لاكتشاف مواهب فنية جديدة، ثم تم تكريم الفنانين المشاركين فى هذه الدورة واختتم الاحتفال بعرض فنى لفرقة (الكفافة التراثية) للإنشاد الدينى من إشراف الفنان أنسى يوسف.
وفى ختام هذه الدورة الناحجة رغم الظروف الصعبة التى تمر بها مصر لابد من تقديم الشكر لكل القائمين عليها من اللجنة المنظمة عبر 19 عاما لتثمر لنا هذا الإنجاز العظيم والذى أصبح عملا تفخر به مصر عبر الأجبال القادمة.