كارثة جديدة تحاصر السياحة المصرية جاءت فى الوقت الذى يسعى فيها هشام زعزوع - وزير السياحة - لرفع الحظر عن مصر ليأتى انفجار أتوبيس سياحى بمنفذ طابا أمام فندق سندس، كان يقل 33 سائحًا من مختلف الجنسيات، وكان قادمًا من منفذ طابا البرى لقضاء الإجازة الأسبوعية ومتجهًا إلى مناطق دهب، ونويبع وشرم الشيخ، وقد سقط قتلى وجرحى جراء هذا الانفجار أسفر عن مقتل 3 سائحين أوكرانيين وإصابة 14 آخرين بانفجار الحافلة، ليقضى على آخر أمل فى استعادة الروح لجسد السياحة. وقد أظهر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تراجع أعداد السائحين القادمين من كافة دول العالم إلى مصر خلال شهر سبتمبر الماضى، بنسبة 69.7٪ ليسجل نحو 201 ألف سائح مقابل 994 ألف سائح خلال الشهر ذاته من عام 2012 مشيرا إلى أن القطاع السياحى هو الأكثر تضررًا من المشهد السياسى.
وأوضح الجهاز - فى نشرته الشهرية للسياحة خلال شهر سبتمبر من عام 2013 التى صدرت اليوم الأربعاء- أن أوروبا الغربية كانت أكثر المناطق إيفادًا للسائحين، يليها الشرق الأوسط ثم أوروبا الشرقية.
وقال إن عدد الليالى السياحية التى قضاها السائحون المغادرون خلال الفترة المذكورة انخفضت بنسبة 90.9٪ مشيرا إلى أن دول الشرق الأوسط احتلت المركز الأول فى عدد الليالى التى قضاها السائحون يليها أوروبا الغربية ثم أمريكا الشمالية.
ولفت الإحصاء إلى أن عدد السائحين من الدول العربية إلى مصر خلال شهر سبتمبر الماضى تراجع ليسجل نحو 99 ألف سائح مقابل 240 ألفا خلال شهر سبتمبر من عام 2012 بنسبة انخفاض بلغت 58.5٪.
ونوه بأن عدد الليالى السياحية التى قضاها السائحون العرب المغادرون خلال شهر سبتمبر الماضى شهدت انخفاضا ليبلغ 596 ألف ليلة مقابل 3.5 مليون ليلة خلال الشهر ذاته من العام الماضى، مشيرا إلى أن متوسط عدد الليالى للسائح سجل خلال الفترة المذكورة نحو 3.8 ليلة مقابل 12.5 ليلة خلال فترة المقارنة.
∎ الردع!
اللواء محمد عبدالفتاح عمر، الخبير الأمنى، توقع لهذه الموجه من العنف والإرهاب أن تزداد خلال المرحلة القادمة، وأبدى السبب من وجهة نظره، بأنه لا يوجد رادع قوى للإرهابيين المرتكبين لهذه الجرائم والحوادث التى تضر بالمجتمع.
واستنكر على المؤسسات الحكومية، أنها تعمل حسابا كبيرا فى مواجهة الإرهاب للمجتمع الدولى، الذى يضع لافتة حقوق الإنسان كستار يتخفى وراءه لممارسة ضغوطه على المجتمعات العربية ومن ضمنها مصر.
وطالب اللواء عمر بتوقيع عقوبات الإعدام شنقا ورميا بالرصاص على هؤلاء الجناة الإرهابيين، ممن يثبت تورطهم فى عمليات إرهابية، وأن يتم تسليط الضوء على تنفيذ هذه العقوبات إعلاميا، حتى تكون رادع لمن يفكر فى إرهاب الوطن والمواطنين.
ولفت عمر إلى أن «الجماعات» بدأت مؤخراً فى استئجار بلطجية، وعتاة إجرام، مقابل مبالغ مالية كبيرة للقيام بهذه الجرائم الإرهابية والتفجيرات والاعتداءات على رجال الشرطة، وخلص اللواء عمر إلى أن ما يحدث الآن هو شفافية مطلقة من جانب جهاز الشرطة، يواجهها إنكار مطلق من جانب الإرهابيين.
∎ الثمن !!
ومن هنا أكد الهامى الزيات - رئيس اتحاد الغرف السياحية - أن حوادث الإرهاب المتتالية تجعل الاقتصاد المصرى يتلقى العزاء فى قاطرة الاقتصاد الأخيرة، فالسياحة المصرية تدفع ثمن الإرهاب الغاشم وتدخل فى نفق مظلم جديد خاصة أن هذا الانفجار الأخير لا يبشر بمرور الأيام المقبلة بسلام، وبالتأكيد سوف نشهد إلغاء حجوزات خلال الساعات المقبلة، مضيفا أنه يؤثر سلبًا على الصورة الذهنية للمقصد السياحى المصرى. وأكد أن حجم حركة السياحة الوافد إلى القاهرة لن تتأثر لأنها بالفعل متأثرة، موضحًا أن الشركات ومنظمى الرحلات يترقبون الأوضاع فى مصر.
وأشار الزيات إلى أن التردد يسيطر على السائح الأجنبى قبل الحوادث الأخيرة التى سوف تقلص فرص مصر فى المنافسة، خاصة أن هناك دولاً تعمل فى الوقت الحالى على الاستفادة من الأزمات التى تعانى منها السياحة المصرية.
∎ نحتاج لمعجزة
وأشار المهندس أحمد بلبع - رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الاعمال - إلى أن ما يحدث للسياحة المصرية شىء فى غاية الخطورة فالسياحة فى طريقها للاستعداد للموسم الصيفى وبهذه الحادثة انتهى الموسم بالخسارة المؤكدة.
ولفت إلى أن الخسائر مازالت تطارد أصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية بسبب تدنى نسب الإشغال وتراجع أسعار بيع كافة الخدمات السياحية، رغم اتجاه غالبية العاملين بالقطاع إلى هيكلة الإنفاق العام وتخفيض عدد العمال.
وفقدت مصر خلال العام الماضى 04٪ من دخلها السياحى خلال العام الماضى، جراء إصدار تحذيرات سفر عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة بالقوة بداية أغسطس الماضى.
وأشار إلى أننا فى بداية الانطلاق للقطاع، خاصة مع قرارات عدد من الدول الأوروبية والأجنبية بإلغاء قرار حظر سفر مواطنيها إلى مصر وبعد هذا الانفجار سوف تتراجع، جميع الدول الأجنبية عن هذه القرارات، وتعود السياحة إلى مربع الصفر.
مؤكدا أن موسم الشتاء الحالى كان من أسوأ المواسم التى مرت على البلاد، بسبب استمرار العمليات الإرهابية وأحداث العنف المؤسفة التى تشهدها البلاد يومياً، ولذا فإن تعافى السياحة وعودتها لطبيعتها يحتاج فعلا لمعجزة إلهية.
∎ النهاية!!
وقال الخبير السياحى أشرف شيحة إن السياحة المصرية تواجه مصصيرا سيئا بسبب هذا الانفجار فضلا عن أن الوضع السياحى ضعيف بشكل ملحوظ خاصة أن نسب إشغالات فنادق شرم الشيخ لا تتعدى حاليا 30٪ إضافة إلى إغلاق العديد من الفنادق، وأن فنادق شرم الشيخ ومرسى علم لن تعتمد على سوق واحدة مثل السوق الإيطالية التى لم تعد حتى الآن، ولم يتم رفع الحظر وشركات التأمين ترفض التأمين على الشركات السياحية الإيطالية حال تنظيمها أية رحلات إلى مصر، أما السوق الروسية فضعيفة جداً والسوق الإنجليزية تأتى منها سياحة بسبب البيع بأسعار منخفضة، حيث بلغ سعر الغرفة فى الفنادق ذات الأربعة والخمسة نجوم إلى 30 دولاراً فى الليلة شاملة الوجبات والمشروبات، وهذا ما دعا العديد من الفنادق إلى الإغلاق.
وأوضح أن الحجوزات المستقبلية مازالت فى علم الغيب، خاصة أن الرؤية غير واضحة تمامًا وأن التعافى لن تظهر بوادره إلا باتضاح الرؤية واستقرار الأوضاع فى مصر. أشار إلى أنه لا يستطيع أحد أن ينكر الجهود الكبيرة التى يبذلها هشام زعزوع، وزير السياحة، من أجل إعادة التدفقات السياحية، خاصة من الأسواق المصدرة سياحة لمصر، إلا أن تصريحات الوزير بعودة السياحة هى دعوة للتفاؤل أو نوع من بث الطمأنينة للخارج وللعاملين بالقطاع السياحى، ولكنها تختلف تماماً عن الواقع الذى تتناقله يومياً وسائل الإعلام العالمية، لافتا إلى أن الدليل ما قامت به مؤخراً الحكومة الإسبانية بتوقيع إقرارات على مواطنيها الراغبين فى السفر سياحة لمصر وعدم مسئوليتها حالة تعرضهم لأية مخاطر باعتبار أن مصر أصبحت منطقة خطرة من وجهة نظر حكومتهم، الأمر الذى أوجد حالة خوف لديهم من القدوم لمصر، وهذا ليس فى إسبانيا فقط ولكن هناك دول أخرى أعلنت إلغاء التأمين على مواطنيها حال سفرهم لمصر وتوقيع عقوبات على منظمى الرحلات وهو ما وضع العديد من الشركات والفنادق فى موقف صعب للغاية.