تصاعدت وتيرة أعمال العنف تجاه رجال الشرطة، ولم تعد عمليات استهدافهم مقصورة على المدن الحدودية وشمال سيناء، بل امتدت الجريمة الجبانة إلى العاصمة ومدن الدلتا، وخاصة محافظة الشرقية التي شهدت 6 حوادث قتل منظمة فى أقل من 10 أيام، لأمناء شرطة، بههيا وأبوكبير وكفر صقر ومركز الزقازيق، وبطريقة واحدة عبارة عن طلقة واحدة بالرأس. ولم تفلح الأجهزة الأمنية بالشرقية فى التوصل إلى هؤلاء المجرمين حتى كتابة هذه السطور. ودع الآلاف من أهالى الشرقية جثامين الشهداء فى مواكب جنائزية عسكرية مهيبة إلى مثواهم الأخير، تقدمها اللواء سامح الكيلانى مدير الأمن وقيادات الشرطة والأجهزة التنفيذية وسط حالة غضب شديد وهتاف ضد الإرهاب، والتراخى الأمنى ومطالب بضرورة القصاص والتصدى للإجرام. محملين وزارة الداخلية المسئولية لعدم تأمينها لأفرادها أو صرف أى حقوق لهم.
فبعد أن ودعت قرية كفر أبوحطب، مركز ههيا، أمين الشرطة، هانى محمد النعمانى، والذى استشهد أمام عزبة حسنى وهو عائد من عمله، منذ أيام، عادت لتودع الشهيد شعبان حسين سالم، 64سنة، أمين شرطة بمركز
أبو كبير، والذي اغتالته أيدى الإرهاب الأسود، بناحية قرية أبو عمرو خلال توجهه لعمله. وودعت قرية أنشاص الرمل مركز بلبيس، أمين شرطة، إسماعيل محمد عبد الحميد، 31 عامًا، بعد أن أطلق مجهول عدة أعيرة نارية عشوائية عليه أثناء تواجده أعلى كوبرى بردين مركز الزقازيق.
كما شيع أهالى قرية أم الزين، مركز الزقازيق، جنازة شهيد الشرطة، الرقيب شريف حسن بيومى، 23 سنة، من قوة قسم الترحيلات بالمديرية. وودعت قرية بنى عباد مركز الزقازيق الشهيد، الطبلاوى فتحى موسى، 53 سنة، خفير من قوة قسم شرطة القنايات، واللذين استشهدا إثر هجوم إرهابى بمدخل قرية النخاس التابعة لدائرة المركز، حيث تم قنصهما صباح يوم الأربعاء الماضى. فيما ودعت قرية كفر الشرقاية مركز كفر صقر الشهيد، أمين الشرطة، محمود
عبد المقصود على دعبس 32 عاما، نوبتجى الدفتر بمركز شرطة كفر صقر والذى استشهد مساء يوم الخميس الماضى برصاصة غادرة استقرت برأسه أطلقها عليه ملثمان يستقلان دراجة بخارية، أثناء سيره بملابسه الميرى، بشارع جانبى يبعد عن مركز الشرطة بحوالى 150 مترا، بعد انتهاء خدمته، لشرائه متطلبات لأسرته بالقرب من محكمة كفر صقر، وفرا هاربين، ليرتفع عدد شهداء الشرطة إلي 6 قتلوا بنفس الطريقة خلال الأسبوعين الماضيين . وقد اتشحت القري بالسواد فور علمها بالأخبار المشئومة وتعالت صرخات النسوة حزنا على فراق الشهيد ورددن الكلمات التى أدمت القلوب وهزت المشاعر المتحجرة .. وقد توافد آلاف المواطنين على منازل أسر الشهداء لتقديم واجب العزاء فى مصابهم الأليم..
وطالب المشيعون الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط الجناة للقصاص لشهداء الوطن وحماة ترابه وأن يتم تعليق مرتكبى الحادث فى مشانق بالشوارع والميادين العامة ليكونوا عبرة لغيرهم، كما رفضت أسر الضحايا مشاركة المنتمين للإخوان فى تشييع الجثامين أو تعزيتهم.
من جانبه قررالدكتور سعيد عبد العزيز، محافظ الشرقية، تعيين زوجات شهداء الشرطة الذين استشهدوا خلال الأسبوع الماضى، ضمن سلسلة اغتيالات رجال الشرطة بالمحافظة بالوحدات المحلية، تكريما وتقديرا لأزواجهم.
وقال (عبد العزيز)، أن أكثر من 900 دراجة بخارية مخالفة تم ضبطها خلال الأيام الماضية.
وأضاف، إن الحقيقة تكشفت للشعب وعرف أن رجال الشرطة هم حصن الأمان وخط الدفاع الداخلى ضد هجمات الإرهاب على مر العصور وما حدث لن يثنينا عن المضى قدمًا فى القضاء على الإرهاب.
وقد اعتبر محمد يعقوب، الأمين العام لحزب الأحرار بالشرقية، اللواء سامح كيلانى، مدير أمن الشرقية، مسؤولاً عن استشهاد أبناء الشرقية الذين اغتالتهم أيدي الإرهاب السوداء، خلال الأسبوع الماضي، متسائلاً عن دور رجال البحث الجنائي والجهات البحثية المختصة بالمديرية فى كشف معاقل الإرهاب بالمحافظة.
وطالب (يعقوب) رجال المباحث بعدم الانتظار حتى تأتيهم المعلومات، مؤكدًا أن الضرب بيد من حديد على الخارجين على القانون هو الحل لعودة هيبة الدولة والشرطة، محذرًا من مهاجمة المديرية من خلال السيارات المتواجدة أسفل الكوبري أمام المديرية، مشددًا أيضاً على ضرورة توسيع دائرة الاشتباه.
وعلق خبير أمنى: إن الجرائم الإرهابية تتطلب عقوبات رادعة.. والدولة ما زالت مقصّرة. وما يحدث الآن من استهداف واغتيال لرجال الشرطة هو تنفيذ لتهديدات الإخوان التي توعدوا بها قبلاً. ومحافظات الشرقية والدقهلية والإسماعيلية تمثل مستنقع للخلايا النائمة. والدولة غير جادة فى التعامل مع هذه الجرائم، خاصة أنها جرائم إرهابية وليست جنائية وتتطلب عقوبات رادعة.
وقد ندد أئمة وخطباء المساجد بالشرقية بأحداث الاغتيالات المتكررة، مستنكرين هذه الأفعال التي وصفوها بأنها أعمال إرهابية تخريبية هدفها ترويع المواطنين. مذكرين، إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله) وإن هؤلاء الجنود هم الذين يسهرون من أجل توفير الأمن والأمان لنا فلماذا يحدث لهم ذلك؟
وأوضح الأئمة أن للشباب دورا عظيما فى بناء المجتمع وعليه ألا يضل عقله فلقد كرم الله الإنسان بالعقل.
وناشدوا المواطنين بالعمل على الاتحاد صفا واحدا ضد هذا الإرهاب الأسود من أجل مصر.