سمبوزيوم الأقصر السادس..

يأتى ملتقى الأقصر الدولى السادس للتصوير فى أجواء باردة تعيشها مصر وأجواء ساخنة تعيشها مدينة الأقصر، نتيجة للحالة المتردية لتوقف حركة السياحة بشكل لم يسبق له مثيل منذ سنوات طويلة مما أدى إلى إغلاق العديد من الفنادق الكبرى والمحال التجارية والأسواق..
على الرغم من أن هذه الأيام كانت تمثل الموسم السياحى الأساسى للمدينة، حيت كان يقصدها السائحون من كل بلاد العالم ليحتفلوا بأعياد الكريسماس ورأس السنة فى أحضان شمس شتائها الدافئة التى تسقط بأشعتها على نيلها ومعابدها وجبالها وآثارها من آلاف السنين فى مشهد لا يوجد فى أى بلد فى العالم وتكمن المأساة فى عيون أهل البلد البسطاء،ورغم ذلك متماسكون ومعتزون بكرامتهم وآملين فى الله فك الكرب وعودة الحياة لطبيعتها.. وأذكر بائع الهدايا فى البر الغربى بالقرب من مدينة القرنة الذى عرض على شراء بعض التماثيل وكنت لا أريدها وكانت حالة الباعة محزنة للكل فأخرجت بعض الأموال وقلت له ومن معه أنا لا أريد شراء شىء ولكن أريدكم أن تشربوا الشاى، فالجو بارد جدا هنا فقال لى كبيرهم: لا يا مدام إحنا نعزمك على الشاى وآسفين إحنا لا نأخذ شيئا بدون مقابل لكن دعواتك بأن ربنا يصلح الحال ويرجعوا زوار وضيوف الأقصر لها مرة أخرى، الأقصر حزينة يامدام.. ورفع الكل يده للسماء وأخذوا فى الدعاء.
وفى المساء كان حفل ختام سمبوزيوم الأقصر فى الفندق العريق «ونتر بالاس» الذى بناه الخديوى توفيق على ضفاف النهر الخالد وبجوار معبد الأقصر وأمامه البر الغربى حيث تطل علينا جبال وادى الملوك والملكات التى بداخلها مقابر ملوك مصر الفراعنة وجاءت هذه الدورة من الملتقى لتثبت أنه أصبح أكثر ثباتا وشهرة فى المحافل الفنية فرغم التحذيرات من زيارة مصر فى الوقت الراهن نتيجة ما تبثه وسائل الإعلام فى الخارج من تقارير وهمية وزائفة، فإن هناك عددا كبيرا من الفنانين حرصوا على الحضور والمشاركة، كما قال المهندس محمد أبوسعدة رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية ورئيس قطاع مكتب الوزير والفنان د.إبراهيم غزالة قوميسير عام ملتقى الأقصر الدولى للتصوير، والمشاركون فى الملتقى عددهم 52 فناناً «01 فنانين أجانب و5 فنانين من العرب، بالإضافة إلى 01فنانين من مصر»، وعلى الرغم من الحزن الذى يخيم على مدينة الأقصر لغياب السياحة، فإن السعادة كانت تملأ وجوه الفنانين المشاركين فى السمبوزيوم على اختلاف جنسياتهم حيث أجمع كل الفنانين على أن هذه الدورة من أنجح الدورات وأقواها لأنها كانت غنية بورش العمل والندوات الثقافية.. وشارك فيها مجموعة من الفنانين الكبار المتميزين الذين حرصوا على الحضور على نفقتهم الخاصة فى مبادرة هى الأولى من نوعها، مما يؤكد أن السمبوزيوم أصبح ذا سمعة عالمية.. وفى نهاية حفل الختام تم تكريم الفنان الكبير سامى رافع من مصر والأميرة وجدان الهاشمى من الأردن ومدير متحف الأرميتاج بروسيا وكانت روسيا هى ضيف شرف هذه الدورة