يسبق كلامنا سلامنا والصلاة ع الزين، جدع مصرى أصيل عشق ترابها وأرضها، فتش فى رملها من القلعة لباب النصر عن الورد اللى فتح فى جناين مصر، عصفور محندق مزقزق مكانش ضامن يمشى آمن أو مآمن ماشى فين، وكان لسانه سلاحه لأجل يحارب سلطان غشيم طاح ف عبيده ولم يتعظ...، جدع فاجومى مديحه حكم وكلمته تتاقل بالذهب، ذمه رصاصة فى عين مين يمشى عوج، عاش عمره شايل هم البهية وحملها ترك القصور والمال وعاش ف قلوب أهلها.
خلصت السيرة وسابنا الجدع، اتيتموا الثوار من بعدك يا عمنا، مين بعدك راح يلعن أبو الظلم والظالمين بس أنت كان حلمك إننا مكملين، ويالى فى الطريق جايين مادامت مصر ولادة وفيها الطلق والعادة هتفضل شمسنا طالعة برغم القلعة والزنازين. «نجم ماماتش ومش مصدق إنه مش معانا خلاص» لسان حالى وحال كل أحبابه وأصحاب عمره الذين تحدثت معهم فى السطور التالية: الشاعر أمين حداد يقول: نجم ظاهرة فريدة فى شعر العامية وهو التلميذ النجيب لبيرم التونسى من حيث ارتباطه باللغة المصرية، لغة الشهب ومن حيث معايشته للطبقات المعدمة فى المدينة وفى الريف، كما شكل نجم مع الشيخ إمام ظاهرة فنية فريدة فى شكلها تميزت بالمواجهة المباشرة مع السلطة، حيث لم يكن هناك استخدام مباشر لفن المواربة أو الرمز، بل كان تصادميا بطبعه، وهذه هى الفترة المزدهرة لأشعار نجم، وكانت من أهم صفاته الفنية المباشرة وخفة الدم الشعبية بدون أى حواجز، وكان هذا ملمحا مهما فى أشعاره، كان يتصرف بصدق ولا يصطنع التصادم، كان بالفعل لديه مشكلة مع الظلم ومع الفقراء وهذا ما أعطاه الاستمرارية ولم تكن أشعاره أشعار مناسبات تمر مرور الكرام، بل كانت وليدة وقتها لذلك عاشت لسنوات طويلة مثل قصيدة (مصر ياما يا بهية)، من أهم ما كتبه نجم، وهذا سبب استدعاء قصائده فى ميدان التحرير لأن الثوار اختاروا الصادقين ومن عبرت كلماتهم عنهم. ∎ زعلان من نجم! المخرج المسرحى مراد منير، رفيق العمر لعم نجم، وذكريات أعوام طويلة منذ المعتقل مرورا بعروض فنية بديعة وحتى قبيل وفاة نجم بأيام معدود، يقول: نجم عمل فينا مقلب وحش قوى كان واعدنى يكمل ال 09 سنة كوالدته رحمها الله، صديق العمر، قابلته أول مرة فى المعتقل وكان هو ينتقل من سجن لسجن وأنا كنت فى ساعة يسمح للمسجونين بقضائها فى الشمس وكانت أول مرة أقابله فيها، بعدها بفترة كنت أقدم عرضًا للثقافة الجماهيرية اسمه «المتنبى» جاء ليحضر العرض وبعد انتهاء العرض وجدته يجلس وحده فى الصالة، قلت له رايح فين يا عم نجم؟ قال لى انا رايح معاك. ومن وقتها بدأت صداقتنا وعشت معه سنوات طويلة داخل مصر وخارج مصر وفى منزله بالغورية وكنت قد سافرت له سوريا لمدة أربعين يوما ليكتب أشعار مسرحية «الملك هو الملك»، وأقمنا ندوات وقرأنا أشعار المسرحية، وعاش معى فى منزلى بشكل شبه دائم أثناء إعدادنا لمسرحية لولى فى عام 29 تقريبا. نجم هو من ربانى وربى أذنى على السمع والسنة التى أمضيتها معه فى منزله كنت أشاهد الشيخ إمام يوميا وهو يؤذن الفجر فى الغورية، وبعدها يعود للمنزل ويبدأ هو ونجم مبارزة شعرية من نوع مميز تستمر حتى الصباح، مسابقة فى الأشعار حيث يقول كل منهما بيتا من الشعر العربى القديم والثانى يبدأ من آخر حرف انتهى به بيت الثانى، فترين متعة لا حدود لها نجم كانت لديه الحاسة السادسة كأى فنان وكان يقول دائما إن الإخوان لن يكملوا العام فى مصر، وقد صدق حدسه، وكل من يعرف نجم ويحبه كان يصدق توقعاته وكان يقول لنا دائما: (صدقوا مصر) ومتعملوش حاجة وحشة فى شغلكوا عشان الناس تصدقكوا، ولكن فعلا أنا زعلان من نجم لأنه وعدنا باستقبال حفيده من نوارة. ∎ لم يكن سليطا بل صريحا الطبيب الكبير دكتور هشام عيسى، صديق نجم وخال إحدى زوجاته الفنانة عزة بلبع قال لى: حكايتى مع نجم تعود إلى حوالى خمسين سنة من الستينيات تقريبا كانت شهرته وقتها تعود لوقوفه على يسار النظام الناصرى رغم أنه آمن به بعدها، وقتها سمعت شعره وآمنت به جدا وآمنت أنه من أعظم شعراء العامية فى تاريخ مصر وفى تاريخ العالم العربى، بدأت أذهب إليه فى حوش آدم مع المذيع المرحوم عبد الرحمن على، وبدأنا نطوف معا فى كل الأنحاء وبدأت الناس تتعلق بأشعاره بشكل كبير ونحضر محافل بها معارف ومشاهير وسياسيون، وحضرت له محاكمات كتير وسجنه وكان تزوج من ابنة أختى «عزة بلبع». ويضيف ضاحكا: تخيلى اتعملى بسببه ملف فى أمن الدولة، نجم كان رجلا بسيطا جدا جدا خاليا من كل عيوب التظاهر والادعاء ومن كان يتهمه بأن لسانه سليط فهو لم يكن سليطا، بل كان صريحا لما يكره حد يشتمه ولما يحب حد يحضنه ويبوسه، هو لم يمت هو مازال حاضرا بينا وأنا لم اتقبل موته حتى الآن. ∎ صاحب صاحبه الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد: أحمد كان ابن بلد وصاحب صاحبه وفيّا جدا لأصدقائه وكان لديه ميزة مهمة وهى قدرته على التواصل مع كل الفئات وكل الاتجاهات ومختلف الأعمار وأثناء إقامته فى حوش آدم كانت له علاقات بكل الناس فى الغورية، صداقتنا بدأت عندما قابلته عام 46 فى منزل عبد الرحمن الأبنودى، ويشاء القدر أن تستمر علاقتنا ويختلف هو مع الأبنودى لسنوات، كنا نرى بعضنا لأوقات على فترات متباعدة وفى أوقات أخرى نرى بعضنا بانتظام خاصة عندما كنا محبوسين مع بعض ومؤخرا فى فاعليات الثورة، نجم دائما ما كان فى صف الناس ضد أى ديكتاتورية وكان يقدم للناس بشكل بسيط شعارات ومواقف بسيطة نستشعرها بشكل كبير ونتأملها ونتأمل كلماتها فأى شاعر يعيش وسط الناس يصل إلى هذه المرحلة من الصدق وتعيش كلماته لسنوات طوال، صدق نجم هو كلمة السر فى استمراريته ونجاحه. الفنانة فايزة كمال والتى شاركت فى عرضين مسرحيين كتب نجم أشعارهما، تقول: بحكم إعداد زوجى مراد منير مخرج العرضين مع أحمد فؤاد نجم وصداقتهما كنت أتواجد معه بصفة مستمرة وأعتبر هذا من حسن حظى أنى عملت معه وعلى المستوى الإنسانى فهو شخص بسيط جدا ومؤثر وفنيا شاعر عظيم تدخل كلماته القلب دون استئذان، وكنت أشاهد يوميا تأثر الجمهور وتفاعله فى الصالة بكلمات أغانيه وكيف تمتلئ الصالة بالتصفيق بمصاحبة صوت محمد منير أو محمد الحلو فى عرض «لولى»، شاعر كبير يحمل شخصية نادرة خفيف الظل وصاحب ثقافة كبيرة وأفق واسع عشت معه فترة طويلة أثناء الإعداد لعرض «لولى» وكانت جلسات ممتعة مليئة بالثقافة والشعر والفن والسياسة.∎
دولا مين ودولا مين ..
دولا مين ودولا مين دولا ولاد المصريين دولا مين ودولا مين دولا ولاد الفلاحين دولا الورد الحر البلدى يصحى يفتح اصحى يا بلدى دولا خلاصة مصر يا ولدى دولا عيون المصريين دولا مين ودولا مين دولا القوة ودولا العز هز يا هلال هلالك هز واحنا وراك ملايين جايين دولا مين ودولا مين دولا اخواتنا ودولا بنينا دولا الأمل اللى مخلينا دولا المجد اللى مخلينا فوق الجرح نعود سالمين دولا مين ودولا مين دولا يا سيدنا ولاد الشهدا دولا التار لا ينام ولا يهدا خلى ترابك يسكن يهدا ويضم الشهدا الجايين دولا مين ودولا مين