بسبب أو لآخر ينتهى الزواج بين اثنين، البعض يرى أنها تجربة لن يكررها مرة ثانية عملا بمقولة «الزواج نظام اجتماعى فاشل»، والبعض الآخر تراوده الفكرة بإلحاح أن يعيش حياته مرة ثانية ويجرب حظه فى زواج ثان جديد على أمل أن يعوضه حرمان وألم الزواج الأول. أكدت الدراسات النفسية الحديثة أن تجربة الزواج الثانى فى حياة الإنسان غالبا ما تنجح بنسبة مرتفعة جدا تقارب ال 58٪، لأن الشخص يكون فى سن أكبر وأنضج وغالبا هو لا يعتمد فى اختياره الثانى على قلبه فقط ولا على عقله فقط، بل على الاثنين معا! هو فى زواجه الثانى لا يبحث عن نزوة طائشة أو يتزوج لمجرد الزواج من أجل إنجاب أطفال وتكوين أسرة، إنما هو يبحث عن التفاهم والاحتواء والاستقرار والأمان وربما الونس لاستكمال مشوار الحياة الصعب. وتكون لدى هذا الشخص المقدرة الكبيرة ليقدم تنازلات كثيرة كى لا يفشل مرةثانية، وهذا لا يحدث غالبا فى الزواج الأول لصغر السن ونقص الخبرة والتجربة فى الصغر يعتبر الإنسان التنازلات أنها نوع من أنواع إهدار الكرامة.
ثم إنه يستفيد جدا من أخطائه المختلفة التى وقع فيها من قبل ويحاول قدر المستطاع أن يتخلص من عيوبه خاصة العيوب التى أدت إلى تدمير زواجه الأول.
والزواج الثانى مضمون العواقب بشرط أن يؤخذ فى الاعتبار الأولاد فيجب أن يكونوا فى المرتبة الأولى فهم لا ذنب لهم فيما حدث.
ويحذر الخبراء النفسيون ألا يتم الزواج الثانى بسرعة بعد الطلاق لمجرد العناد فى الطرف الآخر.. نعم فالعناد مدمر ويؤدى حتما إلى فشل ذريع فلا يمكن أبدا أن ينجح زواج ثان إذا كان هدفه هو «العناد» فى الطرف الآخر!
وهذه إجابات عن بعض الأسئلة التى تلقيتها عبر الإيميل حول تجربة الزواج الثانى:
∎لماذا يفشل الإنسان فى زواجه الأول وينجح فى الثانى؟
- الزواج ينجح من الناحية النظريةإذا عثر الإنسان على نصفه الثانى المكمل له أى توأم روحه، وهذا هو مضمون الحب الحقيقى، إذن قاعدة الحب الأساسية هى الضمان لزواج موفق فهل معنى ذلك أنه فى المرة الأولى فشل فى العثور على نصفه الثانى ونجح فى المرة الثانية؟ فنجح، الإجابة نعم، لأن الحب جزء أساسى لنجاح الزواج ويجب أن نؤمن بأن الزواج ليس شركة تجارية ولا صفقة وليس اضطرارا لمشاركة إنسان ثان الحياة.. وربما هذا هو الخطأ الذى يقع فيه البعض فى البداية فى الزواج الأول يتزوج الشخص لأنه يجب أن يتزوج.. أو لأنه وصل للسن القانونية للزواج! يتزوج لأنه يجب أن ينجب أطفالا أو لأنه يحتاج أن يمارس الجنس بصورة شرعية.. أو تتزوج فتاة للتخلص من لقب عانس.. باختصار يتزوج لأغراض خالية من أى دوافع إنسانية، وبالطبع لا خير لمثل هذا الزواج! والمتوقع أن يحدث اصطدام مروع بعد شهر أو سنة أو حتى بعد 02 سنة، المهم أن الاصطدام لابد أن يحدثوتأخر حدوثه تفسيره الوحيد هو أن هذا الزواج كان يلبى تلك الاحتياجات على مدى هذه السنين وحين توقف عن الاستمرار فى ذلك حدث الاصطدام ثم الانفجار والمتوقع لهذا الزواج أن يؤدى فى النهاية إلى الطلاق!
∎ما الدوافع التى تدفع الأرملة أو المطلقة لتجربة الزواج الثانى؟
- الأمر هنا يتوقف على احتياجات الأسرة، الاحتياج ليس ماديا فقط، ولا عاطفيا فقط، وإنما هناك احتياج شديد لوجود إنسان.. رفيق.. سند يشارك الحياة وتجربة الزواج الثانى عند المرأة غالبا تنجح عن الرجل لأنها تكون أكثر إيجابية وأكثر قوة وعطاء وتبذل جهدا وتضحيات أكبر!
∎هل من المستحسن أن ينجب الزوجان الجديدان طفلا يجمع بينهما؟
- إذا كانت المرأة فى سن تسمح لها بالإنجاب فيكون من المستحسن أن تنجب لزوجها الجديد طفلا يجمع ما بينهما، فهو يدعم العلاقة ويقلل الصراعات ويقوى الرابطة بينهما لأنه يمثل نسيجا بشريا مشتركا لهما وهوقطعة من كل منهما!
∎هل من الممكن أن يفشل الزواج الثانى لنفس أسباب فشل الأول؟
- من الصعب جدا أن يفشل الإنسان لنفس الأسباب لأنه غالبا ما يتعلم من أخطائه، ويكون أكثر صراحة ووضوحا مع نفسه ويواجه نفسه بعيوبه ويحاول أن يصلح منها، أما إذا كان الإنسان بطبعه مكابرا وعنيدا ولا يعترف بخطئه فغالبا ما يفشل للمرة الثانية!
∎هل وجود أبناء يعوق نجاح الزواج الثانى؟
- نعم بالطبع، فالزوجان يحتاجان لوقت أكثر ليقضياه معا، ووجود أطفال يسرق منهما بعض الوقت، وتزداد المشاكل إذا كان هؤلاء الأطفال وصلوا إلى سن المراهقة أو تخطوها، حيث تزداد احتياجاتهم وتدخلهم فى حياة الزوجين، وقد تبذل الزوجة هنا جهدا أكبر فى العناية بأطفال زوجها لتنفى عنها المفهوم الشائع عن زوجة الأب.
كلام فى الحب
القدر هو من يقرر من ستقابل فى حياتك إلا أن قلبك هو من يقرر من سيظل فيه، ولكن يأتى النصيب ليقرر: من سيكمل معك الحياة!
فضفضة:
إن لم يقدرك الآن لن يقدرك غدا
دعك ممن يقول «سيتغير مع الوقت»! فغالبا يتغيرون إلى الأسوأ!