المذاكرة على شموع النهضة!

سادت حالة من الغضب والاستياء العام مدن وقرى محافظة الشرقية، بسبب مشكلة انقطاع التيار الكهربى، التى عادت للظهور مجددا دون تدخل المسئولين لحلها، خاصة فى هذه الأيام التى تشهد امتحانات نهاية العام للطلاب بجميع المراحل الدراسية، متهمين القيادات بوزارة الكهرباء بتعمد افتعال المشكلات فى وقت حرج، استمرارًا لسياسة الثورة المضادة -بحسب تعبيرهم.

فالانقطاع يحدث عدة مرات فى اليوم الواحد مدة تزيد على ساعتين فى المرة الواحدة، حيث يتم قطع التيار عن أحياء ومناطق المدن وكذلك القرى تدريجيًا دون إبداء أسباب، وهو ما أثار حفيظة عدد من المواطنين والأهالى الذين أعربوا عن استيائهم وقلقهم من تكرار مسلسل انقطاع التيار الكهربائى على غرار ما حدث فى الصيف الماضى وما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبية على الطلاب، الذين اضطروا للاستعانة بالبطاريات والكشافات والشموع لاستذكار دروسهم، وذلك لضيق الوقت، فقد فوجئوا بانقطاع التيار الكهربائى عنهم أثناء مراجعتهم لمناهجهم قبيل الامتحان بساعات.وقد تقدم العديد من المواطنين بالشكوى لشركة الكهرباء أو النجدة بدون جدوى. وأشار المواطنون إلى أن المسئولين قاموا بمخالفة اللوائح والقوانين، قائلين: «الكهرباء الآن تنقطع من ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا، فضلا عن انقطاع مياه الشرب فور انقطاع الكهرباء وعدم وصولها للمنازل نهارا خاصة كفرصقر وأولاد صقر والحسينية وديرب نجم وفاقوس وأبو كبير».

يقول أيمن سعد: على مدار الأيام الماضية تم قطع التيار الكهربائى عن أحياء ومناطق مدينة الزقازيق تدريجيا دون أسباب تذكر، وهو ما أثار حفيظة عدد من المواطنين والأهالى وانتابهم قلق شديد من تكرار مسلسل انقطاع التيار الكهربائى على غرار ما حدث فى فصل الصيف الماضى، خاصة مع بدء بعض امتحانات الفصل الدراسى الثانى وما يترتب عليه من التأثير سلبا على تحصيل الطلبة لدروسهم استعدادا للامتحانات.

ويقول عصام البنا، مصور صحفى: إن انقطاع التيار الكهربائى بصفة يومية فى مدينة أبوحماد، أثر بالسلب على مذاكرة أبنائهم فى امتحانات نهاية الفصل الدراسى للمراحل الابتدائية، ومراجعات الطلاب بالثانوية العامة والكليات.

ومنذ عدة أسابيع لا تأتى الكهرباء إلا صدفة ولدقائق معدودة، وهو ما يؤثر على أطفالنا الذين يؤدون امتحانات نهاية العام للمرحلة الابتدائية والإعدادية، وعندما نسأل ما سبب الانقطاع وخاصة أيام الامتحانات التى يجب فيها توفير كل المقومات للتلاميذ للمذاكرة والتهيئة النفسية لهم، يرد علينا مهندس الكهرباء: «دى مش مسئوليتنا، روحوا اسألوا مرسى»!

ويقول السيد عبدالعاطى، من أهالى ديرب نجم: إن قيادات الحزب الوطنى المنحل يسيطرون على زمام الوظائف العليا والشركات ورءوس الأموال ويعيثون فى الأرض فسادا - على حد وصفه - مطالبا الرئيس مرسى بسرعة تغيير هذه القيادات.

ويضيف سعيد إبراهيم، ميكانيكى: إن المنظمات الحكومية أصبحت الآن تأخذ مبالغ مالية على خدمات لا تقدم من الأساس - بحسب قوله - مشيرا إلى أن انقطاع التيار الكهربائى يوميا يؤدى إلى عرقلة الحالة الاقتصادية فى المحافظة، والمسئولون لا يعبأون بصرخات ومشكلات المواطنين ويضربون بها عرض الحائط!

وعندما بدأ الدكتور أحمد الجيزاوى وزير الزراعة جولته فى محافظة الشرقية بافتتاح موسم حصاد القمح، وزار «الجيزاوى» فرع بنك التنمية والائتمان بقرية أولاد سيف ببلبيس، فوجئ بانقطاع التيار الكهربائى، وأدان الوزير عدم التغلب على هذه المشكلة بالمولدات الكهربائية، وأبدى امتعاضه من وقوف عملاء البنك بالخارج حتى عودة التيار، مصمما على التأكد بنفسه من وجود مولد كهربائى بالبنك، مكتشفا أنه لا يعمل إلا لمدة نصف ساعة فقط!

وقد تبادل شباب ال «فيس بوك» بعض التعليقات الطريفة والنكات فيما بينهم من خلال صفحة قاموا بإنشائها حملت اسم «حملة أهالى محافظة الشرقية ضد انقطاع التيار الكهربائى»، جاء بها «حان الآن موعد انقطاع الكهرباء حسب التوقيت المحلى لمشروع النهضة»، «النور قطع عندك كام مرة النهاردة؟»، «مع الانقطاع المستمر للكهرباء عزيزى المواطن النهضة بتقولك انهض وقوم ولعلك شمعة».

وقد توعد العديد من أهالى المحافظة بعدم دفع فواتير الكهرباء والاعتصام أمام مبانى إدارات الكهرباء بمختلف أنحاء المحافظة، فى حالة استمرار انقطاع التيار الكهربائى بصورة مستمرة فى مختلف مناطق المحافظة لساعات عديدة يوميًا.

وفى إطار متصل فقد أدى انقطاع التيار الكهربى عن مستشفى الزوامل المركزى إلى توقف أجهزة الغسيل الكلوى عن العمل، مما أحدث حالة من الفوضى والاحتجاجات من المرضى داخل المستشفى.

وقال سعيد حسان، أحد مرضى الفشل الكلوى: إن الانقطاع المتكرر للكهرباء يعرض حياتنا للخطر لأننا نغسل يوميا ونتعرض لهذا الإذلال ونطالب وزير الصحة بوضع حد لمعاناة مرضى الفشل الكلوى.

وقد تم مؤخرا بفاقوس تدشين حملة (هنوفر الكهربا علشانك يا مصر) و(شوارعنا أحلى). وأكد الدكتور محمد الهوارى مسئول الإخوان المسلمين بمركز فاقوس وأحد القائمين على الحملة أنها تهدف إلى القضاء على ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى، وذلك بتوليد قناعات لدى أفراد المجتمع بأهمية ترشيد الاستهلاك عن طريق التواصل المباشر مع الناس أو بالخطب والدروس المسجدية والندوات والمطبوعات، وأكد الهوارى أن أهم محاور الحملة:

الترشيد فى المنازل فى استخدام الأجهزة الكهربائية وقت الذروة بدءاً من المغرب ولمدة 4 ساعات، وكذلك استبدال اللمبات العادية بلمبات موفرة للطاقة.

الترشيد فى المساجد بإلغاء إنارة المآذن باللمبات العادية بلمبات موفرة للطاقة وتقليل الإضاءة خلال فترة الذروة وعدم استخدام التكييف خارج أوقات الصلاة وعدم استخدام لمبات الزينة خلال شهر رمضان.

∎الترشيد فى الشوارع

باستبدال اللمبات شديدة التوهج بلمبات موفرة وإطفاء لمبات الشوارع بدءا من الصباح المبكر ورصد ومنع التوصيلات غير القانونية.

الترشيد فى المؤسسات الحكومية والأهلية من خلال تحديد شخص مسئول داخل كل مؤسسة عن ملف الترشيد واستبدال اللمبات العادية بلمبات موفرة للطاقة وإطفاء معظم مصابيح الكهرباء بعد أوقات العمل وخلال الليل وضبط أجهزة التكييف على درجة الحرارة من 24- 26 درجة.