مازالت مسلسلات الخطف والتعذيب مستمرة.. سيناريو واحد لقصص مختلفة.. محاولات لقصف الأقلام والأرواح التى كرست نفسها للدفاع عن القضية المصرية، والتى كان آخرها الناشط القبطى أمير عياد الذى اختفى فى جمعة رد الكرامة بعد أن هدد النظام بالتصعيد؛ إن لم يتدخل للإفراج عن المصريين المسيحيين المحتجزين فى ليبيا، فكان ذلك جزاءه. كانت البداية عندما اكتشفت جبهة الشاب القبطى اختفاء أمير عياد عضو الجبهة، وعضو لجنة تقصى الحقائق فى أحداث المحتجزين الأقباط فى ليبيا، خلال مشاركته فى تظاهرات جمعة «رد الكرامة» أمام مكتب الإرشاد بالمقطم، وكانت آخر رؤية له بمحيط ميدان النافورة بالمقطم واختفى بعدها وظل هاتفه مغلقا حتى صبيحة اليوم التالى للأحداث.
بعد البحث المستمر تم العثور على الناشط القبطى أمير عيادبالعناية المركزة بمستشفى الهلال برمسيس فى حالة خطرة، وآثار تعدٍ وضرب واضحة على جسده.
∎شاهد عيان
تحدثت مع رامى كامل- أحد مؤسسى جبهة الشباب الأقباط، فقال لى: لم يكن أمير ينوى الذهاب لتظاهرات مكتب الإرشاد بالمقطم، لكن فور علمه بوجود جرحى، ومصابين ذهب على الفور، وأخذ معه إسعافات أولية من قطن وشاش ومطهرات، كما كان معتادا عنه دائما.
وعند ميدان النافورة حدث هجوم من الإخوان، ولم يستطع أمير الجرى والفرار مع الآخرين، فأمسك به الإخوان واقتادوه مع متظاهرين آخرين إلى مسجد بلال بن رباح.
وهناك مارس عليه الإخوان حفلات من التعذيب (على حد قول أمير فى اللحظات التى أفاق فيها قبل دخوله فى غيبوبة)، وعذبوهم بالخرزانات والصواعق الكهربائية.
وظلوا يعذبونه حتى فجر اليوم الثانى، وبعد ما انتهوا من تعذيبه هو ومن معه؛ ألقوا بعضهم فى طريق إسكندرية الصحراوى، وآخرين فى طريق السويس كما تابعنا جميعا، وكان نصيب أمير أن يلقوه فى المقطم نفسها.
∎رحلة البحث
يستكمل رامى شهادته قائلا: فجر اليوم التالى، شاهده أحد السكان من أعلى شرفته، وهو ملقى فى غيبوبة عاريا، فنزل على الفور وغطاه بملاءة واتصل من تليفونه بشقيق أمير الذى أبلغنا وذهب إليه بعربة إسعاف.
وعلى الفور تم تحرير محضر بالواقعة رقم 3757 بقسم الأزبكية، تم تحويله لقسم المقطم.
كنا فى هذه الأثناء قد بحثنا عنه فى أماكن كثيرة ولم نجده، وبمجرد أن أخبرنا شقيقه بمكانه ذهبنا إليه على الفور، وكان قد نقل إلى مستشفى الهلال فى غرفة الرعاية المركزة، وهناك رأينا أمير وقد تبدلت ملامحه فى أقل من 24 ساعة، وظهرت عليه آثار التعذيب والضرب فى أماكن متفرقة من جسده.
وللحظة فاق أمير وحكى ما حدث له، ثم دخل فى غيبوبة، فقررنا نقله لمستشفى تريانف حتى يحصل على المزيد من الرعاية الطبية.
∎كلنا مصريون
ويؤكد رامى كامل أن الإخوانيحاولون قمع جميع الأفواه التى تنادى بالحرية والعدالة، وللأسف يكررون نفس ما كان يحدث أثناء النظام القديم، بل وأكثر على مسمع ومرأى من الجميع، وهم يعتقدون أن ذلك سيخيفنا ويرجعنا عن دفاعنا عن الحق والحرية، لكنهم مخطئون أشد الخطأ، فما يفعلونه يدفعنا أكثر للنضال فى سبيل كرامتنا جميعا؛ مسلمون وأقباط لا فرق بيننا، فكلنا مصريون.
∎حفلات التعذيب
كان مينا ثابت ذالناشط القبطى وعضو اتحاد شباب ماسبيرو بجانب أمير عياد عندما أفاق من غيبوبته لدقائق، وقبل أن يدخلها مرة أخرى.
أكد مينا أن أمير بمجرد أن أفاق من غيبوبته تمتم بكلمات، وقال إنه تم اقتياده مع مجموعة كبيرة من الشباب من قبل شباب الإخوان المسلمين.
وتم احتجازهم بأحد المساجد يتوقع أن يكون مسجد بلال، ثم إنه تم تجريدهم من ملابسهم جميعًا وضربهم ضربًا مبرحًا مطلقا عليه ب «حفلات تعذيب»، وأنهم رموه فى وقت متأخر من الليل فى شارع بالمقطم، وأنقذه أحد السكان الذين اتصلوا بشقيقه بعد أن أخبرهم بهاتفه ليأتى للمكان بصحبة سيارة إسعاف لنقله لمستشفى الهلال، وبعدها دخل فى غيبوبة أخرى.
∎تهديده لمرسى هو السبب
وبالرجوع إلى آخر ما فعله الناشط أمير عياد قبل اختطافه بساعات وجدنا أنه عقد مع عدد من النشطاء الأقباط مؤتمرًا بمقر حزب المصريين الأحرار بشبرا، وهدد أمير مرسى أنه خلال الساعات المقبلة سيتم اتخاذ إجراءات ضد الخارجية التى اضطهدت حقوق الأقباط فى الخارج حتى تطور الأمر لوفاة أحد المحتجزين.
وبناء عليه أكد شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار أن اختطاف الناشط أمير عياد عضو لجنة تقصى الحقائق التى شكلها مجلس الشورى فى قضية المصريين المختطفين فى ليبيا ؛سببه المؤتمر الذى عقده الحزب بشبرا، والذى هاجم فيه الجماعات المتطرفة فى ليبيا والتى وراء اختطاف مصريين أقباط، وأيضا بسبب انتقاده لصمت النظام ووزارة الداخلية عن التدخل للإفراج عن المصريين المحتجزين فى ليبيا.