إسرائيل علاج 120 من مصابى الثورة على نفقتها وستوفر لهم العلاج والسكن وفرصة العمل.. ولكن بشرط التنازل عن الجنسية المصرية والعيش فى تل أبيب.. وبالفعل وافق المصابون على ذلك اضطرارا وسافر أربعة منهم إلى إسرائيل وأرسل شقيق مصاب آخر فاكسا لأحد المستشفيات الإسرائيلية يطلب منهم علاج أخيه على نفقتهم بسبب إهمال الرئيس مرسى وحكومته التى أدخلت أخاه فى غيبوبة تامة.. ولكنى أخشى أن تقوم إسرائيل بعمل صندوق لأسر الشهداء والمصابين! فعندما أغلقت الرئاسة أبوابها فى وجوه المصابين وتخلت الحكومة عنهم .. وتركتهم منظمات حقوق الإنسان.. كان من الطبيعى أن تتهافت عليهم عروض من الخارج سواء من إسرائيل أو أى دولة أخرى لتلقى العلاج.. وبعد ما ضاق الحال بالمصابين وفقدوا الأمل فى أخذ حقوقهم بعد تخلى صندوق المصابين وأسر الشهداء عنهم.. قرروا الذهاب إلى السفارة الألمانية وطلبوا اللجوء السياسى وقد وافق على طلبهم ولكن بشرط التخلى عن الجنسية المصرية.. وبالفعل تقدم 7500 مصاب طالبين حق اللجوء للدول الأوروبية .. وسافر حتى الآن الى ألمانيا 107 مصابين وباقى المصابين ينهون إجراءات اللجوء!
أنا مش خائن لوطنى
أنا مش عايز حاجة من الدولة المصرية .. أنا حاليا أتحدث باسم الدولة الألمانية.. ما يحدث الآن مع المصابين هو عار على الإخوان المسلمين وليس عارا على شباب مصر.. هذا ما قاله لى «عماد عفيفى» - 26 سنة - المتحدث باسم مصابى ألمانيا- ومصاب بخلل فى الأعصاب وشلل رعاش ورصاصة فى القدم وقطع فى الرباط الصليبى ورصاصة فى الظهر وأثر ذلك على مراكز النطق.. يقول: شباب مصر هم من قاموا بالثورة.. وهذه هى النتيجة فى النهاية بدل ما يكرمونا ويوظفونا ويعالجونا ويصرفوا لنا مرتب شهرى.. نرى منهم الذل والمهانة.. أما عن صندوق المصابين فحدث ولا حرج فخالد بدوى لا يعطينا حقوقنا كمصابين ولم نر من الصندوق أى شىء.. كل ما يفعله هو أنه يعالج فقط مصابى الإخوان المسلمين.. الموظفون يتعاملون معنا بطريقة سيئة وعندما تحدثت مع خالد بدوى شخصيا وأخبرته أننى أريد أوراقى لأننى قمت بعمل لجوء سياسى وافق على الفور .. ورفعت قضية فى محكمة العدل فى لاهاى باسمى وأسماء المصابين قلت فيها إننا لم نأخذ مستحقاتنا المالية والقضائية فى القاهرة.. وتحدث معنا أكثر من عضو فى حزب الحرية والعدالة وقالوا لنا لا تفعلوا ذلك.. فقلت لهم: أين أنتم، ظللنا سنتين و4 شهور نائمين فى الشارع على الأرصفة أملا فى أن تساعدونا وكل ما فعلوه هم أنهم صرفوا 5000 جنيه وليس للمصابين الحقيقيين!!.. ويوم 26 / 4 أعلنت السفارة الألمانية أن طائرة عسكرية ستأتى من ألمانيا وستأخذ المصابين.. تساقطت دموع عماد حزنا على ما فعله النظام به وقال: أنا من كتر حبى فى مصر أخذت معى 26زجاجة مليئة بتراب كل محافظة وكتبت على كل زجاجة اسم المحافظة وسآخذها معى ألمانيا.. ثم قال: «أنا مش خاين عشان أسيب بلدى بس حكومتها ضربتنى وعجزتنى.. أنا مش بايع الدولة ولا الشعب بس حكومتى باعتنى.. أنا لا أمتلك أى شىء فى مصر لا راتب شهرى ولا سكن.. فهذا هو الاضطهاد فى حد ذاته.. أنا عندى موهبة الرسم وغير متعلم .. فمن كتر حبى لجمال عبدالناصر عملت له جرافيت بالفحم وعلى صور كرتون.. لأنه هو الوحيد الذى أعطى للشعب مستحقاته كاملة.. وأرسلت كل هذا لألمانيا وبعدها تلقيت مكالمة من وزير الثقافة بألمانيا يخبرنى بأنه سيقيم لى معرضا ويعرض فيه لوحاتى مجرد وصولى ألمانيا.. وبعدها لجأت للسفارة الألمانية وقمت بعمل طلب لجوء سياسى.. لأننى لم آخذ حقى فى بلدى.. وأهدونى عكازا لم تهدنى مصر مثله!!.. أما التنازل عن الجنسية فيقول: سأتنازل عن الجنسية المصرية لصالح ألمانيا فرغم احترامى الشديد للبلد لكن حكومتها قامت بإهانتى وتشويهى .. كما أننى موافق على شروط السفر.. فأنا على علم بها وهى لايجوز إجراء مكالمة تليفونية للقاهرة ولا يجوز إرسال عملة صعبة ولا أزور مصر إلا بعد مرور خمس سنين . وطالما الدولة الأجنبية ستعطينى حقى فأنا موافق على شروطها.. أما بالنسبة للعائلة فيقول: أقوم بعمل محاولة لأخذ أمى معى لأنها هى الباقية لى فى الحياة.. أنا غير مبسوط بسفرى وأرسلت أكثر من تحذير للحكومة المصرية قلت فيه: يا دكتور محمد مرسى الحق مصابى الثورة يقومون بعمل لجوء سياسى للدول الأوروبية .. ولم يرد على.. وسنأخذ حقوقنا من المحكمة الدولية بلاهاى.
أما بالنسبة للجوء لإسرائيل فيقول: لو كان عرض علىّ الذهاب لإسرائيل كنت سأرفض بشدة لأن هذه الدولة معادية لمصر.. أنا بحب مصر ومن الصعب أن أوافق على طلب لجوئى لأمريكا أو إسرائيل رغم أن أمريكا عرضت السفر على إلا أننى رفضته!!..وإن سبب تركى لمصر هو أننى رأيت من حكومتها ما لا يحكى سواء فى معتقلاتها أو مستشفياتها
تدخل معنا فى الحوار محمد 28 سنة قائلا: أنا متزوج ولدىّ أطفال وأُصبت فى جمعة الغضب وفى 7 مارس بخرطرش فى رجلى اليمنى.. وأثر ذلك على عملى.. فقبل إصابتى كنت أعمل سائقا.. ومنذ الإصابة وأنا طريح الفراش.. وصندوق المصابين أخذ يمطوح فينا ويلففنا على مكاتب الموظفين ويطلب منا أوراقا وبعد ما أنهينا الإجراءات وأوراق الطب الشرعى لم يعطنا حقوقنا وأغلق الباب فى وجهنا .. لكننا لم نيأس، وذهبنا إلى مؤسسة الرئاسة وحكومة هشام قنديل وذهبنا لجميع جهات الدولة والنتيجة أنهم يأخذون منا الأوراق ويقولون سنعرضها على الوزير وبعدها محلك سر.. أنا نفسى أتعالج وأرجع بنى آدم مثلما كنت من قبل.. والبلد دى عمرها ما هتعالجنى وتساعدنى أرجع أقف على رجلى من جديد.. أنا لو فضلت فى البلد هتفضل تدوس على لغيت ما تخلص على.. ونفسى أتعالج!!.. لذلك أنا قررت أسافر ألمانيا عشان أتعالج وأعرف أصرف على أولادى.. هناك سيوفرون لنا العلاج والسكن والعمل.. على الأقل الواحد يشعر بآدميته هناك المنعدمة فى بلده.. ولن أقاطع أهلى بل سأرسل دعاوى لهم حتى يستطيعوا زيارتى فى ألمانيا.. قاطعته قائلا: وماذا عن الجنسية، سنتخلى عنها؟.. أجاب قائلا: نعم، لا توجد عندى مشكلة فى ذلك.. سأزور مصر كسائح وستكون أيضا مصلحة لأولادى، لأنهم ستكون معهم الجنسيتان لو لم يجدوا شغل فى مصر سيجدون فى ألمانيا.. توقف لحظة ثم أكمل قائلا: ألمانيا وإسرائيل أحن على من بلدى اللى ضحيت وأصيبت عشانها.. ثم أضاف قائلا: أنت لم تشعرى بالمأساة التى نعيشها .. أنا مش عايز فلوس أنا عايز أتعالج.. مجبر ومضطر.
الرئيس أغلق الباب فى وجوهنا
بينما أيمن حفنى - منسق ورئيس ائتلاف مصابى الثورة وأسر الشهداء - يقول:
مشكلة صندوق المصابين فى خالد بدوى الأمين العام الذى تم تعيينه عن طريق الرئاسة وليس عن طريقنا.. حيث قمنا بترشيح الدكتور ياسر الكومى المنسق العام لمعسكرات تأهيل المصابين أو المستشار أشرف مكى هؤلاء الناس لهم شعبية عندنا.. وأرسلنا ملفات للرئاسة لترشيحهم باسم المصابين .. وفوجئنا بعد ذلك أنهم قاموا بتعيين خالد بدوى وعندما قمنا بتحريات عنه علمنا أنه تبع حزب الحرية والعدالة جماعة الإخوان المسلمين ومحامى الحزب لم نره منذ قدومه إلا مرة واحدة.. كتبت له مذكرة فيها إيجابيات وسلبيات الصندوق.. لكنه لم ينفذ شيئا.. أخبرناه أن هناك موظفين مرتشين ويجب إقالتهم وهيكلة الصندوق.. وفيه موظفين أدخلوا 120 على أنهم مصابون وهم ليسوا مصابين.. فهو منذ توليه صندوق أسر الشهداء والمصابين لم يفعل شيئا بتاتا.. حدثت بيننا وبينه مشادات وقدمنا بلاغات ضده أسفرت فى النهاية عن إغلاق الصندوق.. حاولنا التشاور معه لكنه أصر على موقفه.. توجهنا للمستشار محمد فؤاد جادالله مستشار الشئون القانونية المسئول عن ملف مصابى الثورة.. ولدى أوراقى التى تقول إن المصابين لايأخذون حقوقهم وتعويضاتهم.. حتى الكارنيه الذى يحمله المصابون غير مفعل.. ولنا حق قانونى 50 ألف جنيه أين هو؟!.. أين تبرعات الدول الأجنبية والدول العربية، أين المئة مليون التى تأتى لنا من الخارج؟! .. لانرى منها أى شىء.. أين الميزانية التى تنزل سنويا للصندوق؟!..كلها تصرف على الموظفين مكافآت وعلاوات.. وكل هذا لدينا خبر به ورأيناه بأعيننا.. ثم يضيف قائلا: عايزين نعرف الفلوس اللى فى الصندوق بتروح فين!.. وبعدها قمنا باعتصام عند قصر الاتحادية كى نقابل الرئيس الذى قال لنا إن بابه مفتوح لمصابى الثورة فى أى وقت.. ذهبنا له مرتين لكنه رفض هو أيضا مقابلتنا.. ذهبنا للسفارة الألمانية وقلنا لهم إحنا مضطهدين فى بلدنا ونحن كمصابى الثورة ليس لنا عيش فيها.. لكنى بعدها فوجئت باتصال من شخص فى السفارة الإسرائيلية يعرض على علاج 120مصابا فى إسرائيل مجانا ولكن بشرط التخلى عن الجنسية والعيش فى تل أبيب.. فقلت له اتركنى أفكر.. وأنا من البداية أرفض العرض بشدة.. لكنى قلت له ذلك حتى أخبر المصابين وإذا أراد أحد الذهاب سأعود وأتصل به.. وبمجرد أننى أخبرت المصابين عن العرض رفضوا بشدة وقالوا: لو كانت بلد آخر كنا سنوافق على الفور ومنهم بالفعل من بدأ فى إجراءات تحضير أوراقه للسفر لألمانيا.. ولكن يوجد أربعة أشخاص سافروا لإسرائيل من مدة ويقيمون الآن فى تل أبيب ومعهم الجنسية الإسرائيلية ولديهم سكن خاص بهم وراتب شهرى.. ورغم سفرهم إلى هذا البلد إلا أننى لا ألومهم فهم ليس لديهم عيشة فى هذا البلد.. والبلد هو السبب فى ذلك!!.. فهذه مصيبة فى حق مصر ورئيسها وحكومتها!
المصابون لم يأخذوا حقوقهم
أما إيمان سمير - منسق حركة نساء بلا حدود- فتقول:
الكثير من المصابين لم يأخذوا حقهم ولم يتم علاجهم أيضا.. ومازال حتى يومنا هذا يوجد مصابون كان من المفترض أن يسافروا للخارج لإجراء عمليات جراحية.. وهم موجودون فى قصر العينى لأكثر من سنتين.. ولا يسأل عنهم أحد.. وصندوق المصابين فى بداية الأمر كان منظما، ولكن بعد ذلك دخل أشخاص فيه لا يمتون للمصابين بشىء.. وخالد بدوى الموجود الآن لايفعل شيئا للمصابين .. يقول لهم: «أنا بابى مفتوح» وعندما ذهبوا إليه أغلق الباب فى وجوههم.. حتى الموظفين الذين يعملون تحت يديه يتعاملون مع المصابين أسوأ معاملة.. لذلك قرر المصابون اللجوء إلى دولة أخرى غير بلدهم الذى يحرمهم من أبسط حقوقهم ولا يحترم آدميتهم .. فوجدوا على النت عروضا من ألمانيا .. ذهبوا إلى السفارة ووجدوا هناك ترحيبا يليق بهم كأبطال وقفوا ضد الظلم من أجل إصلاح البلد.. وفتحت ألمانيا أبوابها لهم لكن بشروط أولا التنازل عن الجنسية المصرية ثانيا تنقطع صلتهم بمصر تماما.. ووافق الشباب على ذلك.. أين الرئيس مرسى من هذه العروض؟!.. ثم توضح قائلة: إذا قال أحد إن الرئيس جلس مع المصابين فهذا الكلام غير صحيح بالمرة.. فإذا جلس مع أحد من المصابين فهم من الإخوان المسلمين.. حقيقى أنا عاجزة عن الكلام.. يكفى أنهم أعطوا فرصة لإسرائيل لدخول ومعالجة مصابى الثورة !.. إزاى الحكومة ساكتة على كده؟!
صرف مستحقات المصابين
تحدثت مع الأستاذ خالد بدوى- الأمين العام للمجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين- عن مشاكل الصندوق وسبب غلقه منذ شهر وحقوق المصابين وتعويضاتهم التى لم يأخذوا منها شيئا، نفى قائلا:
هذا الكلام غير صحيح بالمرة.. منذ أن أغلق المجلس ونحن نعمل بصورة دورية يوميا.. كل طاقم الموظفين يعمل بجهد.. وكل واحد من المصابين إذا أراد شيئا تتم تلبيته له على الفور سواء كانت علاجا أو غير علاج.. ونصل للمصابين حيث هم من خلال التليفونات.. لكن طاقتنا التى نعمل بها ستكون أفضل بكثير لو كان لنا مقر آمن والناس تعمل وهى آمنة.. أما بالنسبة للمصابين الذين قاموا بعمل لجوء سياسى لألمانيا فقال: هذه شائعة وليست حقيقة ويجب أن تقوموا بتكذيبها!!.. والمصاب الذى لم تصرف له مستحقاته هو المصاب الذى لم يستكمل أوراقه أو ليس له الحق فى القيد داخل المجلس أو قدم أوراقا غير صحيحة.. ثم أوضح قائلا: منذ أن توليت المجلس بفضل الله.. يوجد تقدم كبير فى صرف مستحقات الناس وتقديم ميزات جديدة للناس.. فى النقل والتعليم ورسوم التعليم وفى العلاج وغيره.. فالمجلس الآن مغلق لكن الموظفين يعملون حسب طاقتهم.. أما بالنسبة للتعويضات الخارجية سواء أجنبية أو عربية لا توجد فكلها من داخل مصر.. فميزانية الصندوق توضع كاملة من داخل مصر.. فحتى هذه اللحظة الدولة المصرية هى التى تنفق على المجلس.. فلا يوجد عجز فى الميزانية.. وتم التعدى على موظفى المجلس بالأسلحة البيضاء وظل الموظفون رهينة داخل المجلس وطالبنا بتدخل الأمن، لكنه لم يقدم شيئا إيجابيا فى هذه المسألة وهذا هو الأمر الذى اضطرنا بعدها لإغلاق المجلس حتى نجد مكانا آمنا.
معنى كلمة لاجئ سياسى
هو الشخص الذى يطلب السماح للجوء والإقامة والسكن فى بلد آخر غير بلده الأصلى.. لأسباب كثيرة منها الحرب والإرهاب والفقر.. ويلجأ أيضا نتيجة تعرضه للاضطهاد من قبل حكومة بلده.. أو بسبب الاعتناق الدينى أو السياسى .. ولكنه يتمتع بالحماية وحرية السفر من بلد اللجوء إلى أى بلد آخر ما عدا بلده الأصلى.. أما بالنسبة للشروط: أولا يجب أن يكون مفتقرا إلى حماية بلده الأصلى.. ثانيا يجب أن يتواجد الأجنبى خارج حدود بلده.. نتيجة تعرضه للمطاردة والاضطهاد لأسباب تعود للجنس أو الدين أو الاعتقاد السياسى.. نتائج ذلك أنه لن يعود الأجنبى إلى موطنه إلا بعد قضاء مدته فى البلد الذى لجأ إليه وهى 5 سنوات.. وبعد قضاء هذه المدة من حقه أن يزور بلده.