ذهبت لحضور محاكمة قتلة الألتراس يوم السبت الماضى وكل ما كنت متخوفة منه هو تبادل الضرب أو العنف والتشابك ما بين الطرفين من أهالى بورسعيد وأهالى الشهداء وألتراس أهلاوى إلا أن ما لم أكن قد وضعته فى الحسبان هو ما رأيته من أهالى الشهداء فقد أتوا للمحكمة فى التجمع الأول بأكاديمية الشرطة وعيونهم متحجرة تملأها الدموع لكنها لا تجرؤ على النزول على الخد.. وكأنها تنتظر الحكم.. فى البداية منعهم الأمن داخل الأكاديمية من الدخول بحجة أنهم لا يملكون التصريحات الجديدة!! ذهبت لحضور محاكمة قتلة الألتراس يوم السبت الماضى وكل ما كنت متخوفة منه هو تبادل الضرب أو العنف والتشابك ما بين الطرفين من أهالى بورسعيد وأهالى الشهداء وألتراس أهلاوى إلا أن ما لم أكن قد وضعته فى الحسبان هو ما رأيته من أهالى الشهداء فقد أتوا للمحكمة فى التجمع الأول بأكاديمية الشرطة وعيونهم متحجرة تملأها الدموع لكنها لا تجرؤ على النزول على الخد.. وكأنها تنتظر الحكم.. فى البداية منعهم الأمن داخل الأكاديمية من الدخول بحجة أنهم لا يملكون التصريحات الجديدة!! لم تنهار أم شهيد لم تبك إحداهن أو تترجى.. بل وقفن بقوة يتحدين الضباط ويعنفنهم بل ويهددنهم.. وقفن جميعهن وهن يرتدين السواد يهتفن ضد الشرطة وقتلة أبنائهن.. وقلن للضباط ألا يكفيكم أنكم لم تستطيعوا إحضارهم للمحاكمة؟ لماذا تريدون منعنا لسماع النطق بالحكم؟ كانت الأجواء متوترة رغم التزام بعض أهالى الشهداء بالصمت والصبر إلا أنهم عندما طال الوقت عليهم صرخ أب بحرقة «ارحموووووونى ده أنا شفت أحمد بيموت قدام عنيا يا ناااااس.. ارحمونى مش قادر» ولكن بقى الوضع على ما هو عليه.. ولكن فجأة ظهر أربعة شباب من شباب الألتراس أهلاوى.. وبدأوا يصرخون بأعلى صوتهم.. «افتحوا الأبواب لأهل الشهداء وإلا سيأتى ألتراس أهلاوى فى غضون خمس دقائق» هذا بعدما كانت الشرطة تركت الناس تصرخ وتهلل وتركتهم ودخلت الأكاديمية وأغلقت الأبواب والشبابيك.. ولكن بعد هذا التهديد بحضور الألتراس جاء أحد الضباط محاولا تهدئة الشباب ووعدهم بدخول الأهالى.. وظل الشباب يضرب على باب الأكاديمية رقم خمسة إلى أن تم دخول الأهالى ثم المحامين والصحفيين حاملى التصريح الذى زعموا أنه غير سارى والذى أكد مدير أمن القاهرة لأحد المحامين أنه لا أساس لما ردده الضباط على أبواب الأكاديمية!! انتظرنا سماع الحكم.. وبمجرد أن نطق القاضى بالحكم أخذ الشباب بالخارج يكبر ويهتف «يحيا العدل.. يحيا العدل». وخرج أهالى الشهداء من أبواب الأكاديمية والحال غير الحال.. انهمرت الدموع المتحجرة من عيونهم.. وزاد عليها الصراخ بالحمد والشكر لله على الحكم العادل.. كما خرج عمرو همام والد الشهيد عمر همام يقول «لا سلفيين ولا إخوان الألتراس همَّ الجدعان» وفى تفسيره للجملة قال أنا سلفى منذ 03 عاما ولكنى الآن مصرى فقط وأشكر الألتراس الذى وقف بجانبنا فالسلفيون مجرد دراويش والإخوان كاذبون أما الألتراس فهم رجال وجابوا حقنا. وأخذ يرقص ويرقص أمام الكاميرات ويرفع يده بعلامة النصر لكن الدموع كانت مازالت تنهمر من بين عينيه.. ولكنه ظل يرقص وقال سأرقص اليوم فى النادى الأهلى للصبح لأنى أعلم أن عمر الآن سعيد وسيرقص معى.. وظل يهتف لا سلفيين ولا إخوان الألتراس هم الجدعان.. والدموع تنزل على خديه لتغرق لحيته. أما والد الشهيد عمر من ألتراس أهلاوى والذى كان أصدقاؤه ينتظرون والده بالخارج واستقبلوه بأغنية لعمر يقولون فيها.. آه يا شهيد.. آه يا شهيد يوم ما نبطل ندور على حقك هنكون جنبك أكيد.. آه يا عمر آه يا عمر حبك فى قلوبنا مايوقفهوش المووووت.. ثم احتضنوا والد عمر الذى احتضنهم وكأنه يحتضن ابنه فقالوا له «ما تبكيش يا عمو.. عمر ما ماتش عمر عايش فينا.. كلنا ولادك ماتبكيش يا عمو» احتضنهم بشدة وأخذ يمسح دموعة على أكتافهم. أما الأمهات فخرجن منهارات من الحكم وفرحتهن لم تكن تسعهن حتى أن إحداهن منتقبة وأخذت ترقص وتقول «ابنى محمد حى.. ابنى رجعلى تانى.. ابنى خلاص رجعلى تانى» وأخذت تحث ابنتها بأن تزغرد وبالفعل أخذت أخته تزغرد وتضحك ولكن ضحكاتهم كانت ممزوجة بالألم حتى إن والد شهيد منهم كان يبكى ويضحك فى نفس الوقت ويقول «نفسى ارتاح وقلبى يهدأ.. حتى الحكم العادل ده مش قادر يغسل قلبى من الحرقة»! فى النهاية تجمعوا كلهم وبدأوا يبحثون عن وسيلة مواصلات تحملهم للنادى الأهلى ليحتفلوا مع أولادهم اللى جابوا حقهم وحق إخوتهم الألتراس أهلاوى.. وعلى حد قولهم الألتراس هم أحسن شىء فى هذا البلد الآن.