أثارت تصريحات الدكتور أحمد زويل فى آخر مؤتمراته الصحفية غضب شريحة كبيرة من المثقفين فهو بكلامه يرسى فكراً سلبياً ويغازل التيار الإسلامى فى مصر.. فزويل ظل لسنوات طويلة هو وأمثاله من علمائنا الأجلاء الذين تعلموا خارج مصر وانفتحوا على العالم قيماً فكرية مستنيرة.. نتشوق لكلامهم وآرائهم باعتبارهم الأكثر انفتاحا وثقافة وعلما وننتظر منهم أن ينقلوا لنا خبرات العالم الذى قدس العلم والثقافة ونبذ الخرافات وفصل بين السياسة والدين. ولكن الدكتور زويل فاجأنا بتصريحات له خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده منذ أيام فى مقر المدينة الإدارى بأنه لا يمكن فصل الدين عن الدولة وأن من يطلب بأن تكون مصر دولة علمانية فهو مخطئ ومصر منذ عهد الفراعنة دولة دينية.. وأن دستور أمريكا له مرجعية دينية. ولم يكتف الدكتور زويل بذلك فقط بل شهد للتاريخ على حد قوله فى ندوة جريدة الأهرام أنه ما كانت توجد إرادة قوية عند بدء مشروع زويل وأنه قد واجهته حرب قوية وحتى بعد الثورة مؤكدا أن الرئيس محمد مرسى وقع على قانون إنشاء المدينة لأنه رأى بالفعل أهميته لانطلاق النهضة العلمية من مؤسسة تحمل اسم النهضة العلمية فى مصر، المثير للدهشة أن الدكتور أحمد زويل قال كلاما مختلفا فى إحدى الجلسات العامة للجمعية التأسيسية بمجلس الشورى، حيث أكد أن الدستور الجيد هو الدستور الذى يحقق الأهداف الأساسية للدولة ويكون دستوراً عادلاً وشاملاً وأشار إلى ضرورة الفصل بين الدين والدولة مؤكدا أن معنى الفصل بين الدين والدولة ليس إبعاد الدين عن الدولة، لكن حماية المؤسسات الدينية من طغيان الدولة وحماية الدولة من الفتاوى التى نراها الآن فى مصر. ولكن كلام الدكتور زويل الجديد يثير كثيراً من التساؤلات فأى دين يقصده الدكتور زويل بعصر الفراعنة، وهل معنى أن الشعب المصرى شعب طيب يتبارك بالدين هل معنى ذلك أن تنتهك حريته باسم الدين؟! وهل يجارى الدكتور زويل التيارات الدينية فى المجتمع ليخلط بين مفهوم العلمانية، هل من المعقول أن دكتور زويل لايعرف معنى كلمة علمانية وأنها تكون بالنسبة له كفراً).. كيف لعالم عاش فى بلاد ليس فيها إسلام ولكنها بلاد متطورة تقدس روح الإنسان أن يقول نفس الكلام الذى يستخدمه أصحاب المصالح قبل الانتخابات للعب بأحلام البسطاء؟! أم أن دعوات بعض الأحزاب السلفية بسحب جائزة نوبل من البرادعى قد جعلته يعيد صياغة الأمر من جديد ويهادن لكسب ودهم. وكيف يغيب عن ذهن الدكتور أحمد زويل طغيان الدولة الدينية فى أوروبا فى العصور الوسطى وما كانت تمارسه الكنيسة من طغيان دينى وإرهاب فكرى ونصبت نفسها ولعنت مخالفيها ولم يكن لأحد حق الاعتراض. غزل للتيار الإسلامى فى البداية يرى الروائى يوسف القعيد أن الدكتور أحمد زويل صاحب مصالح والرئيس مرسى مكنه من مشروع جامعة النيل لذلك هو يقول ذلك الكلام موضحا أننا لا يجب أن نلبس الناس أثواب بطولات زائفة ليسوا قادرين عليها، فأى إنسان هذا الذى يفكر فى إطلاق اسمه على جامعة.. ومصر فى أزمة وصراع فهو فى وادى تانى.. فمصر غارقة وهو ليس له هم إلا الجامعة. ويتساءل القعيد ما صفة الدكتور أحمد زويل فى أن يتكلم فى السياسة ويقول هذا الكلام فهو حتى ليس مواطناً مصرياً. ويؤكد القعيد أن قرار الرئيس محمد مرسى وبتمكين مرسى من الأرض جعله يغازل القوى الإسلامية ويقول ذلك الكلام غير أن الحديث عن أن دستور أمريكا له مرجعية دينية لا أعتقد أنه كلام صحيح. ثقافة سياسية محدودة الشاعرالكبير أحمد عبدالمعطى حجازى يقول: فى المرة الأولى التى عاد فيها الدكتور زويل من أمريكا بعد حصوله على جائزة نوبل ذهب إلى مدينة دسوق وحرص أن يعلن للناس أنه قام بزيارة إبراهيم الدسوقى.. وأنا كتبت وقتها وعلقت على هذه الزيارة فهو أراد أن يعلن عن نفسه ويتقرب من الناس بواسطة زيارة الأماكن المرتبطة بالدين على الرغم من أن هذا النوع من الزيارات كان يجب أن تكون له خصوصيته.. وأنها لا تكون مادة للإعلام ولكنه أراد وقتها مغازلة البسطاء من الناس. ويضيف حجازى مع احترامى الشديد للدكتور زويل وافتخارى به بأنه حصل على جائزة نوبل ووصل إلى أرفع درجة من التقدم العلمى.. إلا أنه إذا كان بالفعل صرح بهذا التصريح فأنا أتساءل عن ثقافته السياسية فمن الممكن أن يكون العالم عبقريا فى تخصصه، لكن ثقافته السياسية محدودة وما أقصده بالثقافة السياسية ليست فقط قراءاته بما يكتب من الأفكار السياسية لكن الأهم هو تقديره للوضع السياسى للبلد فكلام كهذا فى مصر حاليا له قيمة سلبية فهو ينحاز للسلطة القائمة وهو أيضا يعلن انفصاله ومعارضته لنسبة كبيرة من المثقفين الذين يطالبون بعدم الخلط بين الدين والسياسة فالدين عندما يستغل فى السياسة تنهار كل المبادئ التى تقوم عليها الديمقراطية. رد الجميل الكاتبة الصحفية فريدة النقاش ترى أن كلام الدكتور زويل يثير ملاحظتين أولاهما أن الدكتور زويل هو رجل غير سياسى وليست له تجربة من قبل وأى كلام يقوله هو من قبيل الرأى لا يعتد به موضحة أنها لاتستطيع تفسير هذا الكلام إلا أنه مغازلة للتيار الإسلامى فى مصر ولحكم الإخوان، فهو نوع من رد الجميل للدكتور محمد مرسى فهو الذى أخذ قراراً بتخصيص مبنى جامعة النيل للدكتور زويل وسانده ضد الطلبة. والملاحظة الثانية وهى أن الدستور الأمريكى ليست له أى مرجعية دينية فلا توجد مادة فى الدستور الأمريكى تقول إن الدين المسيحى هو دين الدولة فهذا كلام غير حقيقى والدساتير العلمانية لاتعنى أن شعوبها غير متدينة فأمريكا بها نسبة كبيرة من المتدينين المسيحيين وهذا لا يعنى دمج السياسية بالدين، فالرئيس فى أمريكا ليس مطالباً بأخذ رأى الكنيسة لإصدار قرار وهذا هو المقصود بالخلط بين السياسية والدين.. فالدين ثابت والسياسة متغيرة والخلط بين المطلق والثابت يجعل الدين ألعوبة ويحول السياسة إلى طائفية ويعود بالمجتمع للوراء وهذا مايفعله الإسلام السياسى فى مصر. يتغطى بالتاريخ الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية يقول أن الدكتور زويل هو عالم فى الفمتو ثانية والعلوم شىء والفقه السياسى شىء والفقه الدينى شىء آخر وقراءتى السياسية لتصريحات زويل أنه يقدم فروض الطاعة فهو قرأ البوصلة جيدا كعادته ووجدها أنها تتجه نحو الإخوان ولكى يمرر مصلحته فهو يحاول إعادة إنتاج مقولات عفى عليها الزمن.. كلام ليس له مرجعية على الإطلاق فهو (يتغطى بالتاريخ) وينصر الإخوان من باب النفاق والدكتور مرسى أعطى لزويل صكاً قانونياً ومكنه من الجامعة واعتدى على حق الطلبة. ويشير زهران أن قرارات مرسى بصفة عامة لها مظلتان وهى المظلة الأمريكية ومظلة الإخوان ومكتب الإرشاد وإصداره قانوناً لجامعة زويل أيضا له مظلة أمريكية فزويل هو مستشار لأوباما وهو يحاول حاليا أن يوهم الناس البسطاء بكلام عفى عليه الزمن. وزويل بكلامه يروج لدولة دينية فى عصر مرسى يكون غطاؤها أمريكا. فزويل والأمريكان وقطر يتحالفون ضد الشعب المصرى ويمثلون كوكتيل يريدون من الشعب أن يشربه ولكن الشعب والثوار منتبهون ولن يقعوا فريسة لأمثاله.