هوس.. سكوت.. صمت.. لحظة تأمل نحتاجها جميعا احتجاجا على سوق عكاظ الذى نعيشه الآن. فالشعب كله أراد الحديث والتكلم فيما يعلمه وفيما لا يعلمه الكل منح نفسه شهادة علمية متخصصة فى أمور السياسة، الحقوق، الفقه، السنة والفتوى فأصبح الجميع لديه سلطة الفتوى!! تخيل لو أن 08 مليون مواطن تحولوا إلى فقهاء ومتحدثين متفوهين فى أمور الدنيا والدين وبالطبع السياسة فأوضاعنا كلها منذ 11 فبراير«1102» تدعو للحديث فى السياسة، لكن لا أحد يتأمل، الكل يتكلم ولا أحد يسمع الكل لا يدرك قيمة الكلمة فقط يدرك فعل الكلام!! الجميع يجلس فى المساء أمام برامج السياسة الحوارية والتوك شو، هناك من يسمع جملة وهناك من يسمع الحديث بأكمله وهناك من يحول بين القنوات خلال الفواصل الإعلانية الطاحنة فيلتقط الأفكار للمتحدثين ويأخذ فى نشر هذه الكلمات كالببغاء بل إن كثيرين يدخلون فى معارك كلامية طاحنة دفاعا عن بعض الأفكار ووجهات النظر، جميل أن يكون للشخص وجهة نظر ورؤية لكن الأجمل أن تحترم وجهة نظر الآخر، الأجمل أن تسمع وتعى وتفهم ولا تغلق باب تفكيرك على ذاتك الأجمل أن يكون الصمت والتفكير هما السائدان وليس الكلام والصوت العالى والثرثرة، إن أبسط قواعد الإنسانية الذوق والاتيكيت تحتم على الشخص أن يترك للآخر فرصة للتعبير عن رأيه وكذلك تمنحه حق الصمت وتكفله له أيها المتحدثون المثرثرون الصاخبون رفقا بنا وبأنفسكم فطريق الديمقراطية طويل ونحن مازلنا نحبو فى أول الطريق إليها ولن نصل إليها بعد ولن يفيد الضجيج والصراخ وسوق عكاظ المنصوب فى كل أرجاء بلدنا لن تفيد الشائعات التى أصبحنا نشعلها بجهلنا وتكرارنا لها دون تفكير... بالله عليكم تعالوا نتيح الفرصة للتأمل والتفكير والعمل وكفانا سوق عكاظ المدمر على جميع المستويات.