طريق طويل مشيه الإخوان نحو التكويش على مصر، الجماعة الممنوعة - تكاد تكون ممنوعة أو محظورة فى نظام فاشل - وصلوا إلى محطتهم الأخيرة، إما الفوز بعرش مصر أو القفز فى الهواء والسقوط نحو الهاوية، ويبدو أن سيستم مبارك بهت على الجميع فى مصر بما فيهم الإخوان، الرداءة وقلة الموهبة والغباء اكتسبوه من سيستم المخلوع، بليد تأثر به أعداؤه، البلادة والرداءة هما سمة الإخوان فى تعاملهم مع الحياة السياسية ما بعد الثورة، من يقرأ أو من يحاول أن يتعب نفسه ويقرأ فى التاريخ أو يقرأ فى الثورات، سيعرف كم أن الثورة المصرية نجحت بامتياز رغم أنف الجميع، وتسمع الآتى: الثورة فشلت، خطفت، لم تكن ثورة بل انقلاب، مؤامرة خارجية بل سمعت من رئيس تحرير سابق بأن الثورة لم تفعل شيئا سوى أنها غيرت التوقيت الصيفى ورؤساء التحرير ويروح يضحك لكنه ضحك كالبكاء ولأنى أعرف بالنار التى تكويه فى داخله، أكتفى بالابتسامة بداخلى، وتسمع من الإخوان أنها نصر من الله إلى الإخوان ليرثوا الأرض، وتتوه فى اتهامات ومزايدات، الثورة المصرية المجيدة من أعظم ثورات العالم، لا تقل عن الثورة الفرنسية، بل هى أعظم من الثورة الفرنسية ذاتها، فاليعاقبة والغوغاء من الباريسيين أعدموا الملك لويس السادس عشر هو وزوجته بعد أربع سنوات من حكمه منذ اندلاع الثورة وتم الحكم عليه بالإعدام فى 71 يناير سنة 3971 ونفذ الحكم فى 12 يناير فى ميدان الجمهورية وقال كلمته البليغة قبل أن يستسلم للمقصلة «إنى برىء ولكن فليكن دمى فداء سلام وسعادة أبناء فرنسا» الثورة الشعبية المصرية المجيدة كانت سلمية من الثوار دموية من النظام، وعندما نجحت الثورة لم ترد الدم بالدم، بل حاكمت المخلوع ووزراءه وضباطه أمام العالم فى محكمة لم يطلق عليها محكمة الثورة، تلك هى مصر العظيمة وتلك هى ثورتها المجيدة ثورتها التى سيكتب عنها التاريخ كثيراَ عندما يكتب عنها المنصفون المحايدون من أحفادنا وما يفعله الإخوان بالثورة ما هو إلا جهل عام بالشعب المصرى. التركيبة النفسية والاجتماعية للمصريين لا تتفق أبدا مع الخلافة الإخوانية حتى لو حاول الإخوان تطبيقها بشكل ناعم، لن يحكم مصر الإخوان أبدا، تلك من المسلمات التى لابد أن يعرفها الإخوان ولو نظرنا لما حصل عليه المرسى من أصوات سنعرف الحقيقة التى يعرفها جيدا قيادات الإخوان، المرسى فى عرف الانتخابات الإخوانية خسر المعركة الانتخابية على الرئاسة وبرغم الصفقات والتطمينات التى يقومون بها مع الأمريكان إلا أن الأمريكان بعد الملاحظة الدقيقة تأكدوا أن الإخوان ليسوا هم الفصيل السياسى الذى يحقق الاستقرار المطلوب والسيطرة المطلوبة فى بلاد هى الأهم فى الشرق الأوسط، الإخوان الآن يعرفون أن شمسهم تغيب وتنتهى إلى الأبد، قياداتهم ليسوا على مستوى حسن البنا أو التلمسانى أو حامدأبو النصر أو سيد قطب بل هم إخوان تايوان صينى جيل ردىء من القيادات ما تتمتع به فقط هو الديكتاتورية العمياء. المرسى نفسه المسمى الخفى عليه بين شباب الجماعة هو المستبد تلك البلاد يحفظها الله لأمر هو أعلم بها أما البديل وهو شفيق فهو لا يعطى إحساسا بالسعادة ووجهه يحبطنا كلنا ممن كانوا فى الميدان على وجه التحديد إلا أنه من أقدار الثورات الشعبية.