لم يتبق سوى أيام قليلة وتبدأ الجولة الثانية من انتخابات رئاسة الجمهورية التى يتنافس فيها كل من الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد المرسى وسط تعهدات ووعود من كلا المرشحين لمغازلة الشعب المصرى والقوى السياسية الموجودة على الساحة ووسط اتهامات متبادلة لبعضهما. فالدكتور محمد مرسى يخوض الانتخابات بوصفه مرشح الثورة ولا توجد جملة قالها خلال المؤتمرات الصحفية إلا ويذكر فيها دماء الشهداء وأنه المرشح الذى سيعيد الحقوق لأصحابها، مغيرا شعار حملته فى جولة الإعادة تحت شعار «قوتنا فى وحدتنا» ومتعهدا بتشكيل حكومة ائتلافية موسعة، ومؤكدا على حق التظاهر السلمى والاعتصام والحفاظ على الحريات العامة والخاصة ومؤكدا على أن الأقباط جزء من مؤسسة الرئاسة والحكومة. وحاول مرسى جاهدا فى الساعات الأخيرة لقاء بعض من المثقفين والكتاب لكسب تأييدهم بدعوى أن بين جموع الشعب المصرى وجماعة الإخوان خلافًا فكريًا وسياسيًا ولكن بين الشعب المصرى والفريق أحمد شفيق خلاف جنائى ودماء. ويستخدم مرسى فى أحاديثه الشعارات الدينية لكسب أنصاره فقال أطيعونى ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم، وأكمل: فإن عصيت أو حنثت فيما وعدت به فثوروا علىّ وقومونى، وأنا أكون بذلك سعيد.. مؤكدا أنه سيعلق على مكتبه الرئاسى عبارة: «وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ». وقد عاد مرسى من جديد للسلاسل البشرية حيث قامت فتيات من الأخوات بعقد سلاسل بشرية بميدان مصطفى محمود لتأييد مرسى وهى الوسيلة الجديدة التى ابتكرها الإخوان فى الجولة الأولى من الانتخابات بهدف الحشد واستعراض القوة. وأكد مرسى التزامه بوجود نواب له من خارج جماعة الإخوان المسلمين حال فوزه بالرئاسة، فضلا عن مستشارين فى كل المجالات يمثلون جميع المصريين وسيكون لهم دور فى اتخاذ القرار. وأكد أنه سيسعى جاهدا لوضع دستور يعبر عن جميع المصريين مشددا على أن الأقباط فى مصر مثلهم مثل المسلمين وتعهد بالاستقالة من حزب الحرية والعدالة حال فوزه بمنصب الرئيس. وقد اعتمد مرسى بطريقة غير مباشرة فى دعايته على زوجته التى التقت أهالى الشرقية بمظهرها البسيط، وأكدت خلال المؤتمر أنها ترفض لقب سيدة مصر الأولى وتفضل أن يناديها الناس ب«أم أحمد»، لكسب تأييد النساء البسطاء ممن استقبلوها بالزغاريد. مرسى ظل مهادنا فى تصريحاته فعلى الرغم من أن الإخوان المسلمين هم من أثاروا غضب القضاة بعد صدور الحكم على الرئيس المخلوع مبارك وكان مرسى من المشاركين فى اعتصام ميدان التحرير واتفاقه على ضرورة الضغط الشعبى لإعادة محاكمة مبارك ورموز نظامه، بما يضمن الحفاظ على جميع حقوق الشهداء والشعب المصرى بأجمعه، إلا أنه أعلن فور تصريحات المستشار أحمد الزند أنه لا يوافق على الإساءة للقضاء، فالقضاء والقضاة ميزان الوطن وأن اختيار رمز الميزان للحزب هو حس للعدالة، فالقضاة ميزان الوطن والتجريح مرفوض والنقد مرفوض وإبداء الرأى للأحكام مرفوض ولكن الحالة المجتمعية الثورية فى المجتمع نقدرها جميعا، وأشاد بنادى القضاة ووقوفه ضد التزوير فى انتخابات 5002، وأنه يلتمس العذر للمستشار أحمد الزند فى غضبة وأن الفصل بين السلطات مسئولية الرئيس القادم. وغازل مرسى المرأة، مؤكدا على أنهائمواطن مصرى مثل الرجل تماما ولها كل الحقوق ومتساوية معه فيها، وتقوم بدورها بغض النظر عن مكان وجودها أو عملها، وتطرق «مرسى» لمشاكل المرأة المعيلة، والاستقرار الزوجى والحالة النفسية المضطربة بسبب المشكلات الاقتصادية والبطالة، وكذلك حالات الطلاق المبكر والعنوسة، واعدا المرأة بمنصب نائب الرئيس. الفريق أحمد شفيق المرشح المنافس للدكتور محمد مرسى اعتمد حتى اللحظات الأخيرة على حملته الإعلانية التى تركز على فكرة القرار والأفعال معرفا الشعب المصرى بتاريخه وقراراته التى اتخذها وداعيا الجميع لفتح مصالحة وطنية ونسيان الماضى وبناء دولة مدنية جديدة مستخدما فى دعايته الهجوم الشرس على الإخوان، مغازلا بذلك الهجوم التيارات الليبرالية فى المجتمع التى تكره ما يسمى الإسلام السياسى حيث وصف شفيق الإخوان بأنهم عودة لعصور الظلام وأن الإخوان سرقوا ثورة الشباب ولا يريدون إلا شبابا يقبل يد المرشد وسيطردون معارضيهم خارج البلاد ثم تساءل كيف نصدق من قال طز فى مصر؟ ودعا شفيق أنصاره لاختياره فى الصندوق كممثل للدولة المدنية. ووجه شفيق رسالة لشباب مصر شاكرا فيها الشباب على جهده فى بناء التاريخ الحديث لمصر. متعهدا أن يظل ميدان التحرير، وكل ميادين مصر الأخرى .. فى مختلف المحافظات منبرا للتعبير عن الرأى، وأن تكون ساحات حُرة وآمنة للتعبير وأن يتحول ميدان التحرير إلى ما يشبه «هايد بارك»، حيث سيعمل على تنظيم الميدان بحيث لا يضار أصحاب الأنشطة الاقتصادية وستكون هناك شركات ومحلات وبازارات ومقاهى ومطاعم وسط المدينة.. حيث سيتيح الميدان مساحات التعبير بفن الجرافيتى. وتعهد شفيق بالحرية السياسية لكل شاب يمارس نشاطا سياسيًا. ووعد شفيق الشباب بإعطاء مزيد من الفرص لهم .. فى دوائر صنع القرار.. موضحا أنه سيتبنى نظاماً انتخابياً يتيح أكبر تمثيل للشباب، وسوف يخفض سن الترشيح لانتخابات المجالس المحلية. ووعد شفيق الشباب والفتيات بالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص فى التوظيف، مشيرا إلى أن مصر ستكون بلدا للكفاءات لا للوساطات، متعهدا بتأسيس الهيئة الوطنية للمشروعات الصغيرة ورعاية شباب المخترعين، وتلبية احتياجات شباب هيئات التدريس بالجامعات، وزيادة البعثات التعليمية للخارج. وتعهد شفيق بتوفير إعانة بطالة لكل شاب وشابة إلى أن يجدا فرصة العمل المناسبة. وتعهد بتغليظ العقوبة على كل من يخالف قوانين العمل ويقوم باستغلال الشباب، ولا يعطى لهم حقوقهم فى الأجر العادل والتأمينات. وتعهد بتثبيت العمالة المؤقتة فى الجهاز الحكومى. وتعهد بتوفير التمويل الكافى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب. وتعهد بالحد من ظاهرة الوساطة فى التعيين بالجهاز الحكومى، وأن يكون التعيين وفقا لمعايير نزيهة وشفافة تستند إلى الكفاءة وليس الوساطة. وتعهد شفيق بالاهتمام بالرياضة والاتحادات الكروية وبناء مراكز شباب، والمشروعات الثقافية للشباب. وناشد الفريق أحمد شفيق قضاة مصر أن يتراجعوا عن التفكير فى عدم الإشراف على الانتخابات الرئاسية، وطالبهم أن يواصلوا القيام بمهمتهم الوطنية الدستورية، واصفا إياها بأنها تمثل الضمانة الحقيقية لنزاهة الانتخابات وحمايتها من التزوير والتلاعب.