أمران كلاهما صعب.. المطرقة أم السندان، هكذا وجد المصريون حالهم فى صبيحة يوم النتيجة.. نتيجة انتخابات الثورة، تلك الانتخابات التي شهد الجميع بنزاهتها فأسعدتهم.. لكن حان وقت الاختيار ولابد لنا من المفاضلة بين اختيار دولة تحكمها جماعة الخداع السياسي والتى لم توف بأى وعد أعطته منذ عام 8291وبين مرشح يعترض عليه الكثير تخوفا من عودة النظام السابق الذى أطاحت به الثورة. تعايشنا مع الشعب الحائر وأطيافه الثورية ودخلنا معه فى حالة العصف الذهني التى يمر بها ليصل إلى القرار النهائى.. وقد تباينت ردود أفعال القوى الثورية والأحزاب السياسية حول موقفهم من اختيار مرشح الإعادة.
(حملة أبو الفتوح)
حتى الآن لم تقرر حملة أبو الفتوح موقفها النهائى من جولة الإعادة، وهذا بالرغم من أن كل المؤشرات تميل إلى إرجاح تعاونه مع مرسى، فى حين أنه أعلن رفضه لمنصب نائب الرئيس، أو رئيس الوزراء.
وفى حديث معنا أكد باسم عبد الباسط - عضو بحملة دعم أبو الفتوح: أن أبوالفتوح لن يعلن دعمه لأي مرشح، ولكنه بالتأكيد ضد إعادة إنتاج النظام السابق، وسينتظر أن يعلن مرشح الإخوان محمد مرسى بنود التوافق الوطنى التى سيتم من خلالها مشاركة الجميع فى الحياة السياسية بصورة موحدة، دون انفراد تيار بعينه بالحكم، وإذا قدمت جماعة الإخوان ومرشحها بنودا واضحة وإيجاد حالة مصالحة وطنية بين الجميع سيدعمها بالتأكيد.
والجديد أن أبوالفتوح اقترح على عدد من قيادات الجماعة الاستعانة بالمرشح حمدين صباحى نائبا لمحمد مرسى، إذا نجح فى الانتخابات، أو أي نائب من القوى المدنية حتى لا تقتصر السلطة على الإسلاميين.
(حملة حمدين)
اتصلنا بأحمد تركى - أحد أعضاء حملة المرشح الفائز بالمركز الثالث بالانتخابات حمدين صباحى والذي أكد لنا أن المرشح اعتذر عن عدم حضور الاجتماع الذي دعا إليه محمد مرسى حيث إن هناك إجماعا من أعضاء الحملة على عدم دعمهم لمرسى.
وعلمنا أن حمدين رفض اقتراح د. أبوالفتوح بأن يعلن دعمه لمحمد مرسى قائلا: إن مشروعنا جاء مناهضا لإقامة مشروع إسلامى فى مصر، فكيف نتفق مع الإخوان الآن؟!
كما علمنا من أحمد أن حمدين قدم طعنا على نتائج الانتخابات بسبب الانتهاكات التى حدثت فىاللجان على حد قوله.
(سنتفاوض)
أما مرشح الرئاسة السابق والبرلماني الحالي أبو العز الحريرى فقد صرح أن الإخوان المسلمين هم المسئول الأول عما نحن فيه فهم من حنثوا بكل وعودهم مع الثوار وانشقوا عنهم وأوصلونا إلى ما نحن فيه. فبدءا من الاستحواذ على مجلسى الشعب والشورى ومحاولة السيطرة على اللجنة التأسيسية، كل ذلك أدى بنا إلى ما نحن فيه وجعلنا نشك فى كل نواياهم ولا نصدق أي وعود خاصة بهم.. وما سأقوم به بالاشتراك مع القوى الثورية هو التفاوض مع الطرفين والجلوس معهم للوصول إلى أفضل الحلول وبعد ذلك سنقرر.
(ائتلاف الشباب الثوار)
كلاهما مر.. بهذه الجملة بدأ معى ياسر عبدالرحمن - عضو بائتلاف الشباب الثوار كلامه قائلا: من الصعب أن نفاضل بين محمد مرسى وأحمد شفيق، فكلاهما صعب ومر.
ونحن نرى أن الانتخابات لا تعبر بأي حال من الأحوال عن إرادة الشعب الذي قام بالثورة، وضحى بدمائه من أجلها.. وبناء على ذلك، فقد قررنا مقاطعة الانتخابات فى جولة الإعادة بشكل نهائى أو على الأقل إبطال الأصوات حتى لا يفوز أى منهما.
(6أبريل)
أما حركة 6 أبريل فقد أعلنت أن النتيجة كانت صادمة ومحبطة للغاية، فمرسى وشفيق أسوأ من بعضهما البعض فإن اخترنا الإخوان سنتحول إلى دولة المرشد، وسنفاجأ بخيرت الشاطر يكون الحكومة الجديدة، وإن اخترنا شفيق سنرجع الرئيس القديم هذا بالإضافة إلى أنه لن يلبى أي مطالب للثورة.
وبالتالي فهم محتارون للغاية فى الاختيار، وأكدوا أنهم حتى الآن من الممكن أن يقاطعوا جولة الإعادة بنسبة07٪ أو سينتظرون نتيجة التفاوض مع جماعة الإخوان المسلمين بشأن كرسى الرئاسة الذي لابد أن يكون مشتركا بين كافة القوى السياسية من أجل الثورة.
(لا للإخوان)
أما حزب التجمع فكان له رأي مختلف لكنه حاسم فقد قال د.رفعت السعيد - رئيس الحزب: لقد رفضنا منذ البداية الإخوان لما تعودنا عليه من ممارساتهم وألاعيبهم السياسية، وأنا أؤكد أن الدولة الإخوانية إن جاءت فلن ترحل أبدا وكلنا اكتشفناهم منذ انقلابهم عام 7791. فنحن نريد دولة مدنية، دولة تقوم على المؤسسات، ونحن كهيئة حزبية سنجلس ونقرر ما سنفعله إزاء هذا الأمر.
(مع الإخوان)
أما حزب النور السلفى فقد حسم أمره من البداية وصرح بشكل رسمى من قبل حتى إعلان النتيجة أنه فى حالة فوز الإخوان بأحد مقاعد الإعادة سيساندونهم بدون تفكير وذلك من أجل اتحاد التيار الدينى ضد أي مرشح آخركما أكد أنهم وإن اختلفوا سياسيا بعض الوقت، لكنهم فى النهاية يدافعون عن نفس القضية ضد النظام السابق.
وبناء على ذلك فقد أعلن الدكتور محمد مصطفى خليفة - نائب أمين حزب النور تأييد الحزب وجميع أعضائه للدكتور محمد مرسى خاصة لأنه صاحب مشروع إسلامى.
وفي مؤتمر صحفى أكد أحمد ثابت - أمين حزب الوسط أن الحزب أعلن تأييده للدكتور محمد مرسى رئيسا للجمهورية، حتى يتم النهوض بمصر فى ظل المشروع الإسلامى.
(شفيق عنده رؤية)
أما المفكر كمال زاخر- رئيس جبهة العلمانيين الأقباط، فيقول: فى رأيى أن شفيق لديه رؤية ومن يقول إن شفيق سيعيد النظام السابق، فهو مخطئ لأننا كمصريين نستطيع أن نتحكم فى عودة النظام السابق.
فالشباب الذي أطاح بالنظام السابق موجود، ولن يذهب لأي مكان آخر، ونفس الأمر بالنسبة لشباب الأقباط الذي لم يكن مسموحا لهم الحديث فى السياسة خارج أسوار الكنيسة، لكنهم تمردوا وخرجوا فى ثورة 52 يناير، ودفعوا دماءهم فى ماسبيرو. وأنا أرفض من يهاجم الأقباط لأنهم أعطوا شفيق، فالمتحدث باسم الجماعة الإسلامية اتهم الأقباط الذين صوتوا للفريق شفيق بالعمالة، وأقول له: إن «أ» و«ب» ديمقراطية تنص على حرية الاختيار.
وكيف يحرمون على الناس ويكفرونهم إذا اختاروا مرشحا غير مرشحهم الإسلامى، ولا يقبلون باختيارات الأقباط؟!
وهناك شىء فى غاية الأهمية وهو: من الذي سيضمن لنا لو جاء أحد غير شفيق، فلن يعود النظام السابق فى شكل آخر.
فالفصل سيكون فى عمل الدستور الذي سيتحكم فى صلاحيات الرئيس، ويرفض كمال زاخر ما يحدث الآن من مساومات على كرسى مصر فما معنى أن يقول شباب 6 أبريل: لقد اتصل بنا الإخوان، وسنتفاوض بشأن حصول حمدين على مقعد النائب حتى نستطيع الجلوس معهم فهل هذا من أجل مصلحة مصر؟!
(مع الدولة المدنية):
ومن ناحية أخرى أكدت جميع الحركات القبطية داخل وخارج مصر اختيارها للدولة المدنية الممثلة فى الفريق شفيق، وحتى من صوت لغيره فى الجولة الأولى سيصوت له فى الإعادة.. واتفقت الكنيسة الإنجيلية والكاثوليكية على المرشح الذى يحترم حقوق الأقباط ويؤمن بمبادئ المواطنة.
وعلى الرغم من أن الكنيسة أكدت فى الجولة الأولى أنها تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين والدليل على ذلك أن الكثير منهم أعطى أبوالفتوح، إلا أنها ستقف فى الإعادة مع الدولة المدنية.