منذ طفولتى تعودت أنا وأفراد أسرتى أن نقضى يوم شم النسيم على شاطئ العين السخنة وتعود على هذا مثلى معظم أبناء مدينتى العزيزة السويس.. ورغم النيران التى اشتعلت فى شركة النصر للبترول والتى عادت بنا إلى مشهد اشتعال النيران فى نفس الشركة بصواريخ العدو الإسرائيلى فى يونية ,7691. إلا أن أبناء السويس تعودوا على الذهاب لشاطئ العين السخنة فى هذا اليوم وخاصة أنه «سبحان الله» توقفت النيران يومى الأحد والاثنين ثم عادت مرة أخرى وكأنها تقول للسوايسة - ربنا ما يقطع لكم عادة - المهم فى ليلة الأحد ليلة شم النسيم كان طريق العين السخنة مزدحماً بشكل غير عادى وكأن السيارات لا تتحرك على مدى عشرات الكيلو مترات. وظننت أن السبب نيران شركة النصر للبترول ولكن كان الملفت أن السيارات والأوتوبيسات والميكروباصات كلها كانت تحمل شبابا من الجنسين والفرحة والأمل يملآن قلوبهم.. وفجأة جاءنى تليفونا من ابنى الذى كان خارج مصر قائلا:
- حفلة منير أخبارها إيه عندكم؟
- قلت: حفلة منير فين.؟
- قال: فى العين السخنة والناس كلها رايحة على هناك..
انتهت المكالمة وقلت: كل دا علشان خاطر منير، فعلا منير يستحق هذا الحب لأنه الفنان الوحيد الذى ينتقى كلماته وألحانه وصوته يهز الوجدان.
وتذكرت ما قرأته فى الصحيفة اليوم بأن المفتى يقول.. إن الاحتفال بشم النسيم وأكل الفسيخ حلال، وأن ما يدعو إليه بعض السلفيين بأن الاحتفال بالمولد النبوى وشم النسيم حرام..
حقا ما رأيناه ليلة شم النسيم واليوم التالى وحدائق القاهرة ممتلئة بالأطفال والكبار من كل الطبقات يؤكد لى وللكل أن المصريين لا يستطيع أحد مهما كانت معتقداته أن يسلبهم هويتهم المصرية والإسلامية.