في ليلة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.. قالت مصر كلمتها.. عندما خرج شعبها في هذه الليلة يحتضن نسيجه الوطني ويظلل بحمايته كل أبنائه .. شركاء الوطن.. صغارًا وكبارًا.. رجالاً ونساءً.. شبابًا وشيوخًا .. فالأرض كلها مصرية.. والأجساد جميعها مصرية.. والدماء كلها باللون المصري. قالت مصر كلمتها الشعبية والرسمية بكل دقة.. لتعطي رسالة واضحة وصارمة للمندسين في الداخل وللمتربصين عبر الحدود.. إنه لا مفر من تذوق عقاب المصريين علي ما اقترفت أيديهم من جريمة استباحة دماء الأبرياء في واحد من شوارع الإسكندرية أو في أي حارة أو عطفة علي أرض مصر.. شمالا وجنوبا، شرقا وغربا. كما قالت أنها تستوعب جيدا حجم المخطط الشرير المراد به استهداف أمنها واستقرارها ودورها وتأثيرها في الإقليم والعالم، وأنها لن تسمح بأيدٍ عابثة تصورت أنه بإمكانها أن تنال من طموح مصر وقدراتها والتزامها القومي التاريخي والإنساني تجاه شعبها وشعوب الأمة العربية. قالت مصر كلمتها الشعبية والرسمية في رفض التطرف والتشاحن الطائفي.. والتي يجب البناء عليها - الكلمة - بناء متراصا متكاملا يغلق الباب في وجه شرور محاولات التحريض علي كراهية الآخر تحت دعاوي الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان. من أجل أن تتم محاسبة دقيقة لكل من دفع إلي هذه النقطة من الخطر.. حاسبوا كل من زايد وقامر وراهن علي وحدة الوطن وأراد لها السقوط في هذه الهاوية.. لا يجب أن ينجو هؤلاء من العقاب.. عقاب المصريين. لا يجب أن تتاح لهم فرصة غسل اليد من المسئولية عن إثارة التشاحن الطائفي والحض علي كراهية الآخر وإهدار دم الأبرياء.. وهم معروفون لنا جميعا.. موجودون بيننا.. تنظيم جماعة الإخوان غير الشرعي الظلامي.. وظهير يناصره في صحافة خاصة وبرامج فضائية ليلية. فإن كان ينقصنا قانون فلنضعه.. وإن كنا نحتاج إلي تغليظ عقوبات هذا القانون فلنفعل.. فالحلال بيِّن والحرام بيِّن.. والحدود بين التحريض وإشعال التشاحن الطائفي وزرع كراهية الآخر.. وبين حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان.. واضحة ومحددة ودقيقة.. لا تحتاج إلي إعادة توصيف ولا تنتظر مواثيق شرف. مثلما لا ينتظر المجرمون.. المحرضون.. العابثون بأمن وسلامة هذا الشعب .. جهد يرمي إلي سد ثغرة هنا في التعليم أو هناك في الثقافة أو حتي في نظم الإدارة .. فهم ماضون دون كلل أو ملل في تنفيذ مهمتهم التحريضية.. يؤدون نفس الوظيفة في افتعال التشاحن الطائفي.. ويتمتعون بحماية نفس الظهير من الطابور الخامس.. قد يتوارون الآن لبعض الوقت ولكنهم لن يتواروا طوال الوقت. مصر الجبل الذي لا تهزه ريح .. قالت كلمتها في ليلة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.. للمندسين في الداخل و للمتربصين في الخارج.