في آخر اجتماعاتها بالمجالس القومية المتخصصة اعدت شعبة الاعلام، تقريرا حول دور الإعلام في تعزيز حقوق الإنسان في مصر ضم التقرير عددا من الانتقادات ضد بعض الممارسات الإعلامية السلبية لقضايا حقوق الإنسان ومنها النظر إليها علي أنها نتاج للثقافة الغربية المعادية للعرب والإسلام. وانتقد التقرير الذي ترأس فريق اعداده أستاذ الإعلام د. فاروق أبوزيد بعض المعالجات الإعلامية التي تربط بين مؤسسات حقوق الإنسان والتمويل الأجنبي، مشيرا إلي شيوع عدم الدقة في تناول الاعلام لقضايا حقوق الإنسان ونقص المصداقية في أحيان أخري بسبب الجنوح إلي المبالغة وعدم الموضوعية بحيث تكون اقرب إلي الدعاية وليس الإعلام. كما انتقد التقرير غياب الكوادر الإعلامية الكافية لتحمل مسئولية "الإعلام الحقوقي "ومعالجة قضاياه ولفت إلي ضرورة تدريب وتأهيل الإعلاميين العاملين في هذا المجال لضمان البعد عن الأسلوب الدعائي والمعالجات الهامشية التي تكون بمعزل عن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وباعتبار قضية تمكين المرأة إحدي قضايا حقوق الإنسان، أكد التقرير أن تناول حقوق المرأة إعلاميا يشوبه الكثير من السلبيات أبرزها التركيز علي الاهتمامات التقليدية للمرأة، كالموضة والأزياء والتجميل والمطبخ علي حساب موضوعات اخري بالغة الأهمية بالنسبة لها، فضلا عن الاصرار علي استخدامها كوسيلة لجذب الانتباه بالتركيز علي أنوثتها في الاعمال الدرامية والفيديو كليب وغيرها، مما يعد استمرارًا لتشويه المرأة إعلاميا. هذا وقد علق د. فاروق أبو زيد في الاجتماع علي حق المرأة إعلاميا بقوله أنها أكثر الفئات تعرضا لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، كما انتقد بشدة ركاكة اللغة العربية في تليفزيون الدولة واستخدام ألفاظ أجنبية في البرامج، كما انتقد تسمية القنوات بأسماء أجنبية مثل "نايل كوميدي، نايل لايف، نايل سبورت"، مما أثار غضب المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الذي حضر نائبا عن انس الفقي وزير الإعلام، وعلق أنها قنوات تم تسميتها بالفعل ومن المستحيل تغيير أسمائها في الوقت الحالي. الأعضاء أخذوا علي أبو زيد كونه احد أصحاب المناصب الاستشارية بوزارة الإعلام بقرار من الوزير ويجب عليه نقل مثل هذه التقارير إلي صانعي القرار بالوزارة خاصة إذا كانت معدة من قبل خبراء إعلاميين بالمجالس وتحت إشرافه ،وزاد من حيرة الأعضاء مطالبة أبو زيد فصل ملكية الدولة للإعلام وسيطرة الحكومة عليها مشددا أن وزارة الإعلام تسيطر علي إعلام الدولة، كما اخذ آخرون علي أبوزيد إعداده التقرير بصورة غامضة عند تناول سلبيات الوزارة.