بدعوة كريمة من جمعية سيدات المستقبل في مدينة (فوه) بمحافظة كفر الشيخ، ذهبت لأحضر مؤتمرا أقامته الجمعية لتنمية حرفة صناعة الكليم والسجاد التي قاربت علي الاندثار في أهم المدن الحرفية في مصر (زمان)، وهي مدينة "فوه". ولعل هذه الجمعية والقائمين عليها بقيادة السيدة "هالة فوزي" وزملائها، وكذلك مؤسسة (ساويرس) للتنمية الاجتماعية، والتي تدير تلك الفعالية في البعد الاجتماعي، الأستاذه الدكتورة " جنات "، قد استطاعوا أن يتعاقدوا مع القسم العلمي المختص، بتلك الصناعة، وهو قسم هندسة الغزل والنسيج بكلية الفنون التطبيقة جامعة حلوان، في أن يقوم فريق من أعضاء هيئة التدريس، وعلي مدي ستة شهور بتدريب حوالي مائتي شاب وشابة، في مدينة فوه، علي تصنيع الكليم والسجاد، وعلي طريقة الصباغة الطبيعية وكذلك وضع التصميمات المصرية، والعمل علي تسويق تلك المنتجات، سواء محلياً أو دوليا، وكان لي شرف الحضور لمؤتمر شعبي بالمدينة حضره " السيد اللواء مهندس/ أحمد زكي عابدين " والسادة مساعدوه، وقدمت الجمعية أنشطتها السابقة والنشاط الأهم التي هي بصدده وهو تنمية حرفة صناعة الكليم في البلد، ولقد استطاعت الجمعية أن تجذب جمعيات أهلية أخري للمساعدة في تحقيق هدفها، ولقد شدني اللواء " أحمد زكي عابدين " في خطابه إلي جمهور الحاضرين من شباب وشابات أهل "فوة" والذين تعدوا الألفين أو أكثر حضوراً في سرادق تم إعداده بطريقة محترمة. تحدث الرجل عن هدف التنمية، وأشار إلي أنه لا سبيل أمامنا إلا بضخ إستثمارات في شرايين الاقتصاد الوطني وهذا يتطلب تأهيلا للعمالة في مختلف الأنشطة، واستبعد الرجل أن تقوم الحكومة بتعيين أحد في دواوينها أو هيئاتها، حيث تكدس الجهاز الحكومي بأكثر من ستة ملايين موظف، وهو مالم يحدث في تاريخ إدارة الحكومات في أي من بلدان العالم ، وليس أمامنا إلا توجيه الشباب إلي العمل الحر، وأعلن عن إستعداده لإعطاء قروض للشباب الذي يحمل أي مشروع خاص، حتي ثلاثين ألف جنيه دون ضمانات ودون فوائد، وهكذا أعلنها الرجل أكثر من مرة، للجميع من الحاضرين. ولعل اقتراحي بأن ننشيء مؤسسة للتسويق من خلال جميعة المستقبل مع مؤسسة (ساويرس)، لاستلام المنتجات الحرفية من أصحابها، والعمل علي تسويقها داخلياً وخارجياً، سوف يدفع الشباب إلي أن يشتري أنوالا وخامات ويدخل ضمن منظومة التدريب التي يقوم عليها أساتذه الفنون التطبيقة لكي تعود "فوة" إلي سابق عهدها في شهرتها بإنتاج الكليم والسجاد، هكذا يستحق (المحافظ عابدين) أن نشكره وأن نشدو به وأن ندعو بقية محافظي مصر للحذو به في تنمية أقاليمهم الاقتصادية.